الجديد برس : مقالات واراء
جميل أنعم
مثلما ارتدت مجزرة الصالة الكبرى إلى نحر النظام السعودي، سيرتد مشروع التعلق بأستار الكعبة إلى زوالهم، ولنترك الجانب العسكري ولنترك مواقف الجامعة العربية وعدد من دول وعلماء الدفع المسبق والذين أدانوا إطلاق صاروخ باليستي زاعمين بأن الهدف إستهداف المقدسات في مكة المكرمة، فلنترك كل ذلك جانباً، ودعوكم من كل محاولات الدفاع ومناوشات يريدها العدو، فلا فائدة من نفي المزاعم، لأن العدو عمد لاستغلال المقدسات في أكثر من مناسبة، بدايةً من الصد عن سبيل الله ومنعَ دول إيران والعراق وسوريا واليمن، وانتهاءً بتجيير المقدسات الإسلامية في الصراعات والرهانات السعودية التي تخوضها هجوماً في كل مكان يرفض ويتقزز من رائحة نفطها ومالها المشبع بالدم والقذارة .
وعليكم الإدراك مسبقاً بأن مملكة بني السعود إذا كانت تعني ما تقوله في إتهام اليمن باستهداف المقدسات، فإنها لن تتردد في إثبات ادعاءها أممياً وتشكيل لجنة تحقيق أممية بمشاركة صينية روسية ألمانية -مثلاً- وإثبات إستهداف الجانب اليمني المدنيين بصواريخ باليستية، وهي ذريعة كافية لإثبات الخطر على المدنيين وعلى المقدسات، وكافية لتجييش وتحشيد الحشود، كذلك وتحويل موجة الغضب منها عربياً وداخلياً إلى تضامن معها ضد خطر واضح للمجتمع الأممي والإسلامي والعربي، وهي لا ولم ولن تتجرأ على فعلها لأن زمن التكنولوجيا العسكرية وزمن انتعاش المعسكر الشرقي لن يسمح بعربدة غربية كالتي حصلت مع العراق وليبيا، وسيتم فضح زيف الادعاء، تماماً كما تم فضح زيف الادعاء باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وإثبات استخدامه من قبل التنظيمات التكفيرية والتي حصلت عليه عن طريق تركيا، فضج العالم بدايةً متهماً النظام الوطني السوري وخرس العالم تالياً حين كُشف المخطط، وصاروخ باليستي يَسْهُل على أي لجنة تحقيق معرفة الوجهة وكل ما يتعلق به بدقة متناهية، ولمعرفة نظام بني سعود بذلك فلن يتجرأ بإثباته قانونياً، وقد اعترف ببعد الصاروخ عن المقدسات في مكة 65 كم، لأنه يريد العربدة خارج القوانين، كما عليكم الإيقان تمام اليقين بأنها الرقصة الأخيرة للديك الذي أدرك حتمية موته، وهرول للتعلق بأستار الكعبة.
ولمعرفة ماهيَ أستار الكعبة أقتبس باختصار من مقال للكاتب السوري “نارام سرجون” نشره قبل أكثر من عام بعنوان (عائلة نسيها الزمن.. عن قمقم الزيت الأسود والتعلق بأستار الكعبة؟).. حيث يرصد الكاتب في مقاله، بأن هناك اقتراحاً اسرائيلياً إذ ما استعصت الحرب السعودية على اليمن، حيث يمكن تجاوزها بإحياء خطة قديمة شيطانية اُقترحت كخطوة لإطلاق شرارة الحرب الدينية مع إيران بعد سقوط سوريا الذي كان متوقعا في أقصى حد منتصف عام 2012 .. فقد تسربت معلومات عن اقتراح قديم نقلاً عن مراسلات قديمة بين “ايتان غلوبوا” استاذ العلاقات السياسية في “جامعة بار ايلان” في تل أبيب ومفكر غربي (غالبا هو برنار هنري ليفي) الذي ذكره في سياقات عابرة في تل ابيب عند شرح إمكانية اطلاق شرارة الحرب على ايران بعد سقوط سورية .. ويقضي الاقتراح بضرب مكان مقدس مثل الحرم المكي أو محيطه ولو بشكل رمزي واتهام موالين لإيران بذلك لتجنيد مقاتلين من كل العالم في الحرب المقدسة الدينية ضد ايران .
ويمضي نارام في مقاله قائلاً بأن الاقتراح تمت اعادة انتاجه الآن كمقترح احتياطي اذا استعصت الحرب مع الحوثيين، لأنه سيرغم باكستان ومصر نحو تغيير برودهما في دخول الحرب ضد اليمن، وحسب الاقتراح الاسرائيلي الذي يقال أن بعض تفاصيله تسربت من قطر عن طريق أحد المقربين من عزمي بشارة لأن قطر قلقة جداً من غضب ايران وردة فعلها العنيفة بسبب الاقتراح الاسرائيلي الذي يسميه عزمي بشارة (التعلق بأستار الكعبة) .. وحسب رأي غلوبوا المنقول من محيط عزمي بشارة “سيكون الهجوم على المكان المقدس منعشاً لذاكرة اسلامية عن أبرهة الاشرم الذي انطلق من اليمن في عام الفيل الشهير لمحاولة هدم الكعبة” .
