الجديد برس : متابعات عربية ودولية
لم يحمل يوم أمس أي تغيير كبير في خريطة السيطرة بعد الهجوم الكبير لمجموعات «جيش الفتح» وحلفائها غرب حلب. التقاط الجيش السوري المبادرة في بعض نقاط الاشتباك ساعدت في تخفيف حدّة اندفاعة المسلحين، لكن هؤلاء ما زالوا حتى الآن يملكون القدرة على الهجوم والصورة في المنطقة تحتاج لأيام لتتضح أكثر
ومن المرجح أن يكثّف الجيش جهوده لاستعادة النقاط الواقعة ضمن الأحياء السكنية قبل تعزيز المسلحين لنقاطهم داخلها، وهو ما قد يصعّب عملية استرجاعها على نحو يشابه ما جرى في مشروع 1070، عقب معارك الراموسة والكليات.
وفي ضوء استمرار تعليق موسكو لغاراتها الجوية فوق مدينة حلب، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن بلاده ترى أن جميع الفصائل المسلحة في أحياء حلب الشرقية، أصبحت أهدافاً مشروعة للقوات الروسية، بعد إصرارها على التعاون مع «جبهة النصرة»، منوّهاً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي يوانس كاسولديس، إلى أن «تعليق طلعات الطائرات الجوية الروسية والسورية لمدة تقارب الأسبوعين، يعدّ كافياً للفصل بين الإرهابيين والمعتدلين». وذكّر بتقديرات الدول الغربية لعدد عناصر «جبهة النصرة» في أحياء حلب الشرقية، بأنه «لا يتجاوز مئتي مقاتل أو ثلاث مئة»، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام الغربية أصبحت تقول إن «النصرة هي التي تقود الهجمات انطلاقاً من تلك الأحياء». ورأى أن «بقية المسلحين الموجودين في حلب الشرقية، الموجودين بإرادة أو بغير إرادة، متواطئون في جرائم النصرة».
سيطر الجيش على تل كردي المجاور لدوما في الغوطة
وفي سياق متصل، دانت موسكو استهداف الأحياء السكنية والمدنيين في مدينة حلب، بقذائف تحمل مواد كيميائية. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن «استخدام الإرهابيين لمواد كيميائية سامة ضد المدنيين، حدث مسبقاً… ففي 2013 استعمل مسلحون مواد مشابهة في قصف الغوطة الشرقية، وكذلك في خان العسل غرب حلب، كذلك حصل ذلك في مارع عام 2015، وحي صلاح الدين في حلب عام 2016». ولفتت إلى أن بلادها ترى أن من واجبها «تذكير من يعتبرون أنفسهم أصحاب تأثير على فصائل المعارضة المسلّحة»، بتنفيذ وعودهم بفضلها عن «داعش» و«جبهة فتح الشام» والتنظيمات المشابهة.
وبدورها، قالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إن «التنظيمات الإرهابية المسلحة بما في ذلك ما يروق للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها أن تطلق عليهم تسمية (التنظيمات المعتدلة)، اقترفت جريمة أخرى في مدينة حلب، استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً. وفي سياق متصل، أعلن الجيش السوري في بيان أن «جبهة النصرة» والتنظيمات المتحالفة معها استغلت فترة التهدئة، بالإعداد لشن عمليات عسكرية واسعة واستهداف المدارس والمدنيين في أحياء مدينة حلب. وأشار البيان إلى أن عدد القذائف التي أُطلقت على المناطق السكنية في حلب خلال الأيام الثلاثة «بلغ أكثر من مئة قذيفة هاون و50 صاروخ (غراد) و 20 اسطوانة غاز، إضافة إلى أعمال القنص، ما أدى إلى ارتقاء 84 شهيداً وإصابة 280 بجروح مختلفة». مضيفاً أن «التصعيد بلغ ذروته بإقدام المجموعات الإرهابية على استخدام قذائف تحوي غاز الكلور، على محاور مشروع 1070 شقة وحي الحمدانية السكني، ما أدى إلى حدوث 48 حالة اختناق».
وعلى صعيد آخر، تابع الجيش السوري تقدمه على جبهة شمال شرق دوما، وفرض سيطرته الكاملة على تل كردي والمزارع الممتدة جنوباً باتجاه بلدة الريحان، بعد سيطرته أول من أمس على بلدة تل الصوان. وبالتوازي استهدف سلاح الجو السوري مواقع المسلحين في بلدات الريحان ومسرابا وعربين في الغوطة الشرقية. أما في ريف دمشق الجنوبي، فقد نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن الجيش السوري استهدف نقاط المسلحين على تقاطع مغر المير ومزرعة بيت جن ومزارع خان الشيح وشمال شرق دروشا. وفي ريف درعا الشمالي، أعلنت تنسيقيات معارضة مقتل 43 مسلحاً خلال «معركة ضد البغاة» التي شنتها عدة فصائل ضد مواقع الجيش السوري على محور الكتيبة المهجورة بين داعل وإبطع.
إلى ذلك، أوضح نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، خلال حديث للصحافيين في أنقرة، أن بلاده ترى أن من الأفضل «عسكرياً واستراتيجياً أن تبدأ عملية استعادة الرقة بعد اكتمال عمليتي الموصل ودرع الفرات».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)