الجديد برس : رأي
ابراهيم محمد الهمداني – كاتب صحفي
ان دولة أنشأت من أجل حماية ودعم وتحقيق وجود اسرائيل وليس لها هدف وجودي سوى اسرائيل معبودتها، لن تتنازل عنها او تفرط فيها اسرائيل بسهولة وتتركها تنهار في حومة خلافات صبيانية مزعومة، لن تسمح بحدوث شيئ من شأنه الإضرار بوحدة عملائها ومنفذي اجندتها واذرعها في المنطقة. هذا اولا
وثانيا ان ما اوردوا من حجج باهتة لهذا الخلاف المصطنع، لا نقول عنها ليست مقنعة او تفتقر الى الجدية فقط، بل هي حجج واهية ومتناقضة ومدعاة للضحك والسخرية، فكلنا نعلم ان امريكا صنعت الإرهاب والسعودية أسلمت أفكاره انطلاقا من المذهب الوهابي، ثم قامت هي وبقية دول الخليج بدعم هذه الجماعات ماليا واستراتيجيا، لتحقيق اهداف استعمارية، ليس اقلها خطرا اتخاذها ذريعة للتدخل الامريكي الصهيوني المباشر في المنطقة العربية والإسلامية سياسيا وعسكريا وثقافيا واقتصاديا وعلى كافة المستويات والاصعدة، لتنفيذ عملية تفتيت المنطقة وهدم قوتها وكل مقدراتها والاستيلاء على خيراتها وثرواتها، لصالح المشروع الصهيوني.
وهذا ما هو جار الان على قدم وساق.
ثالثا منذ متى كان لأمراء ومشائخ الخليج رأي او موقف شخصي ذاتي، ينطلق من رغبتهم او رفضهم او وجهة نظرهم بما يعكس قناعاتهم الشخصية في اتفه الأمور، او على مستوى لون السيارة التي يركبها، او اسم البعير الذي يجب ان يفوز في سباق الهجن، ناهيك عن القرارات المصيرية والمواقف الكبرى، والسياسة الدولية والتمرد على الاخت الكبرى السعودية والوصي عليهم جميعا امريكا.
واذا كان مؤسس الامبراطورية السعودية الكبرى – في نظر ممالك الخليج – قد صرح والتزم وتعهد انه لن يخرج عن امر بريطانيا العظمي قيد انملة حتى تصيح الساعة، فما بالك بهؤلاء الذرية الضعفاء – ابناء الأرامل – من ال زايد وال ثاني وال الصباح وال خليفة وغيرهم.
ما هو موقعهم الافتراضي في صنع سياسة وتوجهات المنطقة؟!!
هل نتوقع ان يكون موقفهم مخالفا للوصي والعراب الذي تفطموا على يديه؟؟؟
ومن كانت القواعد العسكرية تملأ اراضية بالطول والعرض هل يستطيع يوما ان ينتصر لموقفه ورؤيته؟؟!
أليست كل من قطر والسعودية على وجه الخصوص ودول الخليج عامة تدعم القاعدة وداعش والنصرة والإرهاب في طول البلاد وعرضها عيانا بيانا على مرأى ومسمع من العالم،
اذن ما الذي سيجعلهم يغضبون على قطر وهم جميعا في نفس الخط!!!!!!!!
لا تنخدعوا بالمسرحية التافهة الساقطة هذه، لان الهدف منها هو ادخال تركيا الى قطر تحت مسمى الحماية لتكون القوة المناوئه لإيران، وبذلك تقترب تركيا اكثر من مصدر الخطر الذي يهدد امن ووجود اسرائيل، هذا من ناحية، ومن الناحية الثانية، جاء هذا الحدث وتم اشغال الرأي العام به عن كارثة نقل امريكا سفارتها الى القدس المحتلة، وما يترتب على ذلك من انتهاكات قادمة بحق الأرض والإنسان، بالإضافة الى حضور اليمن ضمن تلك الضجة الاعلامية المصطنعة، تمهيدا لخطوة اجرامية كبرى قادمة.
نحن كشعب يمني معتدى عليه من دول تحالف العدوان – ومنها بالطبع قطر – نعلن تضامننا مع الشعب القطري، وندين سياسية النظام الحاكم هناك، تجاهنا وتجاه شعبه.
اذ لو كانت تلك الخلافات حقيقة لما تأخرت قطر عن اعلان خطأها في انضمامها للعدوان على اليمن، وحاولت التكفير عن ذنبها بحق اليمنيين، غير ان ذلك لا يعدو كونه استمرار في المؤامرة بحق الشعوب العربية والإسلامية، وتمثيلية اراد المخرج ترامب ان تكون هكذا طبيعة الادوار فيها.