الجديد برس – تحليل / طارق مصطفى سلام
تبدأ خيوط المؤامرة الاصلاحية على عدن وقيادات مقاومتها الجنوبية بوصول شحنة اسلحة قطرية الى مطار عدن قبل اسبوعين من الان فيتصدى لها قائد قوات امن المطار صالح العميري (ابو قحطان) ويرفض تسليمها لناصر هادي قائد قوات الحماية الرئاسية فيشتد غضب الجنرال علي محسن الذي كان قد اتم هذه الصفقة سريا مع قطر عند زيارته لها قبل حوالي شهر من الان فيأمر هادي بعزل العميري قائد قوات حراسة المطار ويوعز للعميد مهران القباطي بالانسحاب بلوائه (لواء زايد) من جبهة البقع والعودة إلى عدن الأسبوع الماضي تحت مبرر رفضه للقتال الى جانب علي محسن والاصلاح في البقع .. وعند وصول مهران القباطي مع لوائه (لواء زايد) الى عدن يتحول اسم اللواء فجاءة الى اللواء الرابع حماية رئاسية ويكلف بمهمة حصار قوات القائد صالح العميري المسؤولة بقرار اماراتي عن حماية مطار عدن .
ثم تتطور الاحداث على نحوا دراماتيكي بعد قرار عزل العميري ونوضحها كما حدثت بداية الاسبوع الماضي وعلى النحو الاتي :
تصاعدت الأوضاع في محافظة عدن مرشحة للانفجار بين القوات الموالية للإمارات العربية من جهة، وقوات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وحزب «الإصلاح» من جهة أخرى، وذلك بعد إصرار هادي على تسليم مطار عدن للجانب السعودي وإخراج القوات الموالية لأبو ظبي.
ووفق معلومات مؤكدة فإن شحنة سلاح قطرية كانت السبب وراء تصاعد الخلافات بين هادي والقوات الموالية للإمارات، علماً بأن الأخيرة تحكم عدن عسكرياً منذ تموز 2015م.
حيث أكدت مصادر مقربة من «الحراك الجنوبي» في المدينة، قالت إن المواجهات التي شهدتها عدن مطلع الأسبوع الماضي «ناتجة من ضبط قيادة أمن مطار عدن شحنة أسلحة مهربة وصلت إلى المطار الأسبوع الماضي قادمة من قطر، وجاءت لتسليح ألوية موالية لنائب الرئيس المحسوب على الإصلاح والمدعوم من الدوحة، علي محسن الأحمر».
وتروي المصادر نفسها أن مسؤولاً عسكرياً كبيراً، من الموالين لهادي، قدم إلى المطار لتسلّم شحنة السلاح، لكن قوات الحماية المدعومة إماراتياً بقيادة المقدم صالح العميري (المكنى أبو قحطان)، كانت قد احتجزت الشحنة فور وصولها, وبعد عدة أيام، تضيف المصادر، أمر هادي بعزل العميري ونقل قواته من عدن واستبدالها بقوات الحماية الرئاسية التي يقودها نجله ناصر، الأمر الذي قابله العميري بالرفض التام .
ويتهم «الحراك الجنوبي» وقوات «الحزام الأمني» الموالين لأبو ظبي، فريقي الرياض وقطر (ممثلين بهادي وبالأحمر)، بالسعي إلى تسليح الألوية التي رفضت الإمارات تسليحها العام الماضي على حساب الألوية الجنوبية المدعومة منها، وكذلك بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت لها «الألوية المقاومة» التي تؤسس لـ«جيش دولة الجنوب» المستقلة عن الشمال .
أبو ظبي تطلب من هادي تحييد «الإصلاح» وعزل قياديين موالين له من مناصبهم :
وساعد في تصعيد الاحداث اتهام القيادي في «الحراك» ماجد الشعيبي، الجنرال علي محسن وحزب «الإصلاح» بالتخطيط للسيطرة على مقارّ المعسكرات الجنوبية في عدن، ومنها لواء أمن حماية عدن المتركز في جبل حديد، بعدما حوّلت اسمه إلى لواء مشاة، وذلك لإفراغه من عقيدته الجنوبية بحسب تعبير الشعيبي ..
كذلك قال الشعيبي : إن علي محسن الأحمر «يقود مؤامرة على القوات الجنوبية، في محاولة للسيطرة على عدن… وأتهم الأحمر بانه هو من وجه طلباً إلى قائد اللواء الرابع الموالي للإصلاح مهران القباطي بالانسحاب من جبهة البقع والعودة إلى عدن الأسبوع الماضي».
وفي ظل احتدام الصراع في عدن، لم يفلح هادي في احتواء التوتر المستمر في مطار عدن الذي لا يزال مغلقاً أمام حركة الطيران منذ الاثنين الماضي، كذلك فإنه بعد يومين من مغادرة نجله ناصر، الذي يتولى قيادة ما تسمى «ألوية الحماية الرئاسية» الأحد الماضي الى الامارات وفشل مهمته هناك، توجه هادي إلى الإمارات للقاء محمد بن زايد وعاد هو الاخر خائبا منها الى الرياض وبعد إخفاق اتفاق أبرمته لجنة وساطة حكومية في عدن قضت بسحب المسلحين الموالين له من المواقع المحيطة بالمطار.
وكان الاتفاق يقضي كذلك بإعادة نشر نقاط «الحزام الأمني» في مواقعها السابقة، بشرط تنفيذ توجيهات هادي التي قضت بعزل صالح العميري من منصبه، على أن يتولى نائبه الخضر صالح كرده مهمات قيادة حماية المطار. مع ذلك، لم تنجح زيارة هادي للرياض في حل الخلاف مع الإماراتيين الذين يتهمونه باحتضان «الإصلاح»، ويطالبونه بفك ارتباط الحزب بجماعة «الإخوان» وعزل عدد من القيادات الموالية له من مناصب مهمة في الدولة، منهم رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، ووزير الداخلية، اللواء حسين عرب، وعدد من المحافظين منهم محافظ تعز علي المعمري.
كذلك، لم يتمكن هادي من نزع بؤرة التوتر العسكري في عدن، فبعد ساعات من دعوته الجانب السعودي إلى تسلّم المطار وإرسال «فريق سعودي متخصص بحماية المنشآت الرسمية وأمن المطارات» لتسلم إدارته من الجانب الموالي للإمارات، أقدمت طائرة إماراتية على إطلاق قنابل ضوئية في محيط معسكر تتمركز فيه قوات موالية للجنرال الأحمر في منطقتي دار سعد وعمر المختار، الواقعتين شمال عدن.
ووفق مصادر محلية، انتشرت وحدات عسكرية تابعة للواء المحضار الموالي لهادي في عدن فجر الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن «نذر المواجهة باتت تلوح في الأفق». كذلك، انتشر عشرات المسلحين التابعين للقيادي الموالي لهادي، مهران القباطي، من معسكر النقل والغزل والنسيج، وذلك للتمركز بالقرب من تقاطعي جولة المصنع والسفينة. في المقابل، أعلنت قوات «الحزام الأمني» حالة الاستنفار العسكري القصوى، وانتشرت في منطقة دار سعد، وسط عدن.