الجديد برس
علي جاحز – صنعاء
ادوات الصراع تتحرك على الارض .. اقليم ام اقليمين
صراع المشروعين .. هادي والمجلس الانتقالي :
الصراع السعودي الاماراتي يضع الجنوبيين بين فكي كماشة ، وبحسب مراقبين فان المشروعين متصادمان وينعكس صدامهما على الواقع السياسي والامني المتوتر في الاساس ، فالامارات تقف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه عيدروس الزبيدي منذ تأسيسه على خلفية قرار عزله من محافظة عدن من قبل الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي في مايو الماضي بضوء اخضر سعودي في محاولة لسحب بساط السيطرة من تحت الامارات ، وفي المقابل تقف السعودية خلف قرارات هادي التي بحسب مصادر سياسية جنوبية تستهدف النفوذ الاماراتي عبر اقالة محسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي من مناصب رفيعة اخرها اقالة محافظين .
وفي سياق حديثه للبديل يرى القيادي في المجلس السياسي لانصارالله والمتخصص في الشأن الجنوبي فضل ابوطالب ان الإدارة الأمريكية تركت هامشاً للصراع بين السعودية والإمارات وأدواتهما في المحافظات الجنوبية مستغلة عددا من العوامل الميدانية والتاريخية والسياسية والمناطقية اضافة الى استثمار رغبة السعودية في تعزيز حضورها هناك بعد إخفاقها في تحقيق أي تقدم ملموس في المحافظات الشمالية ، ابو طالب يعتقد ان عدن (وهي العاصمة المؤقتة لما يسمى بالشرعية) خاضعة لسيطرة الأطراف المحسوبة على الإمارات وهم الحراك والسلفيون إلى المستوى الذي لا يستطيع معه هادي وحكومته المواليين للسعودية من الاستقرار فيها .
الامارات كما يبدو من خلال دعم المجلس وقيادته، يصب في صالح مشروع الانفصال الجنوبي او في احسن الحالات يصب في صالح مشروع الاقليمين في اليمن ، بينما ترى المملكة العربية السعودية ان ذلك المشروع يقوض من شرعية هادي وحكومته التي تتكيء على مرجعيات دولية كلها تؤيد وحدة اليمن وسلامة اراضية ، وترى السعودية ان مشروع الستة الاقاليم هو الذي يناسب بقاء هادي وحكومته داخل قالب الشرعية الذي يبرر للتحالف البقاء في اليمن سيما وان حكومة هادي تقتضي بقاء التحالفات بين قوى شمالية مثل حزب الاصلاح والحزب الاشتراكي والناصري وغيرهما من القوى التي يرفضها الجنوبيون ويتحفظ على بعضها الاماراتيون .
وتعليقا على هذه الجزئية يقول الباحث اليمني المتخصص في الشأن الجنوبي زيد الغرسي في حديثه للبديل ” استطيع القول إن الامارات تسيطر على الوضع الميداني بشكل اكبر من السعودية لا سيما في عدن ومحافظة لحج والضالع معقل انصار عيدروس الزبيدي وكان لها سيطرة كبيرة قبل اقالة عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن ” ، ويعتبر الغرسي اعادة الامارات للزبيدي الى عدن تحت مظلة المجلس الانتقالي ” خطوة لاعادة سيطرتها على مقاليد الامور في الجنوب لا سيما ولا زالت مليشياتها تمنع المحافظ الجديد المحسوب على هادي من ممارسة عمله ” حسب اعتقاده .
