الجديد برس : رأي
حمير العزكي : كاتب يمني
صدر مؤخرا لمنظمة ESCWA (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية و الاجتماعية لغرب آسيا) حول الظلم في الوطن العربي وبحسب ماتناولته قناة الميادين فالتقرير لم يأت بجديد سوا تقرير المقرر واثبات المثبت فما يشعر به العربي من الظلم اكثر ممايراه وما يراه اكثر ممايسمعه ويقرأه من قتل وتشريد ودمار وانتهاك لحقوقه وامتهان لكرامته وارتهان حاكميه وتبعيتهم للخارج و ولكن الجديد في التقرير هو قيام الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية .. الخليجية تحديدا واجزم ان السعودية اولها بالضغط على الامم المتحدة لمنع تداوله وذلك لما تناوله التقرير من ممارستها الغاشمة والظالمة بحق الشعوب العربية ابتداءا بالشعب الفلسطيني وانتهاءا بالشعب اليمني .. هذا التوافق والانسجام في المواقف يعكس وحدة الاهداف والتفكير والاساليب وهو ما يسمى بالموالاه والتي بلغت منتهاها بالشراكة حد التماهي فلاتكاد تجد فرقا في التوجهات والممارسات ومن يستغرب ذلك فعليه ان يشعر بمدى بعده عن القرآن الكريم وعن مبادئه ومفاهيمه الواضحة الصريحة ومن يستنكر هذه الحقيقة لا أجد له جوابا خيرا من قول الله تعالى في هذه الآية من سورة المائدة {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )}(51)
صدق الله العظيم وكذب المؤولون حسب اهوائهم واهواء سلاطينهم وسلام الله على الشهيد القائد الذي أكد وشدد ووضح وبين وتحدث عن أهمية مافي هذه الآية من المبادئ والمفاهيم حديثا مستفيضا لا يعمى عنه الا حاقد او متعصب فهو يدفع الشبهة بأن هولاء الموالون مازالوا على دينهم ولم يعلنوا خروجهم منه فيقول عند قول الله تعالى {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ” أنتم من تعدون أنفسكم مؤمنين انتبهوا، انتبهوا، قد تقعون في موالاة اليهود والنصارى من حيث تشعرون أو من حيث لا تشعرون، فيوجه النهي بصراحة: {لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}. تبدو الآية وكأنها غريبة كيف مؤمن يتولى يهودياً ونصرانياً!!، ما العقائد أصبحت متباينة؟” ثم يكرر التساؤل “ما الذي يمكن أن يشد الإنسان المؤمن إليهم فيكاد هو الذي يبحث عن كيف يتخذهم أولياء؟! ويكاد هو الذي ينطلق في طاعتهم ليطيعهم ليردوه بعد إيمانه كافراً؟ وهنا ليصبح مثلهم، ويصبح ظالماً كما هم ظالمون، ظالماً لنفسه وظالماً للبشرية.” ثم يوضح السبب الحقيقي وطبيعته ويضع مثالا قريبا الى الاذهان لايختلف اثنان في معناه في قوله “، التولي هو من أعمال القلوب، العداء هو من أعمال القلوب، ميل إليهم يدفعك إلى أن تكون معهم. نفس الشيء الذي يحصل من جانبنا بالنسبة للشيطان، ماذا يعمل الشيطان؟ وسوسة وساوس وحاجات كذا بسيطة لكن تتجه إلى القلب، فترانا نلعن الشيطان جميعاً، ألسنا نحن بنو آدم نلعن الشيطان جميعاً؟ ولكن نسبة ربما 95% يعبدونه، كيف حصل؟. عندما يقول الله للناس لبني آدم يوم القيامة: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}”انتهى
فماذا بعد الحق الا الضلال وماذا بعد ان يتحدث العالم عن شركاء الظلم في العالم العربي ويثبت الموقف المشترك من هذا التقرير وغيره هذه الشراكة العميقة .
ستظل الايام والاحداث تكشف للجميع النظرة الثاقبة والرؤية القرانية الصائبة وسمو آفاقها ومدى أبعادها للمشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد حسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه ليس لنا معشر اليمنيين فقط وانما للامة العربية والاسلامية وللانسانية جمعى.