الجديد برس
اللواء الركن / يحيى محمد الشامي ، مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة ، من أبرز وألمع القادة العسكريين العباقرة الفذة الذين عرفتهم اليمن ، ويحظون بثقة وتقدير غالبية الضباط والأفراد في مؤسسة الجيش اليمني ، ممن كان يعمد ويحرص على تدريبهم وصقل مهاراتهم .
هامة وطنية ، وقيادي عسكري محنك ، عرف بحزمه ، وشجاعته ، وذكاءه ، وحكمته ، وبسالته ، وإقدامه ، ووطنيته ، والجرأة والاتزان ، واحترامه والتزامه بالنظام والقانون أثناء تولية عددا من المناصب العسكرية ، والمدنية طيلة الفترة السابقة .
قد يصعب إقناع احدٍ ما بأن أمور لا يمكن سردها وكتابتها عن تفاصيل سيرة حياته العملية في شهادات من عرفوه، من زملاءه وإخوانه رفقاء الدرب والسلاح في السلك العسكري ، لطالما كان للقيادة العسكرية الحكيمة الدور الرئيسي في تحقيق انتصارات على الأرض ، الذين يروه عبقريًّا حقيقيًّا في مجال الفنون الحربية، معبرين عن ثقتهم بقدراته وخبراته ومعارفه بإدارة القوات المسلحة في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها الجمهورية اليمنية في ظل عدوان بربري إجرامي تكالبت فيه قوى عالمية ضد شعبها وأرضها وتاريخها التليد .
من هو .. ماذا سيعمل ؟
هو يحيى محمد بن محمد الشامي ، ولد عام 1367 هـ / 1947م ، في قرية ( المسقاة ) ، مديرية ( السدة ) ، محافظة ( إبّ ) ، بدأ دراسته في الكُتّاب ، ثم انتقل إلى بلدة ( كحلان عفّار ) حجة ، وواصل دراسته بإشراف من أبيه الذي كان قاضيًا هناك ، بعد ذلك انتقل إلى المدرسة المتوسطة في مدينة صنعاء ، حتى أكمل دراسته المتوسطة وانتقل منها إلى المدرسة الثانوية ، حتى قامت الثورة الجمهورية ، وأقامت النظام الجمهوري سنة 1382هـ / 1962م .
التحق اللواء يحيى الشامي بالحرس الوطني ، ثم بالكلية الحربية ” سلاح المدرعات ” ، وتخرج منها عام 1385هـ / 1965م ، برتبة ( ملازم ) ، وتولى قيادة سرية المدرعات في بلاد ( قعطبة ) ، بعد أخذه لدورة تخصصية نهاية عام 1386هـ / 1966م ، ومن خلال عمله في قعطبة قدم حينها المساعدات الممكنة والمتاحة لثوار الجنوب حتى الاستقلال ، كما شارك كذلك في معركة حصار السبعين .
شغل منصبي رئيس شئون الضباط والأفراد ، وقائد سرية دبابات في الكتيبة الأولى مدرع سنة 1969 م ، وعيّن رئيسًا لعمليات الكتيبة الخامسة مدرعات ، ونائبًا للقائد ، ثم عُيّن رئيسًا لعمليات الكتيبة الثانية مدرعات ، ثم قائدًا لنفس الكتيبة عام 1393هـ/1973م .
كما عيّن قائدًا للواء الثاني مدرع مستقل بإب ، وقائدا للمحور الجنوبي ، ووكيلا لمحافظة إبّ لشئون المناطق الوسطى ، ثم عُيّن محافظًا لمحافظة صعدة عام 1405هـ/1985م .
اُبتعث إلى القاهرة للدراسة الأكاديمية العسكرية حتى عام 1408هـ / 1988م ، وبعد عودته من القاهرة ، عيّن مديرًا لإدارة الدائرة العسكرية في مكتب القائد العام عام 1309هـ / 1989م ، ثم عُيِّنَ محافظًا لمحافظة مأرب ، و قائد المحور الشرقي عام 1410هـ/1990م ، ثم عُيّن محافظًا لمحافظة البيضاء عام 1417هـ/1997م ، وأستمر فيها لمدة تسع سنوات ، حتى عُيِّنَ بعد ذلك محافظاً لمحافظة صعده ‘ للمرة الثانية ‘ في عام 2006 م .
