الجديد برس : رأي
مالك المداني
سقوط طائرة “أباتشي” …!
أتدركون مالذي تعنيه هذه العبارة …!؟
تعني خسارة 100 مليون دولار في طرفة عين ..!
تعني الإطاحة بأقوى مروحية هجومية في العالم …!
تعني التغلب على أشد الأسلحة فتكاً في الترسانة العالمية ..!
تعني أنك قمت بتمزيق أحدى أكثر الأساطير الأمريكية قدسيةً وعظمة !
أسطورة ساهمت بشكل كبير في نسج صورة البعبع الأمريكي المخيف !
لقد قمت بفضح كذبة ظلوا يروجون لها سنين عدة ، وكشفت حيلة بُني عليها إقتصاد أعظم دولة على البسيطة وأسس بناءً عليها قواعد سطوة وسياسات بلدان وأنظمة حكم … وهيمنة … ونفوذ … وسيطرة !
لقد قُتل أكبر غيلان “العم سام” في اليمن ، غول لطالما اعتمد عليه لإفزاع أطفال وأقزام الحي إذا ما اسائوا التصرف في أحد الأيام !
وفُتح الباب أمام الكُتاب والرواة والمؤلفين والمنتجين لكتابة الروايات وتأليف القصص وصناعة الأفلام الملحمية الكبرى على غرار “بلاك هوك داون” و “سيد الخواتم” !
أن هذا الحدث يوازي قتل فيل أبرهة في مكة ! وجرح ملك فارس وزيف ألوهيته في معركة الثرموبايلي الأسطورية !!
لو لم نكن في اليمن لكان كفيل بهذا الخبر أن يشكل مصدر عيش وباب رزق للمحلليين والخبراء وصانعي التقارير لشهور عدة ، وأن يتصدر ترويسات الصحف العالمية وعناوين نشرات المساء على شاشات التلفاز !
هم يعرفون تماماً حجم خسارتهم الفادحة والخطر المحيط بهم وبسمعتهم التي باتت على شفير الهاوية ، هم يعانون كل ليلة بسبب هذا الكابوس المفزع !
ولكن أكثر مايرعبهم هو إعتيادنا “المريب” على هكذا أنتصارات ، أعتيادنا الذي يدع هكذا أحداث تمر علينا مرور الكرام دونما إلتفات أو اهتمام ،
قد يكون في نظر البعض منا نتيجة ” فشل وحماقة وقصورفي الوعي” …. نعم هو بالفعل كذلك !!
ولكن كونوا على يقين أنه في نظرهم ووفق حساباتهم ، أمر مخيف ومرعب يمنعهم من النوم ليلاً والتفكير نهاراً ..!
يمنعهم من التصرف بشكل طبيعي مع هكذا أحداث ويدفعهم إلى معاقرة الشراب والخمور هرباً من مأزقهم المميت !
في الواقع أن هذه الحرب ستطول ، أو على الأقل هم لايريدونها أن تتوقف ، إلا بعد أن نتوقف عن أعتياد الإنتصارات ، أو يتوقفون هم عن إعتياد الهزائم ويتقبلون حقيقة كونهم أضعف من القشة وأوهن من بيت العنكبوت …!
–
#خردة_السلاح_الأمريكي