الجديد برس – ترجمة : أحمد عبدالرحمن
يتضمن التقرير تحركات البحرية الأمريكية الحالية والمستقبلية، إضافةً الى مخاوف الولايات المتحدة وحلفاؤها من تنامي القدرات العسكرية البحرية للجيش اليمني واللجان الشعبية .
في رد فعل تجاه العدد المتزايد من الحوادث الخطيرة في المياه الدولية المحيطة باليمن، وسعت البحرية الأمريكية من وجودها في البحر الأحمر، وخصوصا حول مضيق باب المندب وعند المدخل الجنوبي للممر مائي.
وقد تم تكليف المدمرة (يو أس أس كول) يوم 3 فبراير بالقيام بدوريات في المنطقة، بعد أيام من هجوم بزوارق انتحارية نُفذ من قبل المتمردين الحوثيين اليمنيين ضد فرقاطة “المدينة” السعودية قبالة ميناء الحديدة ما أدى الى مقتل اثنين من البحارة الذي كانوا على متن السفينة الحربية. وقد أجبر اثنان من الزوارق الانتحارية على الابتعاد خلال هجوم بواسطة مدفعية السفينة.
الآن، تقول مصادر البنتاغون بأنه من المرجح أن تكون يتم إعادة تموضع مدمرتين بالإضافة الى المدمرة “كول” في البحر الأحمر، ستقومان بدوريات على الطرفين المعاكسين للبدن المائي الممتد لمساحة 1400 ميل.
كما أن سفينة هجومية أمريكية ستبقى أيضاً في المنطقة وعلى متنها طائرة هجومية وقوات مارينز من الوحدة 11 مشاة بحرية أمريكية.
المدمرات التي قد تُنشر ستأتي من مجموعة حاملة طائرات “جورج بوش الأب”، والتي كانت تنشط في البحر الأبيض المتوسط في وقت متأخر من 10 فبراير، كما أن المدمرتين (لابون) و (تاركستون) هما جزء من المجموعة التي غادرت ميناء “نورفولك” البحري بفيرجينيا يوم 21 يناير وتتجه الى مقر القيادة المركزية في الشرق الأوسط في مواعيد انتشار منتظمة.
وسوى أن كان هذا الأمر مرتبط مباشرة مع التوترات في المنطقة أم لا، فإن المجموعة بأكملها ستضطر بل ويجب عليها أن تمر عبر قناة السويس والبحر الأحمر للوصول إلى مناطق النشر والتشغيل المخصصة لها في نهاية المطاف.
المدمرات تحمل أسلحة مضادة للطائرات ومضادة للصواريخ الكبيرة وكذلك تحمل صواريخ كروز وتوماهوك الخاصة بالهجمات البرية.
ويجب عد نسيان أمر مهم، وهو أن وزارة الدفاع لن تقوم بتأكيد أو نفي هذه الحركات.
وقد أكتفى كريستوفر شيروود، المتحدث باسم وزارة الدفاع، بالقول بأن “البحرية الأمريكية تحتفظ وبصورة مستمرة بقوة جاهزة للقتال في منطقة الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب وخليج عدن، والبحر الأحمر لحماية التدفق الحر للتجارة والملاحة البحرية وطمأنة حلفائنا وشركائنا وردع أي أعمال عدوانية ضد قواتنا وشركائنا”.
هذا وتعتبر المياه المحيطة بمنطقة باب المندب مألوفة جداً بالنسبة للسفن الحربية التابعة للبحرية الامريكية، التي تقوم بدوريات في خليج عدن منذ حوالي 2008 ضد القرصنة الصومالية.
وبوضع استثناءات نادرة وقليلة جداً، فأن كل السفن الحربية التابعة للبحرية الامريكية العابرة من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي والمحيط الهادئ تمر عبر مضيق باب المندب، بما في ذلك حاملات الطائرات والغواصات.
ومن المفارقات الغريبة، فأنه وفي ميناء عدن اليمني الاستراتيجي على خليج عدن وقع هجوم المدمرة كول الشهير والتي نُفذ بزورق انتحاري من قبل تنظيم القاعدة في أكتوبر 2000، وكادت المدمرة أن تغرق في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 17 بحارا وجرح 39، كما يبقى ذلك الهجوم هو الأعنف ضد سفينة تابعة للبحرية الأمريكية من قبل مجموعة إرهابية.
وقد توسع الصراع في المنطقة الغربية في اليمن – التي يسيطر عليها الحوثيين – إلى البحر، حيث بدأت القوات الحكومية بسلسلة من الهجمات لاستعادة السيطرة على موانئ على البحر الأحمر.
ووفقا لتقارير صحفية، فقد بدأت قوات التحالف التي تقودها السعودية بحملة في 6 يناير لطرد الحوثيين من الساحل.
ويقال بأنهم وقبل فرارهم، قام الحوثيون ب تلغيم الموانئ بالألغام البحرية وتلغيم المرافق والمنشئات على الشاطئ بالألغام الأرضية.
وقد ارتفع عدد الحوادث في البحر الأحمر وبشكل واضح، ففي يوم 9 اكتوبر، وللمرة الأولى في التاريخ، أُطلق صاروخ هجومي أرض-أرض باتجاه سفن تابعة للبحرية الأمريكية فيما كانت ثلاث وحدات بحرية تنشط في جنوب البحر الأحمر.
