الجديد برس – تقرير
غادر محافظة حضرموت الأسبوع المنصرم عدد من مشايخ المحافظة الواقعة في شرق اليمن إلى المملكة العربية السعودية بعد تلقيهم دعوة من الحكومة السعودية لزيارة الرياض، برفقة وفد يضم عددا من مشائخ ومرجعيات حضرموت ومسؤولين حكوميين.
وقال سياسيون إن لقاء مشائخ حضرموت بالرياض يعتبر الثاني عقب إعلان الائتلاف الوطني الجنوبي، فيما اللقاء الأول كان في نوفمبر من العام الماضي 2016 إثر اعلان مؤتمر حضرموت الجامع.
واعتبر نشطاء أن الزيارة تأتي في ظل أحداث ومتغيرات على الساحة الحضرمية أهمها مؤتمر حضرموت الجامع والانقسامات بين مكوناته التي كانت سببا في تأجيل موعد انطلاقه قرابة أربعة أشهر، إضافة إلى إعلان الائتلاف الوطني الجنوبي (أوج) لتوحيد مكونات الحراك بالمحافظة.
نشطاء أشاروا إلى أن الزيارة تتزامن مع مطالبات وحملات إعلاميه وشعبية واسعة تطالب بتمكين أبناء وادي حضرموت من إدارة شؤونه الإدارية والعسكرية، وتمكين قوات النخبة الحضرمية من حفظ الأمن بالوادي أسوة بالساحل الذي يعيش حاله أمنية مستقرة.
اهتمام سعودي
وقال الناشط سالم النهدي -في حديثه لـ”الموقع بوست”- إن المملكة يهمها الوضع في حضرموت أكثر من أي منطقة أخرى داخل اليمن وتحديدا في المناطق المحررة، أو التي لم تصلها مليشيا الانقلاب.
ويرى النهدي أن المساعي السعودية قد تكون محاولة لملمة الوضع خوفا من التمزق أكثر بنتائج المؤتمر الجامع الذي لم يكن فيه إجماع، مستخلصا وجهة نظره في أن المملكة يهمها أن تبقى حضرموت موحدة وهادئة.
فيما نوه المحلل السياسي عبد الحافظ خباه إلى أن زيارات مشايخ ووجهاء حضرموت للسعودية يجب قراءتها في الجوار الجغرافي لحضرموت لحدود المملكة، واهتمامها باستقرار حضرموت خاصة واليمن عامة.
وشهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت منذ تحررها من القاعدة حراكا سياسيا واسعاً لتوحيد أبناء المحافظة في سبيل تحقيق مطالبهم، لكن ذلك الحراك أثار الانقسام، وأعاد التذكير بسياسة الإقصاء والتهميش، رغم الحيوية التي ظهرت بها المحافظة للمرة الأولى منذ عقود.
التدخل في الوقت المناسب
من وجهة نظر المحلل السياسي خباه -في حديثه لـ”الموقع بوست”- فإن دعوة المملكة لمشائخ حضرموت تعتبر خطوة في الوقت المناسب، وجاءت بعد أن تبين لها أن التحضير لمؤتمر حضرموت الجامع أخذ منحنى لا يقره أهل حضرموت جميعا.
ولفت خباه إلى أن المملكة تسعى من اللقاء لجمع المكونات الحضرمية ومحاولة تقريب وجهات النظر بينها.
وبخصوص تزامن اللقاء مع إعلان مؤتمر “أوج” فيضيف خباه “قرأت المملكة المشهد في حضرموت بأنه سيضر بأهلها لذا كررت ذات التصرف ودعت مشايخ حضرموت للتشاور وتقديم المشورة والنصح”.
تعميم التجربة
وكان محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك دعا قوى ومكونات ومنظمات وأحزاب وهيئات الجنوب لسرعة تنظيم صفوفها والتوحد في قيادة ورؤية واحدة، واغتنام اللحظة الراهنة لما يشهده ما أسماه “الجنوب” من تحرر من القبضة والهيمنة المركزية وبناء مؤسساته الخدمية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية، التي باتت بأيدي أبنائها وإنهاء كافة أشكال الاختلافات وتجاوز الصعاب.
ودعا المحافظ إلى الاستفادة من تجربة حضرموت في إعلان الائتلاف الوطني الجنوبي (أوج) لتكون نموذج ومبادرة واقعية وعملية يحتذى بها، ويتم العمل على تطبيقها في كافة المحافظات، لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، وفق حديثه مؤخرا مع رئيس وقيادات الهيئة الرئاسية والمكتب التنفيذي وهيئة مكافحة الفساد وهيئة الرقابة للائتلاف الوطني الجنوبي (أوج).
خلفية
في نهاية العام المنصرم أعلنت شخصيات حضرمية عن تأسيس اللجان التحضيرية لمؤتمر حضرموت الجامع الذي يسعى للخروج بوثيقة تحفظ لمحافظة حضرموت حقوقها، لكن خمسة أشهر مرت دون أي نتيجة تذكر، بسبب الانقسامات التي زادت حدتها في اللجان التحضيرية، والاتهامات التي وجهت للقائمين عليه.
وبسبب ذلك تم تشكيل لجنة لتصحيح مسار مؤتمر حضرموت الجامع، لكنها وصلت إلى طريق مسدود مع رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع واللجنة المشرفة علـى سير أعماله التحضيرية.
وبسبب ذلك التعثر ظهرت دعوات جديدة دعت لتأسيس كيان حضرمي جديد، أطلق عليه ائتلاف “أوج”، والذي ضم أكثر من 500 فصيلاً ومكوّناً وتنظيماً ومنظمة تمثّل أغلب قوى ومكونات الحراك الجنوبي بالمحافظة.