المقالات

الحرب النفسية قد تؤثر علينا دون أن نشعر

الجديد برس : رأي 

امة الملك الخاشب – كاتبة صحفية  

عندما تتابع نشرات الأخبار وتشاهد تلك المشاهد لتخرج الدفعات القتالية لأبطال المقاتلين اليمنيين فعليك أن تقف للتأمل ولتفكر مليا وتشعر بالفخر والإعتزاز أن هولاء من إخوانك ويحملون نفس جنسيتك ؟
تلك المشاهد تنسيك همومك وتخفف من معاناتك وترفع معنوياتك رغم كل الظروف القاسية التي نعيشها نحن كشعب يمني تعرض لأكبر مظلومية عرفها تاريخ شعب . تلك المشاهد تجدد الأمل في النفوس وتشرح الصدور وتبهج الأرواح التي تحلق في سماء الحرية وتتوق للإستقلال والعيش بكرامة وغنى
من هم هؤلاء وأي عظمة يصنعوها ويقدمونها للتاريخ وأي نوع من القيادة يمتلكون ؟ ومن الذي يشرف على كل هذه الدفع وهم يتخرجون ويقومون بعروض عسكرية مبهرة ويهيأ للناظر إليهم وكأننا نعيش في حالة استقرار وأمان ولسنا متعرضين لأبشع وأخبث عدوان عرفه التاريخ والأعظم من هذا وذاك هو أن أعلى قمة سلطة في هذه البلاد وهو الرئيس صالح الصماد يزورهم ويرفع من معنوياتهم بل ويختطب فيهم بخطابات سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته في جمل لو فصلت كل كلمة من كلماتها لكفت بأن تكون مدرسة في معاني الثقة بالنفس والتوكل على الله والإيمان بالقدرات الفردية لكل مقاتل يمني .. المقاتل اليمني الذي يصنع المعجزات ويحقق الإنتصارات رغم قلة الإمكانيات ورغم ما يمتلكه عدوه من أحدث أنواع الأسلحة الأمريكية والبريطانية
من أنت ياهذا ؟ ومن أنتم يا هؤلاء ؟ في مرات سابقة زٌرتَ جزيرة كمران والطائرات تحلق وترصد فوق رأسك ولم تبالي وقبلها في العيد زرتَ جبهة جيزان لتشارك المقاتلين أعيادهم في الجبهات.. لماذا غيرك من الزعماء يخافون على حياتهم ويتمسكون بها وأنت تشارك المقاتلين حفلات تخرجهم وتشارك الأبطال جبهاتهم ولا تشعر بفرق بين حياتك وحياة أحد أفراد الجيش واللجان الذين تزورهم؟
هل يوجد رئيس أو زعيم بمستوى شجاعتك سوى معدودين على الأصابع ومعروفين أي منهج يتبعون ؟ وأي فكر يعتنقون وهو فكر أهل البيت عليهم السلام
ما إن تنتهي بمهمة في زيارة أو حضور مناورة أو ما شابه ذلك حتى تفاجئ خصومك بعمل جديد وهم لم يستفيقوا بعد من العمل السابق ولم ينتهوا بعد من جمع التفاسير والتحليلات عن أبعاد وأهداف الرسائل من الزيارة السابقة
ومن شدة تأثير تلك الزيارات والمناورات والعروض العسكرية للخريجين على نفسيات المرتزقة وأسيادهم حيث جعلت نفسياتهم في الحضيض والعكس حدث مع كل المجاهدين من في كل الجبهات فتُأثير تلك الزيارات ينعكس ايجابا على نفسيات المجاهدين ويزيدهم ثباتا وإيمانا ويرفع روحهم المعنوية والقتالية ويشعرون أن لا فرق بين حياتهم ولا حياة رئيسهم وقياداتهم وأن الجميع يقدم ويضحي من أجل هذا الوطن الغالي ولكل الأسباب التي أسلفتها ما لذي حدث ؟؟
حاولت المواقع الأجنبية التي تخدم العدوان أن تسرب أخبارا لتثبط من معنويات المجاهدين وتشعرهم أنهم يعيشون حالة انتصار وأن عدّوهم يبحث له عن مخرج من أمريكا ويطلب منها الوساطة بأن تنقذه من ورطة العدوان على اليمن بحسب ما ورد في موقع ميدل إيست آي البريطاني الذي يحاول تلميع صورة أمريكا من جهة وكأنها لاعلاقة لها بالعدوان ولا بإبن سلمان ويلبسها ثوب الوسيط لا غير ومن جهة أخرى لتجعل المجاهدين يعيشون حالة زهو وانتشاء ويركنون أن عدوهم بات يستنجد ويتوسل ليجد له مخرج لأنه كما يزعمون ضجر من العدوان وهذا بلاشك سيؤثر سلبا على أداء المقاتل دون أن يشعر .
لأن من يضعون مثل هذه الخطط الخبيثة تخصصوا في إدارات الحروب النفسية ويعرفون جيدا مدى تأثير مثل هذه الأخبار على النفسيات فعلينا الحذر الشديد في التعامل مع مثل هذه الأخبار التي ظاهرها أنها من مصلحتنا وتفيدنا وباطنها هو تثبيط للنفسيات وتدمير لها بشكل تدريجي وعلينا أن لا نساهم في إنتشارها بسطحية وبسذاجة معتقدين بهذا أننا نخدم المجاهدين ونرفع من معنوياتهم فالمعركة كما قالها السيد عبدالملك عدة مرات هي معركة وعي وكل ماحولنا من مؤشرات ودلالات تدل على أنه لا مؤشر لوقوف العدوان نهائيا بل بالعكس تماما لا زالوا يحشدون بكل قواهم دون يأس من معركتهم في اليمن رغم كل خسائرهم المادية والمعنوية لأنه وببساطة أمريكا واسرائيل هما من تديرا العدوان على اليمن ودون أن تخسرا أموالا فمعروف من هو الممول والبقرة الحلوب فالممول عربي والمفكر صهيوني ولن توقفهم سوى القوة وتطوير ذواتنا والنفس الطويل الذي تحدث عنه السيد القائد في بداية العدوان والآن أدركوه ولمسوا معانيه بعد عامين ونصف من العدوان فما علينا جميعا كشعب يمني مقاوم ومدافع عن نفسه سوى الإلتفاف حول قيادتنا ومضاعفة جهودنا ومزيد من الصبر والوعي والفرج والخير قادمان بإذن الله