الجديد برس : خاص
نشر مركز أبحاث “قلوبال ريسرش” العلمي تقريراً حول مقال نُشر في مدونة “مون ألاباما” الأمريكية التي تختص بمناقشة مواضيع السياسة والاقتصاد والفلسفة في العالم، وقد نُشر التقرير تحت (عنوان) :-
(المملكة العربية السعودية – انقلاب بن سلمان هو نموذج لما سيواجهه هو من تجريد وطرد)
ترجمة : أحمد عبدالرحمن قحطان
شخص ما أراد أن يعرف عامة الناس بأن الأمير الجديد المهرج “محمد بن سلمان” قد تولى منصبه الجديد عبر التخلص بلا رجعة من سلفه “محمد بن نايف” بالقوة، فالتفاصيل الدقيقة، سواء كانت صحيحة أم لا، قد اطلعت عليها وكالة أنباء رويترز، وصحيفة وول ستريت جورنال وصحيفة نيويورك تايمز في نفس اليوم.
وكولي عهد مقبل على قيادة الملك المملكة العربية السعودية، “محمد بن نايف” غير معتاد على أن يقال ما الذي يجب عليه القيام به، لكن وفي ليلة الواحد من يونيو / حزيران المنصرم، استدعي “بن نايف” إلى إحدى القصور في مكة المكرمة، واحتجز ضد إرادته وتم الضغط عليه لساعات للتخلي عن حقه بخلافة العرش، وبحلول الفجر، كان “بن نايف” قد استسلم، واستيقظت السعودية على خبر صعود ولي عهد جديد وهو ابن الملك الحالي البالغ من العمر 31 عاما، “محمد بن سلمان”.
“بن نايف” كان محبوب وكالة الاستخبارات المركزية ولم تكن حبكة التخلص منه موضع ترحيب، ومن المرجح أن من كتب سيناريو قصة الإطاحة به هو فرد في إحدى مكاتب وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي، فيرجينيا.
وقد كنا مُحقين عندما أطلقنا صفة انقلاب على ما فعله “محمد بن سلمان”، كما توقعنا بأن “مُلك عائلة آل سعود القديم سوف يفنى قريبا”، وذلك من خلال مقال رويترز.
ونقلاً عن مصدر من داخل القصر الملكي، قال شهود عيان بأن الملك “سلمان” قام الشهر الماضي بتسجيل بيان يعلن فيه عن تسليم العرش الى ابنه، ومن الممكن أن يتم بث هذا الإعلان في أي وقت، ومن المحتمل أن يتم ذلك في أيلول / سبتمبر المقبل.
وكنا قد كتبنا أيضاً أن “العديد من مواطني شبه الجزيرة العربية يريدون أن يروا رأس الأمير المهرج الجديد على الرصيف”.
كما أن التفاصيل حول كيفية تخلص “بن سلمان” من ولي العهد السابق سوف تغضب أجزاء وفئات إضافية من سكان المملكة العربية السعودية، حيث أن هناك تسريبات إضافية حول وجود اتصالات واسعة النطاق يجريها “محمد بن سلمان” مع إسرائيل، وهو ما سيزيد من مشاعر العداء ضده، خاصة وأن إسرائيل تواصل تعديها على الحرم الشريف والمسجد الأقصى الذي يُزعم بأنه المعبد اليهودي (المزيف على الأرجح).
اما محاولة “بن سلمان” للضغط على قطر، وكما هو متوقع، فشلت، ولم تتمكن البلدان الأربعة التي انضمت اليه ضد قطر من الاتفاق على زيادة الضغط أو تخفيفه، والأن، تم سحب قائمة الطلبات المقدمة إلى قطر لتنفيذها، وهذا الأمر يعتبر خسارة كبرى وصفعة في الوجه ل “محمد بن سلمان و مرشده الروحي، الإماراتي “محمد بن زايد”.
وفيما يخص الحرب السعودية ضد اليمن، فإنها تستمر في حصد أرواح المزيد والمزيد من المدنيين، كما أن تكاليفها قد وصلت الى مليارات الدولارات وبالرغم من ذلك فهي ومن منظور عسكري تعتبر حرباً خاسرة.
هذا ولم تحقق الاصلاحات الاقتصادية الكبيرة التي تم الاعلان عنها اي تقدم يذكر، ومجلس التعاون الخليجي يعتبر ميتاً سريرياً ويمكن أن يستمر في التراجع أكثر وأكثر.
حتى الأن، فشل كل أمر نفذه او اصدره “محمد بن سلمان”، وجميع الأعمال التي قام بها تعتبر انتهاكاً لجميع التقاليد والوصايا الدينية المتعارف عليها.
وبانقلابه هذا وضع “بن سلمان” مثالاً يمكن ان يستخدم الآن ضده هو، ولن يكون من المدهش أو المفاجئ أن نرى تمرداً أو عصياناً ضد “محمد بن سلمان” حتى قبل أن يكون قادرا على تنصيب نفسه ملكاً.
فالطريقة التي ألقى بها “بن سلمان” ب “محمد بن نايف” إلى الهامش كسرت جميع القواعد التقليدية، والمثال الذي وضعه بإطاحة ولي العهد السابق يمكن أن يستخدم الآن ضده هو.
أخر التطورات: يقوم “بن سلمان” الآن بضم جميع المنظمات والوظائف الأمنية الداخلية تحت امرته، فوزارة الداخلية، التي يرأسها في العادة فرع العائلة من جهة “نايف”، سيتم تجريدها من جميع السلطات الهامة.
“محمد بن سلمان” خائف، وهو يعلم بأن العديد من القوى، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية، تعمل الآن ضده، ومحاولة الانقلاب ضد حكمه قد تأتي في وقت متأخر جدا.