المقالات

النازحون في اليمن معاناة وآلام أوجاع وحرمان

الجديد برس : رأي

أمة الملك الخاشب

لماذا حددت في عنوان المقال بكلمة في اليمن رغم أن النازحين متواجدين في بلدان كثيرة ؟ لأن اليمن بلد يعيش ظروف استثنائية وخاصة وليس نازحيه كنازحي أي دولة ما … اليمن الفقير الذي أنهكته المؤامرات وعملت على تدميره جارة السوء وتحالفت عليه مع بقية مراكز الشر في العالم صحيح أن هناك صمود منقطع النظير وقدرة على التحمل والتكيف مع الظروف عند اليمنيين ولا خلاف على أن اليمنيين حيروا علماء النفس في العالم وجعلوا العالم يستغرب ويتساءل ما سر صمود هذا اليمني البسيط رغم أن أعتى أنواع الأسلحة تستخدم ضده .
ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد معاناة وكوارث إنسانية فاليمن يتعرض لحرب عسكرية وعدوان مسلح وحرب إقتصادية وحرب إعلامية ومن الطبيعي أن يكون هناك نازحين ومكلومين ومحزونيين فكلمة نازح تخفي وراء كل حرف من حروفها آلام ومعاناة ومكابدة الآثار النفسية التي يتجرعها النازح جراء ما تعرض له من ظروف أجبرته على النزوح وترك منزله ومحيطه الذي ألفه ونشأ فيه.
وهناك احتياجات انسانية خاصة كثيرة يحتاجها هؤلاء النازحين الذين كانوا في يوم من الأيام يعيشون حياة مستقرة وآمنة ووجدوا أنفسهم وعائلاتهم تحولوا لنازحين في ليلة وضحاها بسبب ما يتعرض له اليمن منذ أحداث السادس والعشرين من مارس عام 2015 فهل فكر أي منّا في هؤلاء ؟ وماذا لو تحوّل أحدنا لنازح دون سابق إنذار وما هو دور المجتمع بمنظماته المدنية وبمؤسساته الحكومية وبجميع فئاته تجاه هؤلاء النازحين ؟
وكأقل واجب إنساني تجاه هؤلاء يجب توفير المساعدات الغذائية والإيوائية لهم للتخفيف من معاناتهم واحتياجاتهم إلى أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وأماكن إقامتهم التي ربما قد تحول بعضها إلى أثر بعد عين جراء الغارات الحاقدة التي تقصف كل شيئ دون أن تفرق بين منزل أو عشة أو حتى دور مكفوفين أو مشفى أو مدرسة ولهذا تسعى الوحدة التنفيذية للنازحين إلى تقديم يد العون لمئات الآلاف من النازحين والذين تتزايد أعدادهم يوميا بسبب استمرار العدوان على اليمن لدرجة أن هناك إحصائيات تشير إلى أن أعداد النازحين تجاوزت الاثنين مليون والستمائة الف نازح موزعين في مختلف مناطق ومحافظات اليمن الحبيب وذلك بقدر المستطاع وبحسب الإمكانيات المتوفرة للوحدة .
ولن تكتمل رؤية ورسالة الوحدة التنفيذية إلا بتعاون وتكاتف كل فئات المجتمع سواء الخاصة كرجال المال والأعمال ومنظمات المجتمع المدني أو العامة كالوزارات الحكومية والمؤسسات المختلفة وتعمل الوحدة بقدر المستطاع على توقيف استغلال المنظمات العالمية مع شركائها المحليين لحالة هؤلاء النازحين واستغلال ظروفهم لكسب المزيد من الاموال بأسمائهم فلو استشعر كل فرد منّا من باب الإنسانية فقط حجم المعاناة والآلام التي يكابدها هؤلاء النازحين لبذل قصار جهده ليوفر لهم احتياجات العيش الضروري .
ولأن الظروف استثانئة وشديدة على كل أفراد المجتمع فلا خيار لنا سوى التراحم والتكافل وأؤكد ضرورة تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول الدال على الخير كفاعلة فلو لم تستطع أن تساهم في التخفيف عم معاناة النازحين لكنك تستطيع تذكير وتعريف فاعلي الخير ليساهموا بذلك عبر التبرعات المجتمعية وعبر التواصل مع المعنيين من منظمات مدنية وغيرها فالعمل أولا وأخيرا يعتبر عمل إنساني من الدرجة الأولى بغض النظر عن الانتماء الفكري أو الجنس أوالدين.