الجديد برس : رأي
عبدالله مفضل الوزير – كاتب صحفي
منذ حديث سفير أمريكا السابق فيرستاين عن ضرورة إحتلال ميناء الحديدة قبل أشهر، ودولة الإرهاب الأمريكي تعد لهذه المعركة بمختلف الوسائل وفي مختلف المجالات والتي على رأسها العسكرية والسياسية والنفسية على وجه التحديد.
في زيارته لممكلة الشر الأخيرة صرح وزير الدفاع الأمريكي عن تقديم بلاده الدعم المباشر لتحالف الشر على الشعب اليمني، والذي زاد في إدارة ترامب، وهذا ما أكدناه سابقا بأن أمريكا هي رأس الإرهاب الحاصل على شعبنا العزير، ولولاها لما تجرأ السعودي أن يطلق رصاصة واحدة فضلا عن أن يصمد كل هذا الوقت.
كانت الإستعدادات عالية من قبل الشعب اليمني الذي هب الى الساحل الغربي لحمايته من ارهاب امريكا التي صرحت بأنها ستتولى المعركة مباشرة بالتعاون مع الكيان الصهيوني، وكان الحشد الشعبي الكبير هو ما دفع الأمريكان لتأخير المعركة لبرهة من الزمن مراهنة منها على عامل الوقت والحرب النفسية والمفاجئة وشراء أي مواقف ناقدة لأي منظمات او دول تحت دواعي انسانية او مصلحجية.
لا يعني ذلك بأن أمريكا لم تدخل في العدوان مباشرة من سابق فهي من قادت هذا التحالف ومن واشنطن أعلن، واليوم يتجدد الاعلان عن معركة الحديدة، والفارق هو ان امريكا ظهرت الى العلن وصرح مسئولوها عن تواصل العدوان والحصار والتجويع وقطع الشريان الوحيد للشعب اليمني بعد ان كان الجبير هو من يصرح.
صحيفة الواشنطن بوست أيضا نشرت تقرير قبل أسابيع عن هجوم وشيك لقوات التحالف الذي تقوده السعودية بدعم أمريكي، وأشارت الى امكانية تسببه في قتل اليمنيين واطالة المعاناة الهائلة في اليمن!!
الأمر لا يهم إدارة الإرهاب العالمي في البيت الأبيض الذي أعلن رئيسه عن ان زيارته الأولى سيدشنها الى المملكة العربية السعودية ومن ثم إسرائيل كأداتين امريكيتين تستخدمهما لتدمير العالم العربي والاسرائيلي، أعقب ذلك اعلان هذه الدولة الإرهابية عن بيعها أسلحة متطورة بعشرات المليارات للسعودية وهو اعلان متأخر لصفقة أجريت أثناء زيارة محمد بن سلمان الى امريكا الأخيرة حينما قدم واجب الطاعة لأسياده وتعهد في المضي قدما في تنفيذ المخططات الأمريكية والإسرائيلية وبأموال المسلمين وبثقافة الوهابية التي استخدمت لتشويه الإسلام وضرب الشعوب الإسلامية.
اللافت في الأمر بأن إصرارا أمريكيا إسرائيليا على احتلال باب المندب بما سيؤثر سلبا على نفوذ الصين وروسيا العاجزتين عن حماية مصالحهما التي تقتضي بأن يبقى باب تحت سيطرة أبنائه كما كان في السابق، وان جائت تصريحات روسية عن أنها لن تسمح باحتلال الحديدة وصنعاء، فهي تصريحات من أجل الحصول على مكاسب غير استراتيجية فقط، وتعمل على خداع السطحيين الذين يعولون على مواقف دولية رافضة لكل هذا الإرهاب الأمريكي، وهي أحلام يقضه كذبتها الأحداث.
حجم الكارثة الإنسانية التي سيتبب بها احتلال الحديدة واستمرار ايقاف ميناء الحديدة كبيرة للغاية وان صرحت قوى الارهاب الدولي والاقليمي عن استخدام أنصارالله لهذا المنفذ لتهريب الأسلحة، فالحقيقة تقول أن الشعب اليمني أركعها عسكريا في كل الجبهات وهم يلجئون الآن الى المعركة الأسهل لهم باحتلال ميناء الحديدة وان تسبب ذلك في خلق مجاعة أشد من مجاعة الصومال التي خلقها الأمريكيون.
الأمر عادي ولا يهم السفهاء إدارة الإرهاب العالمي، فمصلحتها تقتضي ممارسة الإرهاب بشتى صور القبح على شعب أعزل رفض الركوع للإلهة الشيطانية الكبرى، وان مات وجاع الملايين ولو أمكنها قتلنا بسلاحههم النووي لفعلوا وما يمنعهم الا من سيدفع ثمنه وفضلت أن تبتز دول الخليج ماليا الى أقصى ما يمكن.
