الجديد برس : رأي
طالب الحسني – اعلامي يمني
على الرغم من أن الأنظارَ لا تنشدُّ أَوْ تعوّدت ألّا تحدقَ إلى القممِ العربيةِ المثيرةِ للشفقة، فإن اتساعَ رقعةِ المواجهاتِ على هذه الأرض التي اجتمعَ من يدعونَ تمثيلَها في قمةِ بحرِ الميت بالأردن تستدعي الانتباهَ إلى كيفَ ينظرُ هَؤلاء إلى الأراضي المحروقة مِن حولهم بأَمْوَال ونفط وأفكار ونفاق وأيادي بعض هذه الدول التي اتخذت أماكن بارزة في أجواء القمة الباردة.
فلسطين
في القضية الفلسطينية لا تختلف الكلمات الطللية المكرّرة في هذه القمة بشأن هذه القضية عن القمم التي سبقت أربعة حروب شنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة والجمهورية اللبنانية أَوْ كانت بعدها، فقط يعاد ترتيب الكلمات وتوزيع الأسطر بما يتناسب مع التأريخ وليس مع الأحداث ـ فـ “إسرائيل” التي تكثف من حفرياتها في القدس وبناء الآلاف من المستوطنات في الضفّة ليست إسرائيل التي ترد في أدبيات القادة المجتمعين في القمة الثامنة والعشرين، فضلًا عن السباق الكبير لبعض هذه الدول للتطبيع والتحالف العلني معها جهارًا ونهارًا.
سوريا
مقعدُ سوريا غاب عنه التمثيل للسنة السابعة، وبدا المقعد فارغًا كما له أن يقول حريٌّ بهذه القمة أن تتساءل عن أعداد أَعْضَائها في هذه القاعة الذين عملوا طوال سبع سنوات كجسور لعبور عشرات الآلاف من المسلحين لتخريب وقتل وذبح وتشريد الشعب السوري في واحدة من أَكْثَر مؤامرات القرن سوءًا.
اليمن
وإلى الدولة اليمنية أحد أبرز المُؤَسّسين لهذه المُؤَسّسة المنسلخة عن أهدافها قبل أن تتكونَ دول تحضر هنا بصفة دائمة، فمن أين تحضر الكلمات التي تلخّصُها ١١ دولة تشارك طائراتها وأسلحتها وأَمْوَالها في قتل الشعب اليمني العربي والإسلامي وتدمير بُنية الدولة التحتية في مؤامرة إخضاعها والسيطرة على استقلالها وسيادتها تحت عناوينَ متعددة.
أما الحاضر الغائب في هذه القمة فهي الدول التي تجني ثمار الانحراف الكبير للهيكل العربي، إذ أن سلّة القرارات التي تخرُجُ بها هذه القمم تمضي لتكون أحد أولويات مفاتيح الخطط الغربية الصهيونية لاستكمال مشروع التقسيم والتفتيت والإضعاف لكل الأقطار العربية، فمن تحت قبة هذه القمم تم التشريعُ عربيًا لكُل الحروب والتي آخرها العدوان السعودي الأَمريكي على اليمن أَوْ بالأصح الانخراط في هذا العدوان كأَدَوَات مأمورة.