الجديد برس : خاص
ترجمة / أحمد عبدالرحمن قحطان
نشر مركز أبحاث “قلوبال ريسرش” العلمي الذي يعتبر منظمة بحثية وإعلامية مستقلة يقع مقرها في مونتريال – كندا، ويعمل المركز أيضاً كوحدة بحثية مختصة بالقضايا الاقتصادية والجيوسياسية الهامة جداً، تقريراً أعده الناشط والكاتب “براندون توربيفيل” وهو أحد أشهر الكُتّاب من فلورنسا، ولاية كارولينا الجنوبية، وهو مؤلف سبعة كتب أهمها وأشهرها (الطريق إلى دمشق – الاعتداء الأنجلو-أمريكي على سوريا – الدستور الغذائي)، وقد نشر الكاتب “توربيفيل” أكثر من 700 مقالة تناول فيها مجموعة واسعة من المواضيع بما في ذلك الصحة والاقتصاد والحرب والفساد الحكومي والحريات المدنية، وقد نُشر التقرير تحت عنوان :
(وثائق مسربة تكشف كيف شحنت الولايات المتحدة ودول الخليج الأسلحة للإرهابيين تحت غطاء الرحلات الدبلوماسية)
إليكم ما جاء فيه :
كشف تقرير أعدته الصحفية البلغارية “ديليانا غايتاندزيفا” نشر تحت عنوان (350 رحلة دبلوماسية تحمل أسلحة للإرهابيين) الغطاء عن برنامج سري لتقديم أسلحة للإرهابيين في العراق وسوريا وكذلك الميلشيات المُعادية للحوثيين في اليمن.
ويدعي تقرير “غايتاندزيفا” أن الوثائق التي سُربت لها من قبل مصادر مجهولة تبين أن شركة الطيران الأذربيجانية “سيلك واي” تم التعاقد معه من قبل شركات في الولايات المتحدة وإسرائيل ودول البلقان، وصولاً الى جيوش المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحتى قوات العمليات الخاصة الأمريكية .
كما كشفت تقارير “غايتاندزيفا” الميدانية أيضاً العديد من الأسلحة المتعلقة بهذه التجارة السرية في حلب بعد أن سافرت بنفسها الى هناك للتحقيق في هذه القصة.
وعلى الرغم من أن تقرير “غايتاندزيفا” قد نُشر منذ شهر واحد من الأن، الا أنها جذبت اهتماماً أكبر في وسائل الإعلام البديلة بعد أن كشفت التقارير بأنه تم استجوابها لاحقاً من قبل أجهزة الاستخبارات البلغارية وبعد ذلك تم طردها من صحيفتها بسبب هذه القصة.
وذكرت “جايتاندزيفا” في تقريرها بأن ما لا يقل عن 350 رحلة دبلوماسية قامت بها شركة “سيلك واي ايرلاينز” وهى شركة تديرها دولة أذربيجان، قد نقلت أسلحة في جميع انحاء العالم وتحديداً الى مناطق الحروب المختلفة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقد كتبت أن الطائرات حملت “عشرات الأطنان من الأسلحة الثقيلة والذخيرة إلى الإرهابيين تحت غطاء الرحلات الدبلوماسية”.
وتقول “غايتاندزيفا” أن الوثائق التي تدين شركة “سيلك واي ايرلاينز” الجوية قد أرسلت اليها عن طريق “تويتر” من قبل مجهول بلغاري.
ويفيد التقرير بأن الوثائق تتضمن مراسلات بين وزارة الخارجية البلغارية وسفارة أذربيجان في بلغاريا.
كما تشمل الوثائق المرفقة طلبات مرور فوق وهبوط في بلغاريا والعديد من البلدان الأخرى في أوروبا، إضافة الى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا.
ووفقا “لجايتاندزيفا”، تظهر الوثائق بأن شركة “سيلك واي أيرلاينز” الجوية تقدم رحلات دبلوماسية للشركات الخاصة ومصنعي الأسلحة في إسرائيل ودول البلقان والولايات المتحدة وكذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إضافة الى والجيش الأمريكي وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية (أوسوكوم).
كما عرضت الشركة خدماتها الى الجيشين الألماني والدنماركي لمساعدتهما في افغانستان، وعرضت خدماتها على السويد أيضاً للمساعدة في العراق.
ووفقاً “لجايتاندزيفا”، فقد تم استخدام غطاء الرحلات الدبلوماسية لأنها معفاة من الشيكات والضرائب، وفواتير الطيران، ولهذا السبب، ذكرت التقارير أن طائرات شركة “سيلك واي” نقلت “مئات الأطنان من الأسلحة إلى مواقع مختلفة في جميع أنحاء العالم دون أي ضوابط” وبالمجان.
