الجديد برس – تحليل: عبدالجبار الحاج
اثناء سقوط العصيمات في احداث عمران 2014 وجدت في جراش ارضي يتبع الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر سيارة فلكس فاجن كانت تلك سيارة متواضعة تتبع الرئيس اليمني الشهيد المقتول ابراهيم الحمدي واخذت الى هناك محاولة منها لتخفي احد اثار الجريمة. ..
وفي بداية عام 2014 عندما دخل مقاتلون الى جزيرة ميون كانت هنا ك قاعدة فرنسية يعود تاريخها الى منتصف التسعينات حين طلبت فرنسا ولم يرد لها طلبا من الرئيس (الكريم !! صالح )
وعن التواجد كشف الصحفي والمؤرخ السياسي محمد حسنين هيكل عن التواجد الاسرائيلي في تلك الفترة ويمتد لفترة طويلة قبلا .وولم يتجراء احد بالرد والنفي .
هكذا تبداء مشاهد جريمة عظمى في اغتيال الحمدي واخيه ورفاقه قناف زهرة واخرون وبالجرم المشهود على احدى المنازل التابعة لادوات الجريمة البشعة .
جرى استقدام فتاتين فرنسيتين بواسطة عناصر يمنية في احياء فرنسا وعناصر استخبارية من سفارة اليمن بباريس كانت بضمن الدور بالعملية . واستدرجتا الفتاتين الى المجئ الى اليمن باغراء مغالي الثمن ومن بين المنفذين لمهمة استدراجهما انذاك يمنيون احياء بيننا اليوم ..
وجرى ذلك بعلم وغطاء استخباراتي فرنسي منذ لحظة الاستقدام حتى لحظة تسوية الجريمة على نحو تغض فيه فرنسا عن مقتل فتاتيها مقابل تلبية مطالب فرنسية ..
بعضها معلوم وبعضها ستكشفه الايام
ماهي الجريمة ولماذا وما دور ال سعود ومن هم ادواتها في اليمن ؟!
قبل ايام تسائل وكتب الصديق عبدالملك في معرض التذكير بجريمة مقتل الحمدي قائلا:
لن ترضى عنكم السعودية ما دمتم احرارا ،ومن سعى لتشويه الحمدي بحكاية الراقصتين سيخترع الاف الحكايات لتشويهكم .
هل يتوقع اي يمني امكانية ان تتم عملية التغيير في اليمن وتحرير تراب ومياه وسماء اليمن فضلا عن القرار السياسي من الوصاية الاجنبية واعادة بناء الثورة والدولة دون ان تصطدم بالسعودية وادواتها في اليمن ..
بهذه الفقرة المقتسبة من مقالة صديقي ع.العجري كانت هي رواية تناقلها اليمنيون منذ اليوم التالي للجريمة وتناولها كثيرون ممن كانوا قريبين من الحمدي وكتبوا وتداولها الصور والوثائق وكلها توجز مشهد جريمة مقتل الحمدي ..
وهي توصف درجة السُّلم الذي صعد اليه عسكري من مفرق المخاء ليس من هم له اذاك الا كيف واين يطارد غرائز الكيف اليومي ليغدو وبارادة سعود فقط وليس من تاريخ له او سجية واحدة تكفي لنيل الموقع .
(عندما تبنى الشهيد الحمدي حركة التصحيح لم تكتف السعودية واذرعتها في اليمن بقتله بل سعو الى تشويهه والنسل من سمعته وبنذالة عجيبة فاستقدموا راقصتين فرنسيتين والقوهم مع الحمدي واخيه ورفاق منهم قناف زهرة الذي صفي بطريقة ومكان اخر وداخل مبنى رسمي رفيع و
ففي شقة وبجانبهم زجاجات خمر فارغة ووضعوهم في مشهد يوحي بانه انتحار في حفلة رقص وسكر .
نفس السيناريو قد يتكرر .
