الجديد برس : البديل المصرية
علي جاحز – صنعاء
تحركات جديدة للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإحياء المسار السياسي في الملف اليمني الذي يزداد تعقيدا يوما تلو الآخر مع وضع إنساني صعب للغاية ينذر بكارثة، لا سيما بعد انتشار وباء الكوليرا في معظم أجزاء اليمن وغياب الإمكانيات الطبية اللازمة لمكافحته في ظل إغلاق مطار صنعاء الدولي وتهديدات بالهجوم على ميناء الحديدة الوحيد، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الإسراع في تنفيذ الحل السياسي أمر مُلح وعاجل.
وبين إرهاصات إعلان عدن ومجلسها الانتقالي واستمرار المعارك في الميدان المشتعل، ظهرت إشارات إلى وجود تحرك يرمي إلى عقد جولة جديدة من المفاوضات، بينما لا تزال غيوم كثيفة تحجب تفاصيل ما يدور في الغرف المغلقة التي تشهد تداولات وأفكار أوروبية وخليجية، لكن يبدو أنها بانتظار نتائج زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية نهاية الأسبوع الجاري.
ألمانيا والكويت.. من يستضيف المفاوضات اليمنية ؟
كثرت التكهنات عن مكان وموعد انعقاد المفاوضات المحتملة بين الأطراف اليمنية، وفي هذا السياق كشف السفير الألماني لدى اليمن أن بلاده ستستضيف اجتماعات سياسية لأطراف يمنية لمدة أسبوع، وبحسب وسائل إعلامية خليجية فإن السفير اندرياس كيندل أكد أن برلين ستشهد اجتماعات بين أطراف يمنية سياسية لبحث القضايا السياسية والإنسانية.
تصريحات السفير الألماني التي لم تفصح عن هوية الأطراف المقصودة بالمشاركة، تأتي في الوقت الذي يجري فيه رئيس حكومة الرئيس المستقيل أحمد بن دغر ووزير خارجيته عبدالملك المخلافي زيارة للعاصمة الألمانية برلين تهدف إلى حشد مواقف ضد المجلس السياسي الانتقالي الذي أعلن مؤخرا في الجنوب والذي تعتبره حكومة هادي انقلابا عليها وتهديدا لموقفها.
غير أن الكويت التي استضافت المشاورات اليمنية على مدى ثلاثة أشهر العام الماضي جددت من جهتها التأكيد على استعدادها لاستضافة جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية، مشترطة أن يكون هناك صيغة واضحة للحل، وبحسب وكالة الأنباء الكويتية نقلا عن وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، فإن الوزير أكد أمس على استعداد بلاده لاستضافة المشاورات اليمنية المرتقبة في حال وجدت صيغة نهائية من شأنها أن تنهي الأزمة، ولفت الجار الله إلى الالتزام بمعالجة الوضع في اليمن.
ولد الشيخ ينتظر نتائج زيارة ترامب:
ولد الشيخ الذي كانت قطر هي المحطة الأخيرة في جولته التي افتتحها من الرياض، صرح من الدوحة أنه بصدد السعي لإعادة العملية السياسية، وكشف عن مشاورات محتملة لإطلاق مبادرة تفضي إلى وقف إطلاق النار مع بدء شهر رمضان المبارك، معتبرا ذلك تمهيدا للدخول في جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف اليمنية وأيضا إيقاف الهجوم المحتمل على ميناء الحديدة في الساحل الغربي.
تصريحات المبعوث الأممي لوحت إلى ضرورة إيجاد حل وسط فيما يخص ميناء الحديدة، معللة ذلك بالوضع الإنساني الذي وصفته بالفظيع، في انسجام مع تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة في وقت سابق حول الآثار الكارثية التي قد تنجم عن الهجوم المرتقب على ميناء الحديدة غربي اليمن.
وبالقدر نفسه توقع المبعوث الأممي أن اليمن مقبلة على وضع حرج وستواجه تحديات كبيرة في التنمية والمحافظة على الاستقرار، مشددا على ضرورة أن يتم إيجاد وتطوير الآليات لإعادة إعمار اليمن بالشراكة مع المؤسسات الدولية والإقليمية وأضاف: من المهم أن تكون هناك خطط وآليات جديدة تسمح لنا بالبناء بطريقة غير مسبوقة.
