الجديد برس : رأي
محسن الجمال – كاتب صحفي
المشروع القرآني يصنع رجال لا دجاج, ومواقف رجالها وأبطالها المشرفة في مقارعة العدوان الأمريكي السعودي في كافة الميادين سيخلد التاريخ أسماؤهم في أنصع صفحاته المشرقة, وهاهم في طليعة النسق الأول للتصدي للعدوان.
وكلما حاول الأقزام تشويه صورهم لدى المجتمع وشيطنتهم وشن الحملات الإعلامية التشويهية المغرضة للنيل منهم إلا أنهم في واقع الحال كعود زاده الإحراق طيبا.
وعندما أتحدث عن أنموذج واحد من رجال قادة أنصارالله فأنا أتحدث عن رأس الحربة”محمد عبد السلام” السهم السام الذي استطاع بحنكته قوقعة الأعداء على طاولة المفاوضات, وسفير الإسلام والسلام لليمنيين الذي صنع الانتصار السياسي المشرق للوطن والشعب وانتصر حتما للقضية العادلة ولمظلومية الشعب اليمني لأكثر من عامين.
وأمام هذه القامة الوطنية الباسقة عمدت بعض القوى المأزومة التي تسترت بقناع الوطنية في الداخل إلى غربانها السوداء وأبواقها للنيل من سفير الحرب والسلام لتنبعث من صفحات هذا القطيع روائح نتنة للتشكيك والتخوين وإطلاق وابلا من الشتائم والافتراءات محاولة خداع الشعب اليمني فيما يخص” اتفاقيات ظهران الجنوب” واللعب على هذه الورقة بنار هادئة ورمي التهمة على أنصار الله وكأن أعضاء المؤتمر لم يكن أحد منهم في تلك المفاوضات.
ولكن ما كشف عنه قائد الوفد الوطني التفاوضي أمام حكماء وعقلاء اليمن بشفافية تامة جعلت البعض يدور ويلف مائة وخمسين لفة ودورة ويضرب أخماس في أسداس ويعيد حساباته الخاطئة التي قذف بها مجازفة أنصار الله دون علم او وعي او إدراك , بل ان ما كشف عنه عبد السلام حير الجميع وألجمت وأخرصت مكاشفته جميع الألسن والأفواه, وعرت سفهاء الأحلام الذين يتقافزون كالضفادع لصنع انتصارات وهمية وسرعان ما تتلاشى لأن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس فيمكث في الأرض .
وأنا لا أتحدث هنا عن مثل هذه الشخصيات كشخصيات وإن تحدثنا عنهم فلن نفي بحقهم وسنظلمهم بالتأكيد, إنما أتحدث عن موافقهم الرجولية ليعرف البعض من خلالها سبيل الرشد من الغي, وليدرك الجميع حجم المؤامرة التي ذابت أمام صلابتهم وتحملوا العبء واستشعروا عظم المسؤولية.
إيمان هذا الرجل كشف أقنعة الكثير وذابت أمام شخصيته أوهام الجبناء, وعندما أتكلم عن مايسترو الدبلوماسية اليمنية أتكلم عن هذا الشخص الذي وقف أمام السفير الأمريكي موقف العزة والإباء, بعد تهديد السفير الأمريكي لهم في إحدى جلسات المفاوضات وركز له بين اثنتين إما التوقيع على بعض الاتفاقيات والرضوخ والاستسلام بها, او الضغط على الورقة الاقتصادية ونقل البنك المركزي فقال له عبد السلام بمنطق القرآن الكريم والحق المبين كما قال أولئك المستضعفين لفرعون اللعين” اقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا”.
وهنا يعجز لساني وبياني عن التعبير عن هذا الموقف ولكن أقول ماذا عسى العالم أن يعمل برجال حملوا أرواحهم على أكفهم تحت قيادة أبو جبريل ولسان حالهم ومنطقهم أمام الأعداء وجها لوجه ” أتهددوننا بالموت يا أبناء الطلقاء..إن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة هيهات منا الذلة.