الجديد برس : رأي
أحمد سيف حاشد – برلماني يمني
متورمون بالنفط والمال .. يعيشون التخمة والبذخ .. يمتلؤون بالكبر والغطرسة .. غارقون بهجة و زهو وفرح .. مهوسون بالخيلاء و التعالي، و يوغلون بشرور البداوة الغارقة بحقد البعران .. و يعتقدون أن حالهم و ملكهم دائم و سرمدي لا ينتهي و لا يزول..
فيما شعبنا الصابر منهك و نازف .. مثقل بمعاناة لا تنتهي، و غارق في همه اليومي الدائم و المُلازم .. يعاني المجاعة و الجوع و المرض .. و يجالد أقداره و سوء حظه بجيران يعتقدون أنهم المُلك كله، فيما نحن بنظرهم مجرد أشياء فائضة عن الحاجة و اللزوم، بل أننا مجرد مخلفات و نفايات يجب أن تطمرها الأرض أو يبتلعها البحر..
سحقوا شعبنا، ليبنوا مجدا و تاريخا على أشلاءنا و تاريخنا، و دم و أشلاء أطفالنا و نساءنا و شيوخنا..
و لكن نقول لهم .. هيهات .. بقاء الحال من المحال .. لم تتركوا لنا خيارا أو مناص .. أعلنتم الجفاء و العداء و الحرب على شعبنا الصابر و المكافح، و نشرتم الخراب و الدمار في أرضنا و ديارنا .. في برنا و بحرنا .. و استبحتم الدم المصان..
سنجالدكم حتى نفقركم و يدرككم الجوع و العوز .. سنجالدكم حتى ترون الموت و الجزع أحمرا و أسود .. سننتزع كرامتنا بدمنا و صمودنا، و صنع المآثر و الملاحم و المستحيل..
سننتزع نصرنا من مخالب اللاممكن و العدم .. و إن لزم الأمر سنفنيكم كما نُفنا ..
لن نركع لكم و لن نستسلم يا بغاة الأرض و يا ديار العهر والانحطاط..