وما 24 اغسطس الان وهذا العام الا بوابة ذات طابع شعبي لشرعنة مبادرة مجلس النواب الخيانية الشهر الماضي
لقد (عملت السعودية واذرعها والدولة العميقة في اليمن لافتعال كل العراقيل لإعاقة اي توجه وطني جاد في اليمن من شانه رفع الوصاية الاجنبة ,وشنت حربا مجنونة من اجل ذلك ولم تدخر وسيلة لتشويه
ومن دبر حكاية الراقصات لتشويه الشهيد الحمدي لن يمنعه لا دين ولا ضمير ولا وطنية من عمل اي شيء لتشويهه بل الحروب المباشرة كلما فشلت سياسيا لاتتردد في مراحل متعددة من التاريخ لتكون وشيلة لتنفيذ مطامعها . وفي كل مرة دائما ما تحرك اصابعها المنفذة وتقدمها للسلطة حين تتحول الى راعية سلام او داعية مصالحة وطنية عام 70 او حدث عقب حصار السبعين وانقلاب نوفمبر 67 وتصفية الفصيل الثوري الجمهوري والاتيان بسلطة يمنية مرتهنة .
حدثت متغيرات هائلة في تركيبة السلطة في صنعاء عقب مجئ الحمدي على راس حركة 13 يونيو التصحيحية ومست ما اعتبرته ال سعود تعطيلا وضربا لعمودها الفقري اذ توارى شيخ حاشد كرأس للنفوذ السعودي المشائخي الى الهامش و بعيدا عن موقع القرار الرسمي منذ 74 وطالت التغييرات والاجراءات البيضاء التي نفذها الحمدي مستويات عسكرية كبيرة اذ الغى الرتب العسكرية من رتبة مقدم واعلى وطبقها على نفسه ..
لان في ذلك ما يثقل الدولة بميزانية لاتحتمل وما عليها من رواتب وعلاوات ومكافأت ونفقات صارت انما طا صاروا يتميزون بها كبار الضباط باعتبارهم من علية القوم في السكن والانفاق فارقا كبيرا من خزينة الدولة وكانت ال سعود هي الاخرى ترى في الغاء الامتيازات وفوراق الطبقات ولو باجراءات الحد الادنى .تراها استهدافا لبيئتها الساسية ركائزها الاحتياطية في اليمن .
على صعيد اخر ، كانت الاستعدادات جارية للقاء تاريخي لقيادتي شطري اليمن المنسجمتان انذاك ومزاجها الوطني بالغا ذروته في كل وفي مختلف القضايا اليمنية المطروحة انذاك . فلما كانت احتفالات ذكرى اكتوبر في الجنوب من العام 77 وكانت مطروحة على طاولة القمة اليمنية المزمعه بعدن بعد ايام وعلى بساط البحث والابرام ..
تسابق ابطال الجريمة المتسابقون على نيل جائزة ال سعود ..
ففي يوم 11 اكتوبر 77 نفذت اياد الحقد السعودي الاسود في تحضير وتنفيذ لجريمة كبرى لا تستهدف الرىيس اليمني المحبوب ، بل كانت تهدف الى تصفية الانجاز الوطني المتراكم واهمه تصفية مقررات قمة البحر الاحمر واجهاض مشاريع كبرى ستعلن من عدن بعد ايام فكان التوقيت بالغ الدلالة في يوم ربما كان طالع السعد اليمني القائم والقادم ..
وصار لاول مرة هدف ثورة سبتمبر في بناء مجتمع تعاوني ديمقراطي حاضرا بنشاط يومي في واقع وحيز الفعل وسادت اليمن وغطت ومدنها الاف لجان التعاوني الاهلي قاطعة اشواطا كبيرة في انجاز المدارس والطرقات من نفقات الاهالي وتبرعاتهم وعرقهم وكدهم وبلغت مكانة التعاونيات مكانة مرموقة يقاس بها البارزون اجتماعيا ما جعل الكثير يتنافسون على التضحية في ميدانيها الشعبي .
كانت اليمن بقيادتها الوطنية شمالا وجنوبا وبمشاركة الدول المطلة قد انجزت لتوها وحسمت في موضوعات السيادة بل ومجال اليمن في لامن القومي في وضع البحر الاحمر . ومن خلال مؤتمر كرس لهذا التوجه وانعقد في مدينة تعز 77
و قد وجدت دوائر الغرب الامبريالي وادواتها الرجعية العربية المغروسة في جزيرة العرب ..في قرارات مؤتمر البحر الاحمر ومنها فرنسا ذات القواعد القريبة في زاية صغيرة من القرن الافريقي وجدت تهديدا يقلص من نفوذها في قواعد جبوتي والتي من خلاله لعا حضورها عبر مضيق المندب الواقع بين دولتي اليمن وجبوتي .
