الجديد برس : رأي
محمد فايع – كاتب وناشط يمني
مؤخرا أذنت ادارة ترامب لوزارة خارجيتها باستئناف توريد الأسلحة للسعودية، لمواصلة العدوان على اليمن ومن جهة اخرى تكشف الاحداث ان الدورالأمريكي والإسرائيلي في العدوان على اليمن لم يكن فقط يقتصرعلى مجرد الدعم الفني واللوجستي والاستشاري وعلى مجرد تزويد طائرات العدوان بالوقود بل كان الدورالأمريكي في العدوان أساسي ورئيسي ومباشرواليوم تتوجه أمريكا بقيادتها الجديدة الى التعمق أكثر في الاراضي اليمنية تحت ذريعة محاربة القاعدة فيما يحذر الكثير من المراقبين من مغبة السقوط أكثر وأكثر في مستنقع العدوان على اليمن وشعبه مؤكدين أن أمريكا بمغامرة إدارتها الجديدة الحمقاء ستدفع في النتيجة فاتورة مكلفة وكارثية بل ستوصلها حماقة ادارة ترامب الى مرحلة ترغم فيها أمريكا على تغيير جذري في سياستها الخارجية ولكن ليس بالشكل الذي تريده أمريكا والصهيونية في الشرق الأوسط من حيث أن أمريكا ومن ورائها الكيان الصهيوني تعتقد انها بإستمرار مغامراتها وبدعهما أدواتها الاقليمية على رأسها السعودية والأمارات ستتمكن من كسب الحرب والفوز بها في اليمن وبالتالي الاطاحة بخيارالشعب اليمني في التحرروالسيادة والاستقلال وهوما أكد على استحالته العديد من المراقبين والخبراء الغربيين والأمريكان والذين وصفوا الحرب في اليمن بالحرب المعقدة للغاية والتي لا يمكن للتحالف الامريكي الفوز بها وينصحون ترامب وادارته الى سرعة الخروج منها قبل فوات الأوان .
ولفت المراقبون الى أن ما تدعيه امريكا وأدواتها بشأن الدعم والوجود الايراني لا يمت الى الحقيقة الواقعية بأي صلة وكل وقائع أحداث العدوان أكدت على أنه لا يوجد هناك أدلة البته على أن (الحوثيين) حصلوا على دعم من إيران فيما يتلقى السعودي والاماراتي دعم غير محدود وشامل ومستمرمن قبل بريطانيا وامريكا واسرائيل.
على صعيد العمليات الحربية كشفت قائع الأحداث بأن القصف الجوي السعودي الإماراتي الأمريكي الاسرائيلي الذي ظل مستمراً لمدة عامين، لم يؤثر في القوة العسكرية المواجهة للعدوان بل ما يحصل هو العكس فالقوة اليمنية تزداد قوة لا بل وتحقق أنجازات ميدانية قتالية وأخرى تصنيعية عسكرية مذهلة على رأسها بامتلاك القوات اليمنية الأسلحة والتقنيات الكاسرة للتوازن العسكري فيما يحقق العدوان والتدخل الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي في اليمن حتى الآن الا فقط المزريد من ارتكاب المجازرالمشينة والفظيعة بحق المدنيين والاطفال والنساء وتدميرالبنى التحتية للشعب اليمني الى جانب حصار لا يتضرر منه ال المواطن اليمني واطفاله ما يجعل أمريكا وتحالفها تسقط اكثر وأكثرفي مستنقع الهزيمة الاخلاقية التي حتما ستنعكس سلبا على وجودها وسيا سيتها الخارجية بشكل جذري وغيرمسبوق في تاريخها .
ويكشف المراقبون بأن أستئناف توريد الذخائر الموجهة للسعودية يشير إلى أن إدارة ترامب ترى اليمن كمكان جيد لوضع الاستراتيجية الأكثر تشدداً موضع التنفيذ في المنطقة، ففي 29 يناير، وبعد أيام من توليه منصبه، أرسل ترامب حوالي 30 عنصراً من فريق قوات البحرية الأمريكية، مدعومة بطائرات هليكوبتر لمهاجمة قرية فقيرة في محافظة البيضاء في جنوب اليمن، والغرض من هذه الغارة، وفقاً للبنتاغون، هو جمع المعلومات الاستخبارية، على الرغم من أنها لم تكن إلا محاولة فاشلة سرعان ما تحول إلى فشل دموي، حيث قتل 29 مدنياً وأن ما قام به البنتاغون في الواقع يشبه كثيراً المحاولات المماثلة لشرح الأبعاد المدنية لقتل وإصابة المئات بالضربات الأمريكية خلال نصف القرن الماضي في فيتنام وأفغانستان والعراق.
وقال الكاتب: البريطاني “باتريك كوكبيرن في مقالة له تحت عنوان (اليمن حرب معقدة ولا يمكن الفوز بها، و يجب على ترامب الخروج منها) إن البيت الأبيض والبنتاغون يخفيان حتى الآن نجاحهما بتدميرهذه القرية اليمنية النائية في البيضاء حيث تم تعريض حياة القرويين للخطر فقصفت الطائرات القرية بأكملها، وضرب أكثر من اثني عشر مبنى، فهدمت المساكن الحجرية حيث تنام العديد من الأسر، وقتل أكثر من 120 من الماعز والأغنام والحمير، وستة على الأقل من النساء و 10 أطفال كلهم قتلوا في منازلهم حيث مزقت القذائف القش والأخشاب وأسطح المنازل التي يعيشون فيها.
وختتم الكاتب مقالته بالقول لقد كانت أول عملية لإدارة ترامب في مجال مكافحة مسمى الإرهاب فاشلة لا بل هي أسوأ من ذلك بكثير، فالسياسات الجديدة التي تتبعها إدارة ترامب باليمن ادعت أنها تنفذ أول عملية لمكافحة مسمى الإرهاب ضد القاعدة لكن في الواقع أدت إلى ذبح المدنيين وتم التستر عليه، وبالتالي فإن أمريكا تقاد اليوم الى مستنقع يمني سيكلف الامريكان فاتورة عسكرية واقتصادية وسياسية ستكون كارثية وغيرمسبوق في تاريخ امريكا كله وخاصة على مستوى وجودها السياسي والعسكري في المنطقة العربية مالم يسارع الامريكيون الى أيقاف مغامرة ادارة ترامب الحمقاء والخروج من الحرب على اليمن قبل أن تحل بواشنطن قارعة الكارثة العسكرية والسياسية والاقتصادية على يد تلك الإدارة الترامبية الحمقاء