وقد دمرت المدمرة ميسون أحد الصواريخ في حين أخطئ الاخر في إصابة هدفه.
وكانت عدة حوادث أخرى حصلت في الأيام التي سبقت الهجوم الصاروخي المباشر.
يوم 13 اكتوبر، ردت المدمرة “نيتز” بأطلاق صواريخ كروز وتوماهوك ضد ثلاثة من مواقع الرادار الساحلية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وفي وقت سابق، في 1 أكتوبر قامت قوات الحوثيين بهجوم صاروخي مدمر ضد عبارة ألومنيوم تديرها دولة الإمارات العربية المتحدة.
السفينة، التي كانت تديرها البحرية الامريكية في وقت ماضي باعتبارها سفينة سويفت عالية السرعة، كان لا بد من التخلي عنها بعد أن أحرقت إلى حد كبير.
الأجهزة الأمنية افادت أيضاً عن عددا متزايدا من الهجمات على السفن التجارية في المنطقة من خلال قوارب صغيرة يطلق منها قذائف صاروخية وأسلحة أوتوماتيكية.
وفي حين رفضت وزارة الدفاع الأمريكية الرد مباشرة على الاستفسارات بخصوص هذه القصة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع النقيب “جيف ديفيس” لصحيفة “ستارز أند سترايبس” في 4 فبراير ان تمركز المدمرة كول في البحر الأحمر لم يكن “لأي سبب من الأسباب سوى للرد على حوادث باب المندب”.
وقال “عندما نرى أشياء مثل ما حدث للفرقاطة السعودية في وقت سابق من هذا الأسبوع فأن هذا يجبرنا لوقفة تأمل كبيرة”.
وقال ديفيس لنفس الصحيفة “كان ذلك أكبر من كل الأمور التي رأيناها في السابق – من ضمنها محاولات إطلاق الصواريخ المعروفة ضد السفن الأمريكية في الخريف الماضي – وقد رأينا أدلة على أن الحوثيين قد زرعوا ألغام في المياه خارج ما لا يقل عن واحد من موانئهم، ونحن لدينا رسمياً قلق كبير بشأن حرية الملاحة هناك”.
يذكر بأن المنطقة حول باب المندب وخليج عدن مليئة بالنشاط البحري والعسكري الدولي.
وقد أقام الإتحاد الأوروبي دوريات منتظمة ضد القرصنة الصومالية في خليج عدن منذ أواخر عام 2008، وذلك باستخدام سفن حربية من بلجيكا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، إيطاليا، هولندا، النرويج، البرتغال، رومانيا، اسبانيا، السويد، أوكرانيا والمملكة المتحدة.
وقد حافظت الصين وروسيا وإيران على دوريات خاصة بهم لمكافحة القرصنة، وقد قامت الصين ببناء قاعدة صغيرة في جيبوتي لدعم العمليات.
الشراكة البحرية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة للقوات البحرية المشتركة توفر عنصرين تشغيليين رئيسيين في جميع أنحاء البحر الأحمر وخليج عدن.
قوة المهام المشتركة 150 (CTF 150) هي المسؤولة عن الأمن البحري ومكافحة الإرهاب، في حين تم تكليف قوة المهام المشتركة (CTF 151) بمكافحة القرصنة.
كما ان وحدة أخرى تحت مسمى (CTF 152) تقوم بمعالجة العمليات الأمنية في الخليج الفارسي.
وهناك عدد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، لديها أنشطة عسكرية من مختلف الأحجام في جيبوتي، على الجانب الغربي من باب المندب وعلى الجانب الآخر من اليمن.
حيث أن قوات من مشاة البحرية الامريكية تنتشر على متن مجموعة برمائية جاهزة – بما في ذلك مجموعة ARG التي تتواجد في جزيرة ماكين – وتقوم بممارسات روتينية داخل وحول جيبوتي.
وذكرت تقارير بأن المملكة العربية السعودية أصبحت في المراحل النهائية للاتفاق مع جيبوتي لإقامة قاعدة للمملكة هناك.
ويشار الى ان تقارير الإعلام العربي تقول إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي هي حليف رئيسي للمملكة العربية السعودية في الصراع ضد الحوثيين، تقوم ببناء قاعدة عسكرية مطلة على البحر الأحمر في ميناء عصب في اريتريا.
“جيمس بوثكاري”، المحلل مع شركة (آلان وشركائه للخدمات الاستشارية لإدارة المخاطر الأمنية) كتب في نوفمبر تشرين الثاني لمركز الأمن البحري الدولي بأن (أي عمل بحري مشترك في المنطقة سوف يواجه مقاومة شرسة، فعلى عكس القراصنة الصوماليين في أواخر العام 2000، ف المقاتلون الحوثيون محفزون فكرياً وعقائدياً، وذوي تدريب عالي، وقدرات قتالية عالية، كما أنهم مسلحين بشكل جيد، وعلاوة على ذلك، لديهم حرية الحركة في مناطق جنوب غرب اليمن التي تقع تحت سيطرتهم).
وأضاف “بوثكاري” أن (القوة البحرية الدولية، وبدعم من القوة الجوية والقوات الخاصة، من المرجح أن تكون قادرة على احتواء التهديد، لكن القضاء التام على قدرة الحوثيين هو هدف غير واقعي دون توفير الموارد بشكل كبير وأكثر التزاما).