اقليمين ام اقاليم .. محور اختلاف بين الاطراف :
يرجح محللون و سياسيون ان مشروع الاقليمين هو الاكثر قبولا في الشارع الجنوبي وهو ما تدعمه الامارات من خلال المجلس الانتقالي وقيادته التي يستهدفها هادي بقراراته ، معتبرين اللقاء الذي عقده الزبيدي بالسفير البريطاني الاسبوع الماضي في العاصمة الاماراتية ابوظبي يعد اشارة دولية في اتجاه دعم الاقليمين ، وهو ما ينسجم ايضا مع تسريب خارطة التقسيم للشرق الاوسط الجديد التي نشرتها صحيفة النيويورك تايمز الامريكية الاسبوع الماضي والتي ظهرت فيها اليمن مقسمة الى اقليمين ، الامر الذي قد يكون مؤشرا على تغير المزاج الدولي بخصوص مشروع التقسيم في اليمن من ستة اقاليم الى اقليمين فقط ، وهي قراءة قد تكون السبب الذي دفع هادي للاسراع في اقالة المحافظين الثلاثة الذين يؤيديون المجلس الانتقالي في محاولة لاستباق الاحداث ، ويفسر جانبا من الصراع السعودي الاماراتي المحتدم على ارض الجنوب اليمني .
وحول هذه الجزئية ، يرى السياسي والباحث فضل ابوطالب في حديثه للبديل ان العدوان الذي تشنه دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية والإمارات على الشعب اليمني يأتي في أهم أولوياته فرض الستة الأقاليم تحقيقا للمشروع الأمريكي ، وفي رده على سؤال حول دلالة لقاء السفير البريطاني برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ومباركته للمجلس اشار ابو طالب الى ذلك يوحي بشكل واضح بالمساندة الأمريكية لهذا المجلس باعتبار بريطانيا تعبر عن وجه نظر أمريكية عندما تكون أمريكا نفسها محرجة من اعلان موقفها أن هذه الخطوة تؤكد وقوف ومساندة الإدارة الأمريكية لكل أطراف الصراع في المحافظات الجنوبية كضمانة على استمرار وتطويل أمد الصراع بين تلك الأطراف ، لكنه يرجح ان مشروع الستة الاقاليم هو المشروع الأساسي الذي تتبناه الإدارة الأمريكية في اليمن ، ويستدرك بالقول ” لكن في حال تعذر تطبيقه نتيجة رفض القوى الوطنية في الشمال وصمودهم أمام هذا العدوان وكذا نتيجة رفض المجلس الانتقالي الجنوبي وأغلبية أبناء الجنوب له فقد تلجأ الإدارة الأمريكية إلى خيار بديل وهو فصل الجنوب عن الشمال كأقل مكسب يمكن تحقيقه ”
اما الباحث زيد الغرسي وفي سياق حديثه للبديل فلديه رؤية مختلفة ، حيث يقول ان بريطانيا هي اول من باركت انشاء المجلس الانتقالي في خطوة تهدف الى تقسيم اليمن وفرض امر واقع من قبل دول العدوان عبر عدة خطوات بدايتها باعلان اقليمين جنوبي وشمالي ثم اعلان الجنوب الى عدة اقاليم منها اقليم حضرموت الذي يجري التحضير له حاليا ثم اقليم عدن وهكذا ولا اعتقد إن تقسيم اليمن سيتوقف عند اقليمين فمشروع دول العدوان هو تقسيم اليمن الى ستة اقاليم كما اعلنوا عن ذلك وكانوا قد حاولوا فرضه في مؤتمر الحوار الوطني لكن انصار الله وقفوا ضد مشروع تقسيم اليمن
اما عن لقاء الزبيدي بالسفير البريطاني مؤخرا فيرى الغرسي انه جاء بعد تصعيد المجلس الانتقالي ضد السعودية وهادي في رفض قرارات هادي الاخيرة وطلب السفير البريطاني من الزبيدي القبول بالقرارات وعدم التصعيد العسكري وعدم موافقته على أي اجراءات عسكرية قد يقوم بها المجلس الانتقالي واستطيع القول إن اللقاء جاء للضغط على الزبيدي لمصلحة السعودية.