كان من مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام ، حيث اُنتخب عضوا للجنة الدائمة في أول مؤتمر للحزب عام 1982م ، واستمر في عضويته للجنة الدائمة حتى أنشئت اللجنة العامة ( المكتب السياسي ) ، واُنتخب عضوا فيها ممثلا لمحافظة إب ، وأستمر عضوا للجنة العامة حتى انتخب رئيسا لهيئة الرقابة التنظيمية والتفتيش المالي للمؤتمر الشعبي العام .
وفي قرارا صادرا بتاريخ 28 / 11 / 2016 م عن رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ / صالح الصماد ، بعد الإطلاع على دستور الجمهورية اليمنية ، وموافقة المجلس السياسي الأعلى ، عُيّن اللواء الركن / يحيى محمد الشامي ، مساعداً للقائد الأعلى للقوات المسلحة .
لم تنتهي الحكاية ولو رويت..!
فقد أقامت وزارة الدفاع يوم الثلاثاء الماضي برئاسة مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة اللواء الركن / يحيى محمد الشامي ، اجتماعاً للقيادة الجديدة للجيش اليمني ، وحفل تكريم وتوديع للقائم بأعمال وزير الدفاع السابق مستشار الرئاسة لشؤون الدفاع والأمن اللواء الركن / حسين ناجي خيران ، ووزير النقل اللواء الركن/ زكريا الشامي ، واستقبال وزير الدفاع الجديد اللواء الركن / محمد ناصر العاطفي ، بحضور نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن اللواء الركن/ جلال الرويشان والمفتش العام للقوات المسلحة ومساعدي وزير الدفاع ورؤساء الهيئات ومدراء الدوائر وعدد من القيادات العسكرية والأمنية .
أول ظهور .. أول كلمة
ألقى اللواء الركن : يحيى محمد الشامي – مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة كلمة على الحاضرين ، قال فيها : بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمدُ لله رب العالمين ، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه المنتجبين ، الحمدُ لله القائل : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ، والقائل سبحانه وتعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) .
ففي الأعمال السيئ والأسوأ ، وفيها المقبول ، وفيها الحسن والأحسن .
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) فالإنسان قيمته ما يحسنه من العمل وما يتميز به من السلوك.
الإخوة الزملاء ، إننا نمر بمرحلة استثنائية غاية في الخطورة ، تتطلب منا جميعاً التعاون الصادق وبذل أقصى الجهود لإصلاح ما أفسده العملاء والخونة ، وما دمره العدوان الغاشم ، الذي دمر كُل شيء على وجه الأرض ، من بشر وحجر وشجر ، ولم يبقوا رذيلة ولا خسيسة إلا ارتكبوها ، ولم يرقبوا في جيران لهم إلاً ولا ذمة ، فهم لدول الاستكبار والاستبداد والظلم خدّاماً لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية وجنوداً لاحتلال تراب أرضهم الغالية ، ودنسوا ودمروا مقدسات الأمة ومساجد المسلمين وجميع المصالح العامة والخاصة .
أبطال حرب .. فرسان قتال
الإخوة الزملاء الأعزاء إن الأوضاع القاهرة والظروف الراهنة والحرب العالمية التي شنها تحالف الشر تحتم علينا التضحية بالمال والنفس بالوقت والجهد بكل غالٍ ونفيس لتجاوز هذه المحنه التي يعيشها أبناء شعبنا اليمني الصابر المثابر الذي قهر العدوان وهزم المتآمرين بصبر وبطولات وثبات قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية .
إن التغيير يحتاج إلى إرادة سياسية مسنودة بإرادة شعبية ، وقبل وفوق ذلك بإرادة الله القادر على كل شي ، ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) ، ولأن أمامنا تحديات كبيرة ومؤامرات كثيرة داخلية وخارجية ، والتي استطعنا التغلب عليها بصمود الأبطال الشرفاء الذين حققوا الانتصارات العظيمة في ميادين القتال والنزال ، وعلينا الآن ونحن في ميدان نضال العمل الدؤوب لإعادة البناء والنمو والتطور وإدارة شئون حياة الناس وتوفير متطلبات المواطنين وتحسين معيشتهم والنهوض بالمسؤوليات الجسام التي نتحملها بقوة وأمانة وإخلاص ، والحد من الأمراض الاجتماعية والاختلالات الإدارية وأبرزها قضايا الثأر والرشوة والمحسوبية والوساطة فتلك هي الداء التي يستفيد منها الأعداء وينفذون من خلالها لإضعاف المجتمع وإذلاله .
مسئولية وطن .. قضية شعب
أيها الأخوة إن المسؤولية أمانة وهي خزي وندامة يوم القيامة إلا لمن أداها بحقها وأوفى الذي عليه فيها ، إن أعداء اليمن قد تعمدوا انهيار الدولة وإضعافها عمداً ولذا فإن من أهم أهدافنا اليوم بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون ، دولة العدل والحرية والمساواة في ظل هذه الظروف العصيبة والتي تعتبر مراحل اختبار لمدى قدرتنا على حشد الطاقات والإمكانيات وتسخير كل مقدرات الدولة بمختلف أجهزتها ومرافقها لدعم المجهود الحربي حتى تستكمل الانتصارات ويندحر العدوان ويهزم الجمع ويولون الدبر ، فالأعراب اشد كفراً ونفاقاً ، وهم والحمد لله إلى خسران وتراجع وانهزام ليس في اليمن فحسب ، ولكنهم يهزمون في كل بلد يتواجدون فيها في كل أنحاء العالم ، والمرحلة التي نعيشها هي مرحلة الإعداد والتهيئة للحرب والبناء .
أيها الأخوة وأنتم صفوة المجتمع وقادة العمل السياسي، وعليكم المعول وفيكم الأمل أنصحكم ونفسي بأن الأطماع قد تفشت والمال مادة الشهوات ومفسدة الرجال وعلينا أن نترفع عن الأطماع البشرية وعن الاستبداد بالرأي وأن لا نغفل المشاورة ، فلا ظهير كالمشاورة لان من استبد برأيه هلك ومن شاور الناس شاركهم بعقولهم .
رجال دولة .. حكومة وطن
الإخوة الأعزاء لقد اجتمع أهل الباطل في الداخل والخارج على باطلهم وتفرق أصحاب الحق عن أداء واجباتهم ومسؤولياتهم وإن الواجب يحتم علينا أن نوحد صفوفنا وان نعزز من الثقة فيما بيننا وان نتجنب العصبية العمياء التي تؤدي إلى الخلافات والتناحر بين الأخوة وأبناء المصير الواحد والهدف المشترك وان ننبذ الفرقة والانقسام والغرور والخصام ونضاعف الأعمال ونفعل مبدأ الثواب والعقاب باعتباره سنه من سنن الله في خلقه ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ، (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا) ، فالظفر بالحزم والحزم بإجالة الرأي ، والضرورة الملحة تستدعي اتخاذ الإجراءات الصارمة والقرارات الحازمة ببصيرة وروية ، وما النصر إلا من عند الله ، ولا عدوان إلا على الظالمين .
وفي الأخير نؤكد للأخوة رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى ، والأخ رئيس مجلس الوزراء ، بأننا أيديهم التي يبطشون بها وأعينهم التي يرون بها وأذانهم التي يسمعون بها جنوداً أوفياء لله وللوطن خدّاماً للشعب حراساً للحرية والاستقلال والسيادة .
لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير للعباد والبلاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حفظ الله أبطالنا المجاهدين .. الرحمة والخلود للشهداء .. الشفاء للجرحى.. والتحية والإجلال لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم .
الكلمة الأخيرة
في الختام .. قليلون من يعرفون معادن الرجال من أول خطاب يسمعونه فيه، لكن سبق الخطاب إنجازات حافلة للمذكور على ميادين عسكرية عدة، أوقفت مخططات العدو وأصابتها بمقتل بالضربة القاضية، وقادم الأيام سيعرف القاصي والداني من يكون هذا القيادي البطل .
.