الأخبار المحلية

لماذا وافق نتنياهو على صفقة الأسلحة إلى السعودية، وماذا طلب السعوديون منه لتطبيع العلاقات؟

الجديد برس : صحافة 

أليكس فيشمان

خلال زيارته إلى إسرائيل أوضح ترامب لنتنياهو أن للسعوديين مصلحة في وجود تعاون منظم مع إسرائيل، كما يوجد بين إسرائيل مع الولايات المتحدة ومع أصدقائها في غرب أوروبا مصالح مشتركة، لذا يجب على نتنياهو أن يقرر إذا كان مستعداً لتقديم المقابل، كخطوة ما تسمح ببدء الحوار مع الفلسطينيين.
مكتب نتنياهو طلب أن لا يتم خلق أي توتر مع واشنطن حول صفقة الأسلحة السعودية الأميركية

مكتب نتنياهو طلب أن لا يتم خلق أي توتر مع واشنطن حول صفقة الأسلحة السعودية الأميركية
تلقى مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية أمراً واضحاً؛ عدم التدخل. حتى في وزارة الأمن، تم إخراج الطرفين من اللعبة. مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قام بإملاء خط سياسي واضح: لن يتم خلق أي توتر مع الإدارة الأميركية في واشنطن حول صفقة الأسلحة السعودية الأميركية وصفقات الأسلحة بين الولايات المتحدة وبين الكويت والامارات.
من اللحظة التي وقف فيها سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، رون درمر، أمام الكونغرس وأعلن أن إسرائيل “غير قلقة” من الصفقة الأميركية السعودية، بعد وقت قصير على دخول ترامب إلى البيت الأبيض، وضع حداً لإحدى الخطوات الأكثر أهمية في نسيج العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.أعضاء الكونغرس هؤلاء، المسؤولون عن تطبيق القانون الأميركي الذي يهدف إلى المحافظة على الفجوة النوعية العسكرية لإسرائيل مقابل جيرانها في الشرق الأوسط، حصلوا على ضوء أخضر للسماح للإدارة الأميركية بتنفيذ هذه الصفقة من دون أن يضطروا إلى مواجهة تحفظات ومعارضة إسرائيل وأصدقائها في الكونغرس.إسرائيل تنازلت عن إحدى أدوات العمل الأساسية التي تملكها مقابل الإدارة الأميركية. الخوف من نزوات الرئيس ترامب والرغبة في التنافس على رضاه أصابا مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بالعمى والشلل.بكل ما يتعلق بصفقات الأسلحة الأميركية السعودية، نتنياهو قام باحتواء كل المؤسسة الأمنية: بدءاً من سلاح البحر، الذي بطبيعة الأمور هو أول من يعارض صفقات كهذه، مروراً بشعبة التخطيط، التي من المفترض أن تبلور عمل الأركان، والشعبة السياسية الأمنية في وزارة الأمن، وصولاً إلى وزير الأمن نفسه. صحيح أن ليبرمان قال هذا الأسبوع في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه “لن يعيش مرتاحاً مع سباق التسلح الإقليمي والصفقة السعودية الضخمة”، لكن على ما يبدو العيش بسلام مع رئيس الحكومة في هذه الأثناء أهم بكثير.الصفقة تتضمن تجهيزات بحرية ودفاعية عن السواحل، بما فيها 4 سفن متعددة المهمات حديثة، سلاح البحرية الإسرائيلية يريد الشراء منها لكن لا توجد لذلك موازنات. السعودية تعهدت بأن لا تبحر هذه السفن في البحر الأحمر بل فقط في الخليج الفارسي.في مكتب رئيس الحكومة لم يريدوا إزعاج ترامب في الوقت الذي يقوم فيه ببلورة ائتلاف سني قوي ضد داعش والإيرانيين، الأمر الذي تدعمه إسرائيل بكل إخلاص. لكن في الغرف المغلقة يظهرون في المؤسسة الأمنية “قلق تفاؤلي”. لا ينبغي الخوف إلى هذا الحد من الصفقة السعودية، ويهمسون هناك: إن الرئيس ترامب سيعوض علينا، ولن يخيب أملنا. هناك من نعتمد عليه.وما الذي سيحصل غداً؟ السؤال الذي يجب أن نسأله بخصوص السعودية. من ناحية النوايا، السعودية هي دولة صديقة. من ناحية مبنى القوة، من يعلم أي نظام سيكون هناك بعد 10 سنوات؟القوة التي بناها الأميركيون لصالح الشاه الإيراني انتقلت إلى يد آيات الله. في تركيا حصل انقلاب سريع معادي لإسرائيل، وهذا قد يحصل لدى جيران آخرين.الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل مقابل سياسي من شأنه أن يعوض التهديدات الكامنة في تعاظم القوة العسكرية للدول العربية. ترامب وصل إلى إسرائيل مع رسالة فيها 50 دولة إسلامية، وعلى رأسهم السعودية، مدعوات إلى لعب دور فاعل وعلني في حلف إقليمي مقابل التهديد الشيعي ومقابل داعش.خلال زيارته إلى إسرائيل أوضح ترامب لنتنياهو أن للسعوديين مصلحة في وجود تعاون منظم مع إسرائيل، كما يوجد بين إسرائيل مع الولايات المتحدة ومع أصدقائها في غرب أوروبا. على سبيل المثال، تبادل معلومات.الآن يجب على رئيس الحكومة نتنياهو أن يقرر إذا كان مستعداً لتقديم المقابل، كخطوة ما تسمح ببدء الحوار مع الفلسطينيين.لا يتعلق الأمر بخطوة دراماتيكية: السعوديين لا يطالبون باتفاق سلام، المطلوب خطوة صغيرة، كتحويل أراضي c إلى أراضي B بدايةً، ما يسمح لإسرائيل بأن تكون جزءاً من هذا الائتلاف. في المقابل ينوي السعوديون البدء بخطوات فعلية لتطبيع العلاقات، تتضمن منح تأشيرات لرجال أعمال إسرائيليين.الآن على نتنياهو أن يقرر، هل يريد المقاصة في سباق التسلح والحصول على العضوية الكاملة في الشرق الأوسط، الحلم الدائم لقادة الصهيونية على مر التاريخ، أو المحافظة على الائتلاف مع الوزير بينت وسموتريتش.