كانت اليمن وباكستان في العام 77 محطتان و مناطق تحضير مختلفة الادوار ومكملة لبعضها ولحروب ستتكفل الباكستان عبر حدوده الواسعة بيد وجود الحمدي في اليمن رئيسا وفي الباكستان ذو الفقار على بوتو رئيسا لحكومة الباكستان يشكلان عقبات في خارطة المشروع المعد لافغانستان .
فكان ان جرى الاطاحة على رئيس وزراء الباكستان المنتخب عبر انقلاب نفذه وجرى اعدامه بقرار سعودي رغم اعتراض دول العالم ومنها الكبرى .
في اليمن توالت اضطرابات كرسي الرئاسة لتاتي بطريقة مريبة بصالح الى رئاسة البلد .
سارع نظاما اليمن والباكستان القادمان من انقلابان دمويان بتوقيت واحد وراحا ينفذان مشروعهما ..
بداء كل من صالح وضياء الخق منذ 77 / 78 تنفيذ الجزء الخاص في حروب افغانستان التي لم تنته حتى اللحظة .
منذ تلك اللحظات ..في اليمن اتسعت عمليات تجنيد الوية التطرف وفي ارسالها الى الباكستان والتي ستعد لارسالها لافغانستان قبل تدخل السوفيت بسنوات
وهناك اعداد وبناء المعسكرات في القرب من حدود افغانستان ومن ثم كانت تلك التحركات بعلم السوفيت الذي فطنت له استخبارات السوفيت وجملة من الاحداث وقفت خلفها ونفذتها الالوية المتطرفة ما دفع السوفيت اضطرارا عقب ذلك بسنوات للتدخل في افغانستان ولكن بناء على طلب من حكومة كابول الثورية انذاك والتي كانت هي هدف امريكا الممول سعوديا وخليجيا ..
جرت منذ ذلك اليوم وفي مشهد تصفية رجلين عظيمين في الباكستان واليمن لمهمات امريكية ستتولى السعودية التمويل والتنفيذ لحلقات منها وتتبعها كل الانظمة الرجعية العربية توالت على المهمة. دول الخليج كافة وحشد سادات مصر اخوانه لذلك ..وتوجها بزيارة القدس وتوقيع كامب ديفيد .
من اليمن وبفضل صالح صعد نجم الاخوان وظهر الزنداني وامثاله واتسعت دائرة انشا معاهد الاخوان ..وتقاطرت طوابير التطرف الى باكستان وسنراها بعد فترات وجيزة في ساحات باكستان واليمن لا خول ولا قوة الا لها ..
كما اعقب انقلاب ضياء الحق الرجعي بباكستان شهدت السحون والمعتقلات وتحولت الملاعب الى سجون لمئات الالا لف وتعرض حزب الشعب الباكستاني الذي تزعمه الشهيد بوتو وجناحه الشيوعي لعملية تطهير وابادة سقط منهم مئات الالاف ..ولمن شاء تفاصيل اكثر عن محازر ضياء الحق والاخوان في باكستان العودة لكتاب مذكرات وسيرة بناظير بوتو رئسة وزراء اغتيلت على يد ذات الفريق المغتصب للحكم بباكستان ..
وفي اليمن وصل صالح الى رئاسة البلد في ظل كراهية شعبية جراء انكشاف جريمته لشعبه .وجراء هذا الرفض الشعبي . تفجرت الاوضاع في مناطق الوسط جراء شروع صالح بتسليم الاخوان اهم الاجهزة الامنية مقابل تصفية اليسار وليس غريبا ان اليدومي رئيس الاصلاح لان رئيسا لشعبة التعذيب فيماكان يسمى بالامن الوطني .
حتى انه في احد اسابيع عام 79 شهدت تعز في عهد مدير امنها الوطني حميد الصاحب اعتقال الالاف لمجرد وشاية اخوانية ..حيث كانت يومها تعطى الدرجات والرتب والمكانات لكل اخواني يبلغ او يقبض عليه بتهمة يسارية مع ان معظم المعتقلون حينذاك عرفت عنهم برائتهم من اي انتماء سياسي .