ولكن يتردد أن ايران التي علمت مجساتها في الخليج بالاقتراح الاسرائيلي أوصلت رسالة قاسية جداً على ما يبدو بأن اللعب بالمقدسات سيعني اسقاط كل المحرمات بالحرب على السعودية والخليج، لأن هذه اللعبة ستكون آخر قنبلة تطيح بالعالم الاسلامي وتنسفه، أو تنسف ما بقي منه، ولن ينفع السعوديين عندها التعلق بأستار الكعبة، وربما أحيط الأزهر بالمغامرة السعودية كي يتحمل الأزهر بالدرجة الأولى ومصر منع هذا الجنون واستعمال عائلة لا قدسية لها للمقدس وتعلقها بأستار الكعبة للنجاة .
وربما لهذا نرى تحركات العالم تأتي في هذا السياق، فجرى أولاً مؤتمر غروزني في الشيشان وسحب البساط من الإسلام الوهابي التكفيري بتعريف من هم أهل السنة والجماعة والمتمثلة في ثلاثة طرق هي، أثرية الإمام أحمد بن حنبل – أبو الحسن الأشعري والمذاهب السنية الأربعة – الماتردية والتي يُنسب إليها الأزهر المصري .
ولأن زمن فتوحات أمريكا المديونة والعاجزة إنتهت يأتي ثانياً تحرك أمريكي بقانون جاستا والذي سمح لعائلات ضحايا هجمات سبتمبر 2001 برفع دعوى قضائية ضد السعودية لدورها الإرهابي بأحداث سبتمبر، لتجميد الودائع السعودية، وإيقاف جنون البقرة السعودية في المنطقة، والتي تريد إشعال قنبلة للانتحار لكن قتل أعدائها معها، بعد تأكد بوادر هزيمتها الثقيلة في سوريا واليمن.
وبإهمال الميدان العسكري الذي سيصمت قريباً بهزيمة نكراء ساحقة ماحقة، تريد السعودية التعلق بأستار الكعبة، لذلك ستستمر أبواق الفتنة الطائفية والمناطقية من الرياض واعلامها التحريضي، ولابد من البدء باستراتيجية وأد خطاب الفتنة الطائفي والمناطقي لبني سعود، وعلى قاعدة “إن عًدتم عدنا” ولكل فعل رد فعل، وبمعادلة الفتنة الطائفية والمناطقية الإعلامية من بني سعود، يقابلها نشر وفضح كل موبقات بني سعود واسلامه، وبالوثائق الدامغة ثقافياً واعلامياً وبكل الوسائل المتاحة وبالحق والشرع والقانون والأعراف، إعلام مقروء، صحافة وكتب، منشورات وملصقات جدارية ورسومات، وإعلام مرئي مشاهد تلفزيونية وسينما وافلام ومسلسلات ومسرح وفن وشعر وزوامل .. الخ، وفي كل الساحات والمنابر، من البيت الأسرة إلى المدرسة مناهج وفعاليات ثقافية ومسرح ومسابقات وجوائز ومساجد ..الخ.
وبدلاً من إثبات وجهة الصاروخ يجب توجيه خطاب، يبدأ بأن هدف الصاروخ كان مطار الملك عبدالعزيز آل سعود الذي باع فلسطين و أولى القبلتين لليهود الصهاينة مدعومة بوثيقة شهيرة ممهورة بختم خاتمه تقول ((لامانع من إعطاء فلسطين لليهود المساكين وأني أراه كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن شورها حتى تصيح الساعة)) .
واصدار وتفعيل قرار تتبناه الدولة على رأسها المجلس السياسي الأعلى ومجلس النواب وعلماء اليمن بنشر وثيقة الخيانة الكبرى لإبن سعود عبدالعزيز، والتي وبموجبها تنازل بن سعود عن فلسطين “لليهود المساكين حتى تصيح الساعة”، ونشرها وبصور واشكال متعددة، وإلحاقها بمقرر التربية الوطنية في المدارس للمرحلة الأساسية والثانوية ابتداءً من الفصل الدراسي الثاني لهذا العام الدراسي، وبملصق ثقافي من صفحة واحدة يُلصق بالدوائر الحكومية الرسمية المدنية والعسكرية، وإلزام الصحف الرسمية والحكومية بنشرها في الصفحة الأولى وبشكل مصغر أعلى الصفحة وبمقياس معين وبصورة دائمة، ولاحقاً نشرها في غلاف منهج التربية الوطنية الغلاف الأول، والغلاف الأخير لبقية المناهج الدراسية وللمراحل الأساسية والثانوية … بالإضافة لملصقات في كل مكان أينما توجهت وحيثما حللت تجدها أمامك، لخلق وعي وثقافة وطنية عربية إسلامية راسخة وبالدليل الدامغ، تدين بني سعود بالخيانة العظمى للأمة العربية والإسلامية، وتلك الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل لفضح أساليب وأفعال بني سعود في بيع الأوطان وتمزيقها وتقسيمها ونشر خطاب الفتنة والكراهية الطائفي والمناطقي وسفك الدماء والقتل والتهجير والدمار للإنسان والحيوان والنبات وحتى الأموات، ولمصلحة الأعداء الإستعمار والصهيونية والماسونية .
والخلاصة… فإن المواجهة العسكرية تلفظ أنفاسها الأخيرة وبهزيمة نكراء، والمواجهة الإعلامية الثقافية قدر محتوم لليمن لإيقاف الجنون التكفيري التحريضي وإيقاف المخطط التدميري بالتعلق بأستار الكعبة ووأد فتنة بني سعود واسلامه التكفيري وخليفة قطر واخوانهما إعلامياً وثقافياً، وحقن دماء الأمة العربية والإسلامية، والمحصلة بعون الله تعالى، إجتثاث قرن الشيطان بني سعود واسلامه التكفيري، واستئصال الزائدة الدودية قطر واخوانها، ودفن الفتنة الطائفية والمناطقية، والله المستعان .