بحاح وبن دغر .. اوراق باردة تتحرك على الارض :
وفيما تشهد عدن اشتباكات مسلحة وقطع طرق من قبل فصائل متباينة تتبع الموالين للسعودية والاصلاح وهادي من جهة واخرين موالين للامارات والحزام الامني والملجلس الانتقالي ، فان ملامح التسابق الاماراتي السعودي على كسب الجنوبيين تظهر في تحريك الموالين على الارض ، وفي الوقت الذي ارسلت الامارات رئيس الوزراء السابق خالد بحاح الى حضرموت وفتحت له مطار الريان المغلق منذ عامين وحضي باستقبال رسمي وشعبي واسع في تحرك اقلق هادي وحكومته ، ارسلت السعودية حليفها رئيس الحكومة الحالية احمد عبيد بن دغر ليطلق تصريحات وسطية تدعو الى وقف الصراعات وتحكيم العقل ، وعدم اتاحة الفرصة لمن اسماهم الانقلابيين للاستفادة من الصراع .
غير ان الباحث اليمني زيد الغرسي يعتقد ان عودة بحاح جاءت بموافقة سعودية حيث تمت المقايضة بين السعودية والامارات فقبلت الامارات بالتخلي عن الثلاثة المحافظين مقابل موافقة السعودية إعادة بحاح واعتقد إن بحاح جاء بدور مرسوم له ليس على مستوى الجنوب فقط بل على مستوى اليمن حيث ترى دول التحالف انه رجل المرحلة المقبلة في اليمن ويحظى بدعم امريكي كبير.
وبالمقابل ، هاجم “المجلس الانتقالي” في بيان اجتماعه امس رئيس حكومة هادي أحمد بن دغر، على خلفية اتهامات الاخير له بالولاء لايران ، الهجوم الذي شنه المجلس ، جاء في سياق الرد على تحذيرات اطلقها بن دغر وصف فيها مايجري بالجنوب بـ “الصراع الغبي”، معتبرا أن مثل هذا الصراع سيسهل عودة الجيش اليمني للسيطرة على المدينة، في اشارة الى الجيش واللجان الشعبية التي انسحبت من الجنوب منتصف العام 2015م، وهو ما دفع المجلس الانتقالي للقول في سياق رده الذي وصف بانه شديد اللهجة بان بن دغر ينتهج سلوكا سلبيا تجاه الجنوب ، ويسوق للجيش واللجان الشعبية .
رئيس حكومة هادي حذر مما وصفه ” صراع خطير يغذيه الحوثيون وصالح «بين طرفي الصراع التقليديين»، في إشارة إلى عودة صراع «الزمرة» و«الطغمة»، الذي حدث في ثمانينيات القرن الماضي بعدن، مخاطبا المجلس الذي يحضر لفعالية 7/7 بقوله ” رشدوا برامجكم يوم الجمعة القادمة، وامنعوا الطائشين من استفزاز الآخرين، احفظوا الدماء”، وبخصوص الخلافات بين المجلس والرئيس المستقيل هادي اضاف بن دغر بالقول ” كلما حاولتم أضعاف الشرعية في عدن، أو النيل من الرئيس المنتخب، كلما مهدتم الطريق لعودة الحوثيين وصالح منتصرين ، محذرا من ان من اسماهم ” مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح على بعد مئة وخمسين كيلومتر من عدن “
الجنوب اليمني بين فكي الاحتلال السعودي الاماراتي (3-3)
الاصلاح احد جذور الصراع في الجنوب .. ورقة تحرج السعودية
تظاهرة 7/7 تعلن الفيدرالية .. الزبيدي يظهر خلف زجاج واق من الرصاص :
ظهر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي داخل منصة زجاجية واقية من الرصاص وهو يلقي كلمته وسط الجماهير المحتشدة في ذكرى 7/7 التي اعتبرها ذكرى مزدوجة ، واشار الى ان 7/7/2007م ذكرى انطلاق الحراك الجنوبي محت 7/7/1994م التي هي ذكرى اجتياح الجنوب ، داعيا في سياق كلمته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والدول العشر الراعية والاتحاد الاوروبي والجامعة العربي ومجلس التعاون الخليجي الى التفاعل مع ما اسماه التحول السياسي الذي تشكلت بموجبه قيادة سياسية حاملة لقضية الجنوب التي وصفها بانها غير قابلة للمساومة ، في اشارة واضحة الى تغير قواعد التعاطي مع قضية الجنوب بعيدا عن الابجديات السابقة داخل المرجعيات المعترف بها دوليا .
