الأخبار المحلية تقارير

مجلة “فيتيرينز توداي” الأمريكية : اليمن – معسكر التحشيد الأول في اليوم الحاضر ” ترجمة خاصة”

الجديد برس : خاص 

ترجمة / أحمد عبدالرحمن قحطان

نشرت مجلة “فيتيرينز توداي” الأمريكية المتخصصة في نشر أراء النخب في المجتمع والجيش الأمريكي فيما يخص مجالات الأمن القومي والاستقرار الجيوسياسي والسياسة المحلية تقريراً حرره الدكتور ” كيفين باريت” وهو حائز على شهادة دكتوراه ومختص في الشؤون العربية والإسلامية وأحد أشهر منتقدي الحرب الأمريكية على الإرهاب، وقد نُشر التقرير تحت (عنوان) :-

اليمن – معسكر التحشيد الأول في اليوم الحاضر

تنوية : جميع المصطلحات التي ذُكرت في التقرير هي ذاتها التي استخدمها المحرر، لم يتم تغيير او تبديل اي مصطلح وانما تمت ترجمة المقال حرفياً حسب اراء وأفكار كاتب التقرير وكاتب المقال…

ملحوظة المحرر : قامت إسرائيل مع عدد من أفراد العائلة الملكية من السعوديين، جنبا إلى جنب مع الخونة “الأمريكيين”، بمهاجمة الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، وذلك لأغراض عملية، وقد دُمرت أنذاك كل ما تبقى من الحرية التقليدية الأمريكية والديمقراطية وسيادة القانون.

وفي الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بإكمال الإبادة الجماعية في لفلسطين، يعمل السعوديون بدأب من أجل تنفيذ إبادة جماعية موازية لما تفعله إسرائيل في اليمن، حتى “ترامب”، الذي حمل علنا مسؤولية هجوم 9/11 على عاتق السعوديين أثناء حملته للترشح للرئاسة، أثبت الآن أنه أكثر عبودية للمحور السعودي الإسرائيلي الشرير من أوباما من أي وقت مضى.

لقد حان الوقت للأميركيين أن يطالبوا بالحقيقة – بما في ذلك الحقيقة حول ما يجري في اليمن على النحو المبين في هذه المقالة – ثم عليهم بالنهوض والاطاحة بهذا الشر الذي استولى على بلادهم.

المقال يعود الى “كيم شريف” مدير هيومن رايتس ووتش – اليمن

في الساعات الأولى من آذار / مارس 26 2015 يروي أطفال اليمن عن سماعهم لأصوات “ألعاب نارية” ضخمة، وهو الأمر الذي نسبوه إلى نوع من الاحتفالات الوطنية التي تقام عادةً في البلاد، الا انهم اكتشفوا في وقت لاحق أن تلك “الألعاب النارية” كانت بداية كابوس من القصف والمجاعة والمعاناة التي لا يبدو أن لها نهاية تلوح في الأفق، من يفعل هذا ولماذا؟

أعلنت السعودية عبر سفيرها آنذاك لدى واشنطن “الجبير” والمتحدث باسمها اللواء “العسيري” مدعية أنها شكلت تحالفاً يضم عدد من الدول مثل (المغرب ومصر والأردن والبحرين والكويت والإمارات وقطر والسودان والسنغال ، وباكستان) “التحالف”، وقام التحالف بوقتها ببدء هجوم على اليمن من أجل اعادة الحكومة الشرعية في البلاد بقيادة الرئيس المؤقت – السابق “عبد ربه منصور هادي” وذلك بناءً على طلبه.

وأضافت في وقت لاحق إلى مزاعمها بأن أهدافها هي منع التوسع الإيراني في المنطقة وإنفاذ قرار مجلس الأمن 2216، وسوف أتناول كل من هذه المزاعم بشكل منفصل تحت عناوين خاصة لمعرفة ما إذا كانت هناك ذرة حقيقة في ما يدعونه، ونتائج أعمالهم هذه على اليمنيين.

إعادة هادي إلى السلطة – أكبر كذبة في القرن الواحد والعشرين

تم اختيار هادي، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كرئيس مؤقت بعد الربيع العربي في عام 2011 في اليمن لقيادة البلاد لمدة عامين، وخلال ذلك الوقت تم إجراء انتخابات عامة، في إطار المبادرة الخليجية.

وتجدر الإشارة إلى أنه كشرط مسبق لتطبيق المبادرة كان على جميع الأطراف المشاركة في ثورة الربيع العربي أن توافق عليها وتوقعها، وهم أنصار الله (الحوثيين وآخرون)، الحراك (الانفصاليون الجنوبيون) وغيرهم من الأطراف التي لم توافق ولم توقع.

المبادرة الخليجية تم تطبيقها في فبراير من العام 2012 وانتهت في فبراير 2014 دون أن يقوم هادي بأي تغييرات.

وقد قيل لنا إن فترة تطبيق المعاهدة قد تم تمديدها لمدة سنة أخرى بشكل غير رسمي عبر الأشخاص الذين عينهم هادي وكان هذا التمديد أيضاً قد انتهى في شباط / فبراير من العام 2015. وبالتالي، لم يكن هناك أي شرعية للسيد هادي بأي شكل من الأشكال منذ انتهاء الوقت المحدد في المبادرة الخليجية وحتى فبراير 2015.

وهذا يجعل الهجوم على اليمن من قبل التحالف غير قانوني، كما أن جميع الأعمال التي قام بها التحالف منذ 26 مارس 2015 حتى الآن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

منع التوسع الإيراني في المنطقة – الصبغة الحمراء القبيحة

التحالف كان قد ادعى في وقت لاحق خلال حملته المتواصلة من القصف الجوي على اليمن وباستخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك القنابل العنقودية والقنابل الكيميائية وحتى استخدام نوع من قنابل اليورانيوم المخصب القيت على جبل عطان في العاصمة صنعاء، بأنه يفعل ذلك في من أجل منع التوسع الإيراني في المنطقة من خلال وكلاءها – “الحوثيين”.

