الجديد برس : شعر
قصيدة قديمة للشاعر معاذ الجنيد يخاطب ابراهيم الحمدي على قبره
على ضريح حلمنا المشرق ذات صباح .. الشهيد / إبراهيم الحمدي :
حسبُ اعتقادي ..
أننا عشنا بما يكفي
بلا وطنٍ
فعُد يا أيها الوطن الجميلْ ..
حسبُ اعتقاد الأرض
أني جئتُ أرجو المستحيلْ ..
لكن هذا الواقِعُ المُرُّ الذي
سلَبت يداهُ الموطنَ الغالي
فعشنا دون أحلامٍ وآمالٍ
وأصبحنا يتامى الأرض
بعدكَ .. لم نجد وطناً بديلْ ..
فارجع إلينا أيها الزمن النبيل ..
حسبُ اعتقادكَ ..
أن وجهي غير مألوفٍ لديكْ !
طبعاً ..
لأني كنتُ خلف البِدء
حين أتيتنا كالحلم ثم تركتنا !
لكن أرضي كلما زادت مواجعها
تُطيّبُ جرحها
بحديثها دوماً تطير بنا إليكْ ..
الماءُ
والأشجارُ
والطرقاتُ
ودموعُ العجائزِ
والذقونُ البِيضُ لازالت تحدَّثُ عنكَ
عن يومٍ عرفنا صبحنا .. صبحاً
وأشرق عمرنا بضحاه
وابتسمت به اليمنُ الجريحةُ
في يديكْ ..
أنا واحدٌ ..
من بين من قُتِلوا
وذاقوا الموتَ في الأصلاب
يوم اغُتِيلَ قلبُكَ
والزمانُ أضاعَ حُلمهْ ..
أنا واحدٌ …
ممن بمقتلك احتسينا القهر
في الأصلاب غيباً ..
ثم كان مجيئنا عبثاً
مررنا عبر ظلماتٍ ثلاثٍ
كي نجيء لألف ظُلمةْ ..
والآن جئتكَ حاملاً وطناً
تُمَزِّقهُ العمالةُ والوصايا
الآن حان بأن تفاجئنا
وتخرج كي تلُمَّهْ ..
أدري بأني ما مددتُ يدي
على قبر ( ابن علوانٍ )
على عتبات أضرحة الأئمةْ ..
لكنها امتدت لعلمي
أن في هذا التراب
ينامُ تاريخٌ وأُمَّهْ ..
وطني الجميل هنا !
وإني جئتُ مشتاقاً
ومحتاجاً إليه
أتيتُ أحلم أن أضُمَّه ..
لا تلتفِتْ لأناقتي
وقميصيَ المكويِّ
تحسب أن هذا اليوم شكلي !!
أنا أشعثٌ
فوق احتمال عواصف الصحراء
مُغبرُّ الرموش ..
ممزقٌ فوق احتمال سيوف أهل الأرض
ألتحف الجراح
ولستُ منتعلاً على جمر المواجع
غير رجلي ..
لكنني أهتمُ في شكلي
بقدر المستطاع
إذا أتيتُ لكي أزورك
أو وقفتُ لكي أُصلِّي ..
أدري بأنك يا أبانا
يا أبي
في هذه اللحظات بللت الثرى
بالدمع مثلي ..
فمتى تعود
لشعبك المحتاج أن تأتيه
قُلْ لِيْ ..
14 / يوليو / 2011 م