كلمة الزبيدي بعث عدة رسائل محلية واخرى خارجية ، وكما هو متوقع لم يقفز الزبيدي على الواقع ، وان كان المتوقع ان يلمح الى الانفصال ، فإنه اكتفى فقط بالتأكيد على العمل تحت سلطات هادي وحكومته ، مقتصرا على التأكيد ان المجلس الانتقالي الجنوبي ينطلق من ما اسماها ” اهداف الثورة والمقاومة في استكمال مهام تحرير الإرادة والقرار وتحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الفيدرالية الجنوبية المستقلة ” ، وهو ما يفهم منه ان المجلس يتحرك تحت مظلة سلطات شرعية هادي والتحالف ، وان بدا الاختلاف في كونه يقف مع مشروع تقسيم اليمن الى اقليمين وليس ستة اقاليم كما هو موقف حكومة هادي ، التي في الوقت ذاته اتهمها بالفشل في ادارة الجنوب وتوعد بان المجلس سيعمل على ادارة الوضع في الجنوب وخاصة الامني .
وقرأ محللون واعلاميون ظهور اللواء الزبيدي خلف الزجاج الواقي من الرصاص بكونها دليل على انفلات الوضع الامني في الجنوب من جهة اضافة الى كونها تحمل دلالة على ادراك الزبيدي لوجود قوى متطرفة في اوساط المحتشدين قد تستهدفه مثل حزب الاصلاح الاخواني وجماعة القاعدة وداعش ، علاوة على كون المشهد الجنوبي منقسم الى عدة تيارات واتجاهات كلها ليست على انسجام وبينها ثارات تاريخية سياسية وعسكرية يصعب معها الاطمئنان من قبل الزبيدي الى انه صار محل زعامة مرضي عنها .
المجلس الانتقالي يعلن حظر حزب الاصلاح :
بنفس لغة الجزم التي تضمنتها النقطة الاولى من توصيات كلمة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في تظاهرة امس والتي نصت على ان المجلس سيمضي في استكمال هيئاته واستيعاب كل القوى الجنوبية ، فانه ايضا في الفقرة الثالثة اعلن عن حظر جماعة الاخوان الملسمين وداعش والقاعدة وجماعة الحوثي في كل محافظات الجنوب ، وتوعد الزبيدي باتخاذ الخطوات اللازمة حيال ذلك الاجراء بالشراكة مع دول التحالف العربي والدولي ، وكان قد استهل هذا القرار بانه جاء انطلاقا من كون امن الخليج والمنطقة من امن الجنوب .
هذه الخطوة الجريئة التي لم تتخذ ما يشبهها سلطات المجلس السياسي في صنعاء ضد اي من الاطراف التي شاركت في العدوان على اليمن الى الان ، بحسب ما اعلنه الزبيدي تحضى بدعم تحالف العدوان على اليمن ، وحول هذه الجزئية اكد سياسي جنوبي رفض الافصاح عن هويته للبديل ان قرار المجلس حظر هذه الجماعات خطوة خطيرة و تقف خلفها الامارات والسعودية معا ، ودلل على ذلك بوصفه لحزب الاصلاح بـ ” جماعة الاخوان المسلمين ” وهي تسمية ترضي كل من السعودية والامارات معا ، فالامارات ستعتبر المقصود حزب الاصلاح ، بينما ستدرأ التسمية الحرج عن السعودية امام حزب الاصلاح الذي تقيم قياداته في عاصمتها الرياض .