لقد امتلات السجون بالمعتقلات ونقلوا المعتقلين يومها من تعز الى مناطق وجزر بعيدة بعد ان فاضت بهم السجون ومنها كما عرفت شخصيا ولاحقا جزر كمران وجزر اخرى ..
كانت اول مهمة حربية لتفجير الحرب مع جيش اليمني الجنوبي في عهد رئاسة صالح وانفجرت فعلا ولما ايقن صالح من هزيمته في الحرب واحكام قبضة الجبهة الوطنية الديمقراطية سارع لتوسل الكويت للتدخل وحصلت في عاصمتها حينذاك في العام 80 قمة الكويت ضمت الرئيس المناضل عبدالفتاح إسماعيل
وعلي صالح . ونجى منها بكرم سياسي من قبل الرئيس فتاح الذي رفض يومها اسقاط صنعاء او اقامة الوحدة على دماء …..
لم يتورع صالح عن تنفيذ مخططات ال سعود فقد بلغ به السلوك المنافي لكل تقاليد واصول الصراع واخلاقياتها وقوانينها فغدر وقتل رسل الحوار …
ولم ينجو ممثلي الحوار من قبل الجبهة الوطنية الديمقراطية بموجب اتفاقات قمة الكويت 80 مع سلطة صالح بصنعاء بلغ به الغدر كسلوك وهابي حد تنفيذ عمليات الغدر والقتل برسل التفاوض وما حادثة اغتيال الشهيد عبدالسلام الدميني واخويه في نقيل يسلح عام 81 وفي فترات اخرى شخصيات اخرى الا نموذج سياسات سعود .
لم يكن الحوار الوطني حينذاك الا واحدة من كذبات كل حوار تقف خلفه ال سعود ، ولم يسفر الا عن وثيقة ما سمي بالميثاق الوطني وهي انشائية تعليمية اكثر منها اي شى اخر .. ومنذ اللحظة التي تشكل منها المؤتمر الشعبي في اعلانه رسميا 24 اغسطس 82 لم يكن الا بمثابة وعاء سياسي لجماعة الاخوان المسلمين الذين باتوا حتى هذا التاريخ ليسوا مجرد شركاء بل كانوا الحزب الحاكم بغطاء صالح ..
فالوهابية السياسية هي القوة التي باتت تسيطر على اجهزة الحكم الامنية والعسكرية ولم يكن ليتسع المؤتمر الا لتلك القوى الوافدة من ذات المشارب الدينية الفكرية القابلة لمشاريع سعود او تلك الطبقة المشائخية المستحدثة النعمة للتو مع تطهير كل توجه مشائخي وطني. كان باقيا حتى ذاك الوقت .
اخذت مؤسسات الدولة تتحلل يوما بعد يوم من دورها وشروطها ووظائفها التي كانت تتماسس وتترسخ حديثا ايام الحمدي القليلة في قيادة البلد ووفقا لاهواء الطبقة الجديدة المتاخية بين طبقة الفساد والرشوة ونهب الاراضي وممتلكات الدولة والامتيازات ومن يخظى بثقة الاخوان وصالح وحده يصعد اعلى السلم بطرفة عين .
فتحت مناهج التعليم على مصراعيها ليصبح المنهج والمدرس هو صناعة اخوانية وهابية ومعاهد خاصة بل ومعسكرات خاصة.
عادت نفوذ الطبقة المشائخية الطفيلة الحديثة النعمة و اتسعت دوائر الفساد وظواهر الرشوة تتفشى كالنار في الهشيم بل كان ممارسوا تلك الظواهر يحظون ويقربون ويعتلون سريعا المناصب ..
ولم يكن لصالح من نصير يمني واحد ..الا من دعم السفارة السعودية وملحقها العسكري. ودارت عليه كل اسباب وعوامل السقوط جراء المقت الشعبي له فتدفقت خبرات وقوافل من اجهزة امن ومخابرات عربية اولها من الاردن لوقايته من السقوط الوشيك ولحماية الرئيس الوافد والغريب على السياسة ناهيك عن منصب الرئأسة في اليمن .
وسنواصل قراء المشهد منذ 24 اغسطس 82 حتى اللحظة الراهنة لنكشف تاريخ لا يعلم منه جل المتحزبون شيئا
وإلا لغيروا وجهتم من قراءة صفحة واحدة من تاريخ يوم واحد من التاريخ الاثم ..
ونتابع ..