من جهته كشف مصدر سياسي مطلع في صنعاء في تصريح خاص لـ” البديل ” أن المبعوث الدولي ولد الشيخ قد يزور صنعاء خلال الأيام القليلة القادمة لطرح مقترحات جديدة لإحياء العملية السياسية، مستبعدا أن يتم ذلك قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة للسعودية.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أنه في الواقع زيارة ترامب سوف تحسم أمر خطة تحركات ومقترحات المبعوث الأممي بشكل كامل في إشارة إلى أن ما سيحمله ولد الشيخ إلى صنعاء مرهون بمخرجات زيارة ترامب للسعودية الجمعة المقبلة.
ولد الشيخ يحمل مقترحا يستهدف ميناء الحديدة:
وبينما لا تزال تصريحات ولد الشيخ مبهمة وتثير الكثير من التساؤلات، كشف المصدر السياسي في حديثه لـ” البديل ” أن ولد الشيخ قد يحمل مقترحا جديدا على الأطراف في صنعاء مفاده أن تتسلم الأمم المتحدة ميناء الحديدة وتتولى إدارته، الأمر الذي يبدو أنه الهدف الحقيقي وراء جولة وتحركات المبعوث الحالية في المنطقة.
المصدر الذي ألمح إلى أنه لا يمتلك تفاصيل حول الآليات المقترحة لإدارة الأمم المتحدة لميناء الحديدة، أكد ان المقترح يأتي في سياق الضغط على أطراف صنعاء لتقديم المزيد من التنازلات ورسالة ابتزاز يحملها ولد الشيخ نيابة عن تحالف العدوان الذي يطمح أن ينتزع السيطرة على الميناء من سلطات صنعاء عبر الأمم المتحدة تجنبا للدخول في هجوم عسكري غير مضمون.
وكانت قد ألمحت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ طرح رؤى ومقترحات وصفتها بالمطورة تجاه الحل في اليمن، وكشفت عن لقاء جمع ولد الشيخ بالرئيس المستقيل هادي بحضور نائبه الأحمر لمناقشة تلك المقترحات والتي تتضمن مسألة الحديدة .
صنعاء تشكك في نجاح تحركات المبعوث :
وكان قد وصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ إلى العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي حيث بدأ لقاءاته هناك بمسؤولين سعوديين، كما شملت اللقاءات سفراء الدول الـ18 الراعية للملف اليمني، ولم يتم الإفصاح عن نتائجها فيما عدا نية ولد الشيخ لإحياء المفاوضات خلال شهر رمضان، وهو ما تشكك في تحققه الأطراف في صنعاء خصوصا فيما يتعلق بالهدنة التي تحدث عنها مرارا خلال جولته الأخيرة، وعلل مراقبون ذلك التشكيك بعدم صدور أي موقف من صنعاء تجاه الزيارة حتى الآن.
وبالرغم من أن أوساط سياسية وإعلامية رجحت أن يكون ولد الشيخ عرض أفكارا بخصوص ضرورة الضغط على الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي للقبول بخارطة الحل الأممية وذلك عبر دول الـ18، إلا أن المصدر أكد للبديل أن صنعاء ليست مطمئنة لنوايا المبعوث الأممي، لا سيما فيما يخص حديثه عن هدنة وليس عن وقف النار، مذكرا بالمرات السابقة التي ساهم ولد الشيخ فيها بإفشال مشروع وقف النار في مجلس الأمن مقابل طرح هدنة تفشل في كل مرة قبل أن تبدأ، حسب قوله.
وكان قد وجه رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، في وقت سابق انتقادات لاذعة للمبعوث الأممي، ووصف الصماد في كلمة ألقاها في لقاء موسع مع قيادة محافظة ذمار، تحركات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الحالية بالمنقذ للعدوان في ساعة الحرج، معتبرا أن ولد الشيخ دائما يتحرك عندما يتصاعد السخط والنقد العالمي على العدوان في اليمن