مستقبل حزب الاصلاح الاخواني في الجنوب على المحك :
يقف حزب الاصلاح المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين في دائرة ضيقة على صفيح الازمة اليمنية الساخن ككل وعلى مسرح ملف الجنوب بشكل خاص ، فالامارات ترى فيه عدوا لدودا وربما يشكل بؤرة خلاف عميق بينها وبين السعودية ، كما ترى السعودية فيه ورقة تستفيد منها في الجنوب الذي يذهب بعيدا عن سيطرتها لكنها في الوقت ذاته تدرك انها ورقة محرجة لها امام الامارات سيما في ظل الارهاصات التي تشهدها منطقة الخليج بسبب قطر ودعمها للاخوان المسلمين .
في هذه الاثناء دعا رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي تحالف العدوان لإعَادَة النظر في استمرار دعمه لحزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” باليمن، معتبراً أنهم سبب تعثره في تحقيق أهداف “عاصفة الحزم”؛ محملا الاصلاح مسؤلية عدم تمكن التحالف من حسم أية جبهة عسكرية في شمال اليمن، منوها الى ان حزب الإصلاح هو من يسيطر اليوم على حكومة هادي وإن “ قياداته متورطة بشكل رئيسي في الأعمال الإرْهَـابية في اليمن”، مشيراً إلى أن الأمريكيين لديهم أدلةٌ ووثائقُ تؤكد ذلك.
كما وصف الزبيدي خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة الحرة ، الجنرالَ علي محسن الأحمر، نائب الرئيس المستقيل هادي والمحسوب على الاصلاح بأنه “ رأس الإرْهَـابيين والداعم الرئيسي للأنشطة والأعمال الإرْهَـابية باليمن”.، معتبرا ان المجاميع الإرْهَـابية المتواجدة في الجنوب هي عناصر عادت من “أفغانستان” وجرى استيعابُها في الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها علي محسن الأحمر، واتهمها بانها من يمارس التخريب والقيام بأعمال التفجيرات والاغتيالات في الجنوب.
وفي تفسير مقارب لخلفيات العداء بين الجنوبيين والاصلاح وجذور الصراع بعتقد السياسي والباحث فضل ابوطالب ان من اهم تلك الخلفيات هو وجود خلافات في المواقف والرؤية تجاه مستقبل القضية الجنوبية بين الأطراف التابعة للسعودية من جهة وبين الأطراف المحسوبة على الإمارات من جهة اخرى ، بالإضافة إلى خلفيات الصراعات التاريخية بين كل تلك الأطراف والتي تعود الى حرب 94 وما قبل الوحدة ايضا ، وكذا الاتهامات المتبادلة بينها في طبيعة الولاءات والتحالفات وفي القناعة اللازمة من جدوى الاستمرار في الحرب في المناطق الشمالية وغيرها من العوامل .
وبالرغم من ان المعطيات كلها تشير الى سخط جنوبي على حزب الاصلاح باعتباره مشارك رئيسي في حرب 94م التي دفع بكوادره الشعبية وفتاواه لاجتياح الجنوب ، اضافة الى وضع حزب الاصلاح المحرج للسعودية في سياق ازمة قطر، الا ان عضو السياسي في انصارالله والمتخصص في شئون الجنوب يعتقد ان السعودية في إطار صراعها مع قطر لا تحارب الإخوان المسلمين، بقدر ما تسعى للاستحواذ على كافة التيارات والفصائل المنتمية للإخوان وضمها الى صفخا وبينها تلك التي تدين بالولاء لقطر ومنها حزب الاصلاح ، ويضيف ” باعتقادي هناك انسجاما تاما بين السعودية وقطر في الملف اليمني والإخوان المسلمون هم القاسم المشترك بينهما ” ، ويدلل ابوطالب على ذلك بكون القضايا التي يثيرها الإعلام القطري تستهدف النشاط الإماراتي في الجنوب فقط ، معتبرا ذلك يصب في مصلحة السعودية سواء كان ذلك ضمن التوجه السعودي المشترك مع قطر أو على الأقل من باب المغازلة للسعودية، وهو بحسب ابوطالب ما يجعل الاصلاح في مأمن تحت رعاية السعودية التي تعتبر الًإصلاح وعلي محسن المنتمين للإخوان المسلمين ومن إليهم أدواتها الرئيسية في اليمن, والإمارات تدرك ذلك تماما.