وفي الواقع أن الحوثيين هم عبارة عن أقلية صغيرة من اليمنيين يتواجدون في الجزء الشمالي من اليمن – تحديداً صعدة – المتاخمة لأقاليم جنوب السعودية، اضافة الى أعضاء ينتمون الى حركة “أنصار الله”، وقد أكد عدد المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين بأنهم لم يجدوا أي دليل على تورط إيران في الوضع في اليمن.

والحقيقة هي أن هادي كان قد فشل في أداء مهامه في إطار المبادرة الخليجية، مما أدى الى تدهور حالة البلاد إلى مستوى لا يطاق، وبحلول سبتمبر 2014 قام تحالف مكون من عدد من الأحزاب بما في ذلك أنصار الله والجيش اليمني وحزب المؤتمر (حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح) والحراك ومعظم القبائل بمحاصرة القصر الرئاسي في صنعاء مطالبين بأن يقوم هادي بواجبه، هادي بدوره تمكن من الفرار في ملابس النساء التقليدية إلى مدينة عدن الجنوبية حيث بدء بجمع ميليشيات من المقاتلين لدعم عودته للرجوع إلى السلطة، ويذكر أن عدة طلبات كانت قد وجهت له للحضور وتسليم السلطة بشكل سلس لكنها جميعها بائت بالفشل بعد رفضه المطلق لها.

وفي الوقت نفسه، سيطر أنصار الله وشركاؤهم، الذين أصبحوا يعرفون الأن باسم الجيش واللجان الشعبية، على العاصمة، ومن هناك سقطت مناطق كثيرة تحت سيطرتهم دون الكثير من اللغط والفوضى، وهكذا نشأت حكومة الأمر الواقع بهذه الطريقة، وقد شكلت حكومة صنعاء الحالية بموجب الدستور اليمني مع برلمان يعمل بشكل كامل، وبموجب ميثاق الأمم المتحدة، وهذه هي حكومة دولة اليمن ذات السيادة، التي يجب الاعتراف بها بموجب القانون الدولي.

بعد ذلك فتحت عدة جبهات من المواجهات المسلحة، بقيادة الجنرالات الذين تمردوا من الميليشيات الموالية ل هادي في مناطق تعز، والمخا، وعدن، ومأرب، والجوف، ونهم، وبعد ذلك بفترة انسحب الجيش واللجان الشعبية من الجنوب، ومنذ ذلك الحين تعيش معظم مناطق الجنوب تحت الاحتلال من قبل قوات من الإمارات العربية المتحدة بمساعدة الإرهابيين والمرتزقة.

الكثير ممن يقطنون تلك المناطق منهم يتحدثون عن عدد لا يحصى من الأهوال فيها، بما في ذلك ادعاءات الاغتصاب لعدد من المراهقين من قبل القوات الإماراتية، اضافة الى مزاعم بأن مطار الريان في مدينة المكلا الجنوبية قد أصبح الأن “غواتانامو” اليمن، حيث يتعرض المعتقلون للتعذيب حتى الموت من قبل القوات الإماراتية.

كما أن بعض أجزاء محافظة تعز التي تخضع لسيطرة الميليشيات الموالية ل هادي قد ارتكبت إبادة جماعية ضد قبائل الرميمة والجنيد بطريقة مماثلة لممارسات داعش من الصلب وسلخ الناس وهم على قيد الحياة وتشويه أجسادهم، وقادة هذه الميليشيات الإرهابية الموالية لهادي هم من اتباع التكفيري الوهابي الذي يدعى “حمود المخلافي” (حاليا في تركيا) وآخر يسمى ب “أبو العباس”.

وعلى رأس الجنرالات المنشقين هو علي محسن الأحمر، وهذا الجنرال ينتمي إلى حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) وكان مسؤولا عن تجنيد المجاهدين خلال الحرب الأفغانية السوفياتية في الثمانينياتن، وهو أيضا من داعمي القاعدة في اليمن، وبالتالي داعش.

في الواقع، هناك أدلة كافية لإظهار أن المقاتلين السعوديين يقاتلون جنبا إلى جنب مع هذه الجماعات الإرهابية،وما يربط بينهما هو الأيديولوجية، والأيديولوجية التكفيرية الوهابية، وبالطبع، البترودولار.

اما الزعيم الروحي لحزب الإصلاح الشيخ “عبد المجيد الزنداني”، والذي كان على قائمة المطلوبين لارتكاب جرائم إرهابية من قبل السلطات الأمريكية، يسكن حالياً كضيف في الرياض، الأن هادي هو زعيمهم السياسي والجنرال الأحمر هو من يقود الجناح العسكري، اما الفائز بجائزة “نوبل” توكل كرمان هي واحدة من المجندين من فئة الحيوانات الأليفة – وقد كانت واحدة من المحرضين خلال الربيع العربي في عام 2011.

كما لا ننسى أيضاً مشاركة بلاك ووتر سيئة السمعة وشركة داين كورب في هذه الحرب، وقد جُلب معهم أيضاً مرتزقة من جنسيات أخرى مثل كولومبيا والمكسيك وأستراليا وحتى مواطنين من المملكة المتحدة اضافة الى الإسرائيليين، اما المفارقة العجيبة في الموضوع هي انه لم يتم العثور على أي مواطن إيراني واحد على الإطلاق أثناء الحرب ضد اليمن، ومع ذلك، يمكنك أن تجد الكثير من الآخرين بما في ذلك الجماعات الإرهابية تقاتل جنباً إلى جنب مع التحالف.