الجديد برس – متابعات اخبارية
في واقعةٌ عكست مشروعَ العدوان للقضاء على أي مظهر بسيط للدولة، تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين مقطعَ فيديو يُظهِرُ مسلحين تابعين لمرتزقة الاحتلال وهم يعتدون على مجموعة من رجال المرور ويقومون بإهانتهم في أحد تقاطعات السير في مدينة عدن الخاضعة لسيطرة قوات التحالف.
وبحسب المقطع الذي صوّره أحد المارة في الشارع، فقد قام المسلحون بضرب رجال المرور بأعقاب بنادقهم ثم أجبروهم على الانبطاح على الأرض تحت تهديد السلاح، وبعد ذلك حملوهم على متن أحد الأطقم إلى جهة مجهولة؛ عقاباً لهم على منع أحد قيادات الاحتلال من عكس خط السير.
ووسط اتهامات الناشطين لسلطات المرتزقة في عدن بالتسبب في حدوث مثل هذه الاعتداءات، جاءت تصريحات قيادات السلطة والأمن التابعين للاحتلال ضعيفة وهزيلة؛ بهدف إغلاق القضية كالعادة.
وتأخذ الوقعة بُعداً خطيراً، فهي ليست مجرد حادثة اعتداء على رجل مرور قد تحدث في أية مدينة من قبل أشخاص لا يمثّلون السلطة، لكن ما حدث في عدن أن السلطةَ التي يشكّلها الاحتلال هي التي تعتدي على “مظهر” بسيط من مظاهر الدولة، وبالتالي فالحادثة تنعكس على طبيعة مشروع الاحتلال الذي يسعى لتغييب أية صورة من صور “النظام” ولو كانت على مستوى تنظيم حركة المرور.
وتعتبر هذه الإهانة التي تعرض لها رجال المرور في عدن مثالاً بسيطاً على واقع الدولة التي يديرُها مرتزقة العدوان، والطريقة التي يفضّلون تسييرَ الأمور بها، وبحسب أحد الناشطين فإن هذه بالتأكيد ليست الحادثةَ الأولى من نوعها ويوجدُ الكثيرُ منها لم توثقه عدسات الكاميرا، وقد وثّقت منظمةُ “هيومن رايتس” عدةَ حالات من الاعتقالات القسرية وحالات التعذيب التي تقوم بها قوات المرتزقة ضد المواطنين في عدن بشكل رسمي وغير رسمي.