ويذكر التقرير بأن الطائرات كانت تقوم بوقفات تصل مدتها من بضع ساعات إلى يوم كامل دون سبب منطقي، ويعتقد بأن تلك الوقفات كانت لغرض الإصلاح والتزود بالوقود، وما إلى ذلك، مما يقدم دليلاً إضافيا على أن الطائرات كانت بالفعل تشحن الأسلحة كمهمة أساسية.
وتذكر الصحفية “جايتاندزيفا” أنه ووفقاً للوثائق التي تلقتها فأن وزارة الخارجية الأذربيجانية أرسلت تعليمات إلى سفاراتها في بلغاريا ودول أوروبية أخرى ارساليات تطالب فيها بالحصول على تصريح دبلوماسي لرحلات شركة “سيلك واي ايرلاينز”، وبعد ذلك قامت سفارات أذربيجان بأرسال مذكرات دبلوماسية الى وزارة الخارجية في الدول المضيفة لطلب الاعفاء، ومن ثم تقوم وزارة الخارجية في الدولة المضيفة بإرسال مُذكرة موقعة من سلطات الطيران المدني المحلية تمنح فيها الاعفاء الضروري لنقل البضائع الخطرة جواً.
وتضمنت هذه الطلبات، وفقا للوثائق والتقرير، معلومات عن نوع وكمية البضائع الموجودة على متن الرحلات، على أنها “أسلحة ثقيلة وذخائر”.
وقد كتبت ” جايتاندزيفا” أيضاً :
“قامت السلطات المسؤولة في العديد من البلدان مثل (بلغاريا وصربيا ورومانيا والجمهورية التشيكية وهنغاريا وسلوفاكيا وبولندا وتركيا وألمانيا والمملكة المتحدة واليونان، وما إلى ذلك) بغض الطرف والسماح للرحلات الدبلوماسية بنقل أطنان من الأسلحة عبر الطائرات المدنية لتلبية الاحتياجات العسكرية”.
ارتباط الولايات المتحدة
يبدو أن العملاء الرئيسيين لبرنامج “رحلات الأسلحة الجوية ” هي شركات أمريكية تقدم الأسلحة إلى القيادة العسكرية وقيادة العمليات الخاصة.
وبالرغم من ذلك، وفي الحالات التي تناولتها “جايتاندزيفا”، فإن جميع الأسلحة التي تم نقلها هي أسلحة “لا تطابق المعايير”، وهو ما يعني بأنها من تلك الأسلحة التي لا تستخدم من قبل الجيش الأمريكي أو قوات العمليات الخاصة.
ووفقاً ل “سجل العقود الاتحادية”، فقد تم منح الشركات الأمريكية عقود بقيمة مليار دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية في إطار برنامج “إمدادات الأسلحة غير الأمريكية”.
ووفقا للوثائق التي قامت “جايتانزيفا” بتحليلها، فقد استخدمت جميع هذه الشركات خطوط طيران “سيلك واي ايرلاينز” لنقل الأسلحة، وفي بعض الحالات التي كانت فيها “سيلك واي ايرلاينز” مشغولة جداً لاستيعاب عمليات الشحن والنقل هذه، فقد استخدمت طائرات سلاح الجو الأذربيجاني لنقل الأسلحة.
ارتباط السعودية
الولايات المتحدة ليست بأي حال من الأحوال الراعي الوحيد لشركة “سيلك واي ايرلاينز” التي توفر الغطاء الدبلوماسي في مجال نقل الأسلحة، فقد كان هناك 23 رحلة دبلوماسية تحمل اسلحة من بلغاريا وصربيا واذربيجان الى الرياض وجدة وفقا لتحقيقات “جايتانزييفا”.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المملكة العربية السعودية من الواضح أنها لم تشتري هذه الأسلحة لنفسها، لأن السعودية لا تستخدم سوى الأسلحة الغربية.
ويبدو واضحا أنه وفي حالة كانت هذه الوثائق دقيقة، فإن هذه الأسلحة هي تلك التي يتم شحنها وتحويلها للإرهابيين في سوريا واليمن، كما تقدم المملكة العربية السعودية أسلحة إلى الجنوب الأفريقي حيث تنتشر الحروب الأهلية وأمراء الحرب والإرهابيون بسبب الكميات الهائلة من الثروات الطبيعية في تلك المنطقة.
ارتباط الإمارات العربية المتحدة
الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى تستخدم الأسلحة الغربية لجيشها، بيد أنها هي الأخرى كانت تشتري الأسلحة الغير مطابقة للمعايير الغربية وتقوم فيما بعد بنقلها إلى طرف ثالث، حسبما كتبت “جايتانزيفا”.