اتهامات متبادلة .. وتراشقات اعلامية :
على وقع ذلك ظهرت تراشقات اعلامية بين حزب الاصلاح الاخواني الموالي للسعودية وبين الامارات ، حيث اتهمت وسائل اعلامية وقيادات تابعة للاصلاح الامارات بانها تدير عمليات تعذيب وسجون سرية في الجنوب ، واصفة اياها بالاحتلال الذي يمنع الجنوب من ان يستقر .
من جهتها وجهت صحيفة العرب الاماراتية انتقادات لاذعة لهادي ، الصحيفة الصادرة من لندن والمملوكة للامارات تضمن تقريرها الذي عنونته ” الرئيس المؤقت يستفز الجنوبيين تصعيدا ضد الرئيس المستقيل هادي، واصفة إياه بـ”الرئيس المؤقت ” ، متطرقة الى قرارات هادي ضد المحافظين الموالين للامارات .
فيما نشرت وسائل اعلام اماراتية ايضا انتقادات للسعودية تتهمها بانها تحتضن قيادات اخوانية تهاجم اطراف في التحالف لصالح قطر ، في اشارة الى هجوم الاصلاح واعلامه على الامارات .
وفي هذا السياق يقول الباحث اليمني زيد الغرسي ” هناك صراع كبير ومحموم بين الدولتين على بسط نفوذهما في الجنوب والسعودية تستخدم هادي في قصقصة اجنحة الامارات وإقالة الموالين لها بينما الاخيرة تعتمد بشكل اساسي على الميدان وعلى فرض السيطرة العسكرية لمليشياتها ونلاحظ إن هناك اصرارا كبيرا لدى السعودية على محاربة نفوذ الامارات خاصة بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد وتمتلك السعودية اوراقا كثيرة بإمكانها إن تقلص نفوذ الامارات الى حد كبير في الجنوب ”
سباق .. الامارات تسعى لضم باب المندب الى الجنوب :
وفي سياق التسابق الاماراتي السعودي على النفوذ في الجنوب ، تداول نشطاء جنوبيون نقلًا عن ما وصفوها بالمصادر السياسية ، إن الامارات تحاول الضغط على الرئيس المستقيل /عبدربه منصور هادي، لإعلان محافظة جديدة تحت اسم باب المندب تمثل مزيجا من مديريات تتبع محافظتي لحج وتعز وجزيرتين في البحر الأحمر، وبحسب ما نشره النشطاء ولم يتم التأكد من صحته فان الامارات ترغب في ان يتم ضم المخا وذوباب وجزر باب المندب وبعض مديريات تعز مثل الوازعية وموزع اضافة الى بعض مديريات لحج الى الجنوب تحت لافتة محافظة جديدة تسمى باب المندب ، الامر الذي قد يمكنها من ضم باب المندب الى نطاق نفوذها في الجنوب .
من جهتها تدفع السعودية باتجاه صناعة اطار جنوبي مقابل للمجلس الانتقالي الذي تدعمه السعودية ، وظهر ذلك في تحركات الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي وحكومته نحو عقد مؤتمر جنوبي في الرياض ، ونشرت وسائل اعلامية جنوبية عن مصادر سياسية جنوبية مقيمة في الرياض ان هناك تحركات يقودها قيادات جنوبية في الرياض والاردن والقاهرة نحو عقد مؤتمر سياسي جنوبي تحتضنه الرياض وتدعمه ، و يشبه المؤتمر الذي عقد في العام 2011م بالقاهرة ،
وبحسب ما نشر على لسان المصادر فإن هذا المؤتمر سيكون بمثابة الكيان السياسي المقابل للمجلس الانتقالي الجنوبي ، حيث لفتت المصادر إلى ان من بين مخرجات المتوقعة عن المؤتمر الجنوبي المزمع عقده بالرياض تشكيل قيادة سياسية جنوبية مماثلة لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لكنها تدعم الرئيس عبدربه منصور هادي.