ويمكن القول بأن اللعب الآن صار على المكشوف فالولايات المتحدة واسرائيل صارتا اليوم تصرحان بمشاركتهما المباشرة في هذا العدوان دون خجل عهدناه سابقا بالرغم من سقوط ضباط وجنود امريكيين واسرائيليين في قاعدة خميس مشيط ومشاركة إسرائيل في القاء قنبلتي عطان ونقم، باتت اسرائيل هي الأخرى تسرب لوسائل الاعلام عن مشاركتها علنا!! كما ذكر موقع “ليبرتي فايترز” مؤخرا عن انضمام سرب من الطائرات الاسرائيلية الى قوات العدوان ولنا ان نتسائل ما الجديد سوى ارتماء التحالف الامريكصهيوسعودي بكل ثقله بهذه المعركة، لأنه فشل أمام صمود شعب اليمن الأسطوري في زمن الإنبطاح، وحتما سيفشل.
ليس هناك حلول لصد هذا الهجوم الكارثي سوى مواصلة الحشد والتصدي لهم بشتى الوسائل والإمكانيات المتاحة عملا بقوله تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ،،، الخ، ومهما كانت الوسائل والاجراءات المتوفرة بسيطة فستكون كعصا موسى سببا لتحقيق النصر على إدارة الإرهاب العالمي حتما بمعية الله الحاضر دوما مع المستضعفين العمليين.
لن تجدي نفعا تلك الدعوات الظاهرة من هنا وهناك الداعية الى الإنبطاح لأمريكا وجعلها صديقة للشعب اليمني بالرغم مما قامت وتقوم به من أعمال وحشية تجاه الصديق والعدو، فدول كليبيا وسوريا والعراق ونيجيريا حتى، لم ترفع شعار الموت لأمريكا ولم تعادي أمريكا ومع ذلك عادتها هذه الدولة الشيطانية بالأفعال لا بالأقوال، كما أن النظام السابق كان يقدم نفسه لأمريكا كصديق ولم يشفع له ذلك حينما دقت ساعة الصفر إيذانا ببدء معركة تدمير اليمن، وأول ضحية كان رأس النظام بعملية إرهابية سلاحهها أمريكي ومنفذها يحمل الثقافة الوهابية ومشرفها سعودي، والكيس من يتعلم من الأخطاء!!
أليسنا اليوم أمام تجارب عملية أكدت صحيح ما نقوم به من مقاومة وجهاد مقدس تجاه هؤلاء الإرهابيين؟ الواقع يشهد بأنهم عاجزين لأكثر من عامين مضت، وعاجزين في الحديدة عندما رأوا الشعب يتجه الى هناك، لكنهم راهنوا على الوقت لامتصاص الاندفاع الشعبي كي يظن الناس بأن لا معركة هناك خاصة مع الاستماع لما ينشره إعلامهم من تضليل، كل ذلك يؤكد فاعلية التحرك لا السكوت والاطمئنان لهؤلاء الأشرار
ألم يأمرنا جل وعلا بقتالهم ووعد بالنصر ومن أصدق منه وعدا ولم يأمرنا بالإنبطاح لهم حينما قال: “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قلب مؤمنين” ألم يخزهم الله لأكثر من عامين وبولاعة وكلاشنكوف وامكانيات بسيطة للغاية؟
نحن شعب مسلم وثقتنا بالله عالية وهو ما أكده الواقع في مسيرة شعبنا في كل فصول ثورته ضد الأدوات المحلية والإقليمية لاجتثاث هذا الإرهاب، الذي اراد تشويه ديننا بدواعشه، واحتلال أرضنا وقطع رؤوسنا وسبي نسائنا، وكان الله معنا وسيظل.
تبقى الإرادة والوعي ضمن المحددات الهامة للنصر، وبذل أقصى الجهود وإستشعار للمسؤلية في شتى المجالات ليس العسكرية فقط بل والثقافية والاعلامية والمسار الحقوقي ومن ذلك المسيرات الشعبية كونها معيار يقيم من خلاله الأعداء مدى صحوة الشعوب ويرسم بعد ذلك خططه التي تفشل دوما بمعية يقظة الشعب.
وأهم ما يمكن التركيز عليه هو تنمية الغضب والعداء داخل الشعب بكل فئاته تجاه إدارة الإرهاب الأمريكي وبشكل أكبر من السابق، وهو جهاد في سبيل الله يساهم في تحقيق النصر، ويفزع الأعداء ويؤلمهم أعظم من الصواريخ والقنابل ويوقفهم عند حدهم فأقصى ما يخشونه هو هذا التحرك مع اليقضة ورفد جبهة الساحل بمزيد من الرجال والمال.
إن خروجنا يوم الجمعة المقبلة في مسيرة رفض الإرهاب الأمريكي تحت عنوان #لا_للارهاب_الأمريكي_على_اليمن أصبح من الضرورة والوجوب بمكان على كل مواطن شريف يستشعر المسئولية أمام ربه ودينه ووطنه وأسرته، أما أولئك الذين يتخاذلون دوما ولا يؤمنون حتى يروا العذاب فيحملون نفسيات أهل جهنم التي يعيشون فصولها الأولى بهذه الدنيا وهم يخدمون العدو من حيث لا يشعرون كمثل العملاء والمرتزقة والطابور الخامس، وعليهم دراسة الخيارات ليدركوا ذلك وسيصلون الى النتيجة ذاتها.