الجديد برس : رأي
عبدالفتاح حيدرة – كاتب صحفي
يتحدث الكثير هذه الايام مغازلا حزب الاصلاح والاخوان المسلمين والمرتزقه والخونه والعملاء للعودة من أجل المشاركة السياسية وتجنيب اليمن الحرب ، ان هذه الدعوات ليست سوى مشاريع خسيسة كل هدفها ومن الآخر هو أخراج السعودية من جريمة العدوان على اليمن وتدميرة وحصاره، وتحويل كل ما قام به العدوان السعودي إلى حرب داخليه بين الاصلاح والحوثيين او بين الاصلاح والمؤتمريين او بين الحوثيين والمؤتمريين..
نقول لاصحاب هذه الدعوات اللطيفه، ان العدوان السعودي على اليمن لابد ان يتحمل مسئوليته السعوديه وحلفائها، وان يعترفوا بذلك ويلتزموا بالتعويض لما اقترفوه، اما محاولات أخراجهم بماء الوجه وتحويل الحرب والدمار إلى حرب داخليه فهذا هو المستحيل بعينه، والذي لن يرضى به اي يمني..
يحاول الاخوان المسلمون والمرتزقه والخونه والعملاء العودة للحياة السياسية بعد خراب مالطا، وبعد ان دمروا اليمن وجرحوا كل اليمنيين، وبعد ان فقدوا دعم قطر وعلى وشك فقدان الدعم السعودي، المصيبة الأكبر ليست في محاولات هؤلاء، بل في المتابعين والمروجين له..
على شاكلة الاخوان المسلمون و من تطبع بطباع الإخوان المسلمون ولم يعد يستطيع حتى أن يحلم بدولة يمنية حديثه حرة مستقله، ولكنه سيتخدم كل تلك المصطلحات للوصول للسلطة والحكم فقط ، بنظام ومنهجية جماعة الاخوان المسلمون الذين لا يرون سوى الجماعة ومصلحتها، بكاؤهم للجماعة وفرحهم أيضا، لا يؤمنون بالدولة الحديثة، ولا بالديمقراطية، الديمقراطية عندهم هي صناديق اقتراع تأخذهم نحو السلطة لا أكثر، ثم بعد ذلك ينقلبون عليها ويرمون بسلمها في أقرب صندوق انتخابات قد حولوه لصندوق قمامة..
على الجميع أن يراجع مواقف هذه الجماعة ومن تطبع بطباعها ، تحالفوا مع كل من تصارعوا معهم بعد ذلك، تحالفوا مع الارهاب السعودي و القطري قبل أن يمارسوا إرهابهم ضد انظمة الدول التابعه اصلا لسياسة دولة ومملكة الارهاب ، تحالفوا مع نظام صالح ضد الحياة السياسية بأكملها، ثم بعد ذلك مارسوا إرهابهم عليه وعلى نظامه ورجاله، تحالفوا مع اليسار اليمني لاسقاط نظام صالح، فذهبوا لجلب تحالف دولي لإسقاط اليسار والمؤتمر اليمن والدولة والجيش والشعب ..
ان هذه النوعية لا يفهمون سوى لغة الصفقات لصالح الجماعة لا لصالح الوطن والمواطن، لأنهم لا يؤمنون بهم، وفي النهاية يخرجون خاسرين، ويطالبون الجميع أن يتعاطفوا معهم، يطالبون ضحاياهم أن يقفوا بجانبهم باسم الوطنية والإنسانية والتي لا يعرفونها، يطالبون اليسار اليمني ومن خسروا الحياة السياسية بعد حرب 94م أن يتعاطفوا معهم، يطالبون الحوثيين ورجال الجيش والصحفيين ممن تركوهم فريسة للاغتيالات وغيره بعد ثورة 2011م أن يتعاطفوا معهم، يطالبون المؤتمريين والحوثيين ومن صدّعوا رؤوسهم بآية (موتوا بغيظكم) أن يتعاطفوا معهم..
الكارثي أن كل هؤلاء يتعاطفون بالفعل معهم، ويكررون نفس الأخطاء، دون أن يعلموا أن الإخوان لا يرونهم، وأنهم مجرد دمى يوظفونها لخدمة قضية الجماعة لا أكثر، الجماعة التي ولائها للرئيس أردوغان ووطنها هو تركيا واموالها واستثماراتها في البنوك الاسلاميه التابعه للتنظيم العالمي ..
أيها المتعاطفون والمتطبعون بطبائع الاخوان المسلمين، عن أي دولة حديثة تطالبون الان بمشاركة المرتزقة والخونة والعملاء فيها، انكم تروجون لدولة بدون كرامة وبدون سيادة وبدون استقلال ومفتته ومقسمه وترزح تحت الاحتلال السعودي الاماراتي، دولة لا تنطوي على مبادئ قوة القانون، دوله تحكمها اللوبيات و الدولة العميقة ( الدولة الخفية ) و المخابرات ( الذراع السري التنفيذي ) و النخبة المتنفذة، وكل الفئات التي تعمل سرا ضد القانون لاعتراض القوى الشعبية والوطنية، و قطع الطريق عليها للوصول للدولة اليمنية الحديثه، الدولة اليمنية المنتصرة على العدو السعودي، الدولة اليمنية التي استعادت كرامتها وسيادتها واستقلالها ووحدت أراضيها ، دولة المؤسسات التي تتكلم بقوة القانون و تؤمن بالمساواة و ترعى حقوق المواطنة الكريمه، حيث الجميع سواسية كيفما كان عرقهم و جنسهم ودينهم و ان كانوا اغلبية او اقلية..
يا أيها المتعاطفون والمتطبعون بطبائع الاخوان المسلمين، انتم مكشوفين أكثر من الاخوان، وما عليكم الا ان تختفوا وتدفنوا رؤوسكم وتخرسوا، لان الصحيح الان هو هزيمة وتأديب العدو السعودي واعترافه بالعدوان على اليمن وبجرائمه على الشعب اليمني وإلتزامه بالتعويض..
بعد هذا من حق الجميع المشاركة في الحياة السياسية، لكن بشروط، من بين هذه الشروط أن يؤمن بالدولة الحديثة المتعارف عليها، والتي ترتكز بالأساس على فكرة الحرية والاستقلال والسيادة والمواطنة، أي أن جميع المواطنين سواء، ومن حقهم أن يشغلوا كل المناصب في الدولة، بدءا من أصغر الوظائف وصولا إلى رئاسة الجمهورية، دون تمييز على أساس الدين أو الجنس أو العرق..
هذه هي أبجديات الممارسة السياسية في دولة يمنية حديثة، إما أن تؤمنوا بها إيمانا تاما وتحافظوا عليها، أو لا حق لكم في الممارسة السياسية، لأنها لن تكون ممارسة سياسية بقدر ما ستكون انتهازية من أجل بلوغ السلطة لا أكثر ولا أقل ، ثم ستنقلبوا بعد ذلك على هذه الثوابت ، والخاسر في النهاية سيكون هو الوطن والمواطن اليمني والحياة السياسية والوطنية ..