الأخبار المحلية المقالات

رئيس الوزراء اليمني يكتب: أوباما يغادر عِش الغراب ( البيت الابيض ) بعد 8 سنوات من خراب بلداننا العربية

الجديد برس : رأي

أ٠د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور 

        رئيس مجلس الوزراء

لم أخف قط تعاطفي مع أية قصة نجاح لأي إنسان في هذه الحياة شق طريقه بمفرده أو بالإستعانة بالظروف المحيطة في بيئته ، وتعامل مع التحديات التي تجابهه باعتبارها فُرص حقيقة لإثبات وجوده وتميزه الإيجابي  وابراز مواهبه ومهاراته في أي مجال من مجالات الحياة ٠

والأخ باراك بن حسين أوباما هو أحد هؤلاء الرجال ، الذي سجل لهم التاريخ الإنساني ذلك النجاح والتميز والحضور الباهر الذي يليق بمجتهدٍ نقش اسمه في سجل التاريخ الخالد في مسيرة وتطور دولة الولايات المتحدة الأمريكية٠

مسيرته المهنية في مجال المحاماة والقانون وكتاباته الرشيقة وخطاباته الجذابة وتمثيلية في الكونجرس الأمريكي وأخرها تبوئه رئاسة أكبر وأغنى دولة في عالمنا المعاصر هي “الولايات المتحدة الأمريكية United States of America”  تشهد له بالتميز بلا منازع ، وكونه  أحد أبناء المهاجرين المسلمين لطلب العلم من كينيا الإفريقية وهو الدكتور / حسين بن اوباما الذي نهل العلم والمعرفة والثقافة  من أروقة وصالات جامعة هارفارد ذائعة الصيت والشهرة ، طبيعي أن أكون أحد المعجبين به كونه كما يصف ذاته دائماً بانه نصف أبيض من العرق الأوروبي ونصف أسود من العرق الأفريقي ، و أنه نصف مسلم لأن والده مسلم ونصف مسيحي بروتستانتي لأن أمه كذلك ، وينحدر من الطبقات الامريكية الفقيرة في بلدٍ فاحش الثراء ، وينتمي إلى فكر وثقافة الحقوق المدنية التي تنادي بإزالة الفوارق العرقية والطبقية بين أفراد المجتمع الامريكي الذي مازال مسكوناً بثقافة إرث العبودية والعنصرية المقيتة ولم يتمكن من التخلص منها حتى اللحظة ، ومن كل هذا الركام الهائل والتنافس الحاد في المجتمع لمع نجمه الصاعد وتجاوز كل التحديات ليصبح أهم شخصية في أمريكا كونه الرئيس ال 44 لأمريكا وغادر اليوم الجمعة 2017/1/20م ذلك الموقع ليعود إلى صفوف الشعب الأمريكي بكل طبقاته وتناقضاته وتحدياته٠

ترك المنصب المؤثر في العالم أجمع ، وترك العالم العربي والإسلامي تحت وطأة سياساته الناعمة القاتلة التي مزقت الأمة من الخليج إلى المحيط ٠

من يتوقع بأن هذا الرئيس قد عمل على تدمير عدد من البلدان العربية بسبب سياساته وحزبه ( الديمقراطي )

دعونا نعمل “جردة ” حساب سريعة للنتائج والآثار التي تركها أوباما علينا بسبب قراراته المدمرة على شعوبنا العربية والإسلامية ولكنها مغلفة بقفازات حريرية ناعمه٠

أولاً :

أصدر أوامره  للطائرات الدرونز “Drones” بدون طيار بقصف البلدان العربية  وكانت فترة حكمه أكثر الفترات فتكاً بشعوبنا تحت حجة ملاحقة الأرهابيين ، لكن الضحايا من الأبرياء كانوا بالآلاف٠

ثانيا :

في عهده ازداد انتشار ظاهرة التوسع الملحوظ لتنظيمات داعش والقاعده  في عالمنا العربي والإسلامي ٠

ثالثاً :

في عهده دَعَم وشجّٙعَ حركات التمرد والفوضى في الشوارع والساحات في عدد من البلدان العربية بما أسمي آنذاك ( بالربيع العبري) في كل من مصر وسوريا واليمن وليبيا وتونس  ، نتج عن هذه الفوضى ( الخلاقة ) والعارمة قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين وتهجيرهم من مدنهم وأقطارهم التي كانت مزدهرةٍ ذات يوم ، وتدمير مقدرات الشعب العربي والتي تجاوزت التريليونات وهي شقى العمر لهذه الشعوب٠

رابعاً :

أما نحن في اليمن فذاكرتنا مازالت تحتفظ بتلك الصور الحية وتلك اللقطات التذكارية التي سجلتها كاميرات الهواة والمحترفين للسيدة/ هيلاري كلنتون وزيرة خارجيته وهي تحتضن ( الناشطات والنشطاء ) من رموز الإخوان المسلمين واليساريين  والمغرر بهم في ساحة التمرد بالقرب من جامعة صنعاء٠

خامساً :

غادر اليوم البيت الابيض ( عش الغراب )  ومازال العدوان على الجمهورية اليمنية مستمراً مُنذ مايزيد عن 21 شهراً ، وهي بمثابة  إحدى جرائمه الحربية البشعة في العدوان على اليمن العظيم والتي لن يمحيها التاريخ من سجله الإجرامي الأسود  ، ففي عهده شارك في الحرب علينا من خلال تزويد المملكة السعودية ودول الخليج العربي المُعتدية بأحدث الأسلحة ، والإشتراك المباشر للجنود الأمريكان في غرفة العمليات الحربية لتوجيه الطائرات و البوارج البحرية والقطاعات البرية المُعتدية ، وتزويد الطائرات المُغِيرة علينا بالوقود الذي تجاوز ال 80 مليون طن  ، كل ذلك مسجلٍ في رصيده الإجرامي على اليمن.

نعم اليوم غادر سُدة الحكم غير مأسوفاً عليه بعد أن زرع في عالمنا العربي كل تلك الفتن والضغائن والحروب والقتل والتشريد للمواطنين العرب طيلة ما يزيد عن سبعة أعوام ، وسيذكره التاريخ أيضاً بأنه الرئيس الامريكي الأكثر سخائاً في  دعم الكيان  الصهيوني بمليارات الدولارات الامريكية كهبات مجانية ليوصل ذلك الكيان الغاصب التنكيل  بأهلنا بفلسطين المُحتلة ، والله اعلم منا جميعاً٠

﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