أوضحت مصادر محلية في عدن ان اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين الوحدات الأمنية وعناصر مسلحة بالقرب من مبنى البحث الجنائي في منطقة خور مكسر الذي تعرض اليوم لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة أدى الى مقتل واصابة عدد من الجنود
وأكدت المصادر ان مسلحين هاجموا ادارة البحث الجنائي عقب التفجير واحتجزا العشرات من الجنود والعمال كرهائن، في مقر إدارة أمن عدن المجاورة للبحث،
وقالت المصادر إن وحدات أمنية وصلت إلى خور مكسر بهدف اقتحام مبنى البحث وتطهيره من المسلحين الذين لا يزالون يتحصنون بداخلة
يذكر إن حادثة تفجير مبنى إدارة البحث الجنائي وما اعقبه من اقتحام للمبنى يأتي بعد خلاف دام عدة اشهر بين الحكومة الهارب هادي التي تدعمها السعودية وبين ودولة الامارات بشأن التواجد العسكري المتعدد الولاءات وسعي الإمارات لإزاحة العسكريين والوية الحماية الرئاسية التابعة لهادي من عدن واستبدالها بقوات الحزام الأمني الموالية لها
وكانت الخلافات بين حكومة الهارب هادي والإمارات قد ظهرت في أكثر من مناسبةعلى هيئة تصريحات أو تسريبات باتهامات متبادلة، ومنها تصريح شهير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، في يونيو من العام الماضي قال فيه إن «محمد بن زايد آل نهيان الذي أدرك مبكراً أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق»، فيما قُرأ على أنه تهجّم على القابعين في فنادق الرياض بما فيهم هادي
من ناحية أخرى، ينظر إلى الأزمة في عدن، باعتبارها تعبيرا عن صراع على النفوذ داخل عدن بعد أن قلصت الإمارات بشكل كبير نفوذ القوى المحسوبة على السعودية وتمكنت خلال الفترة الماضية من السيطرة بشكل كامل على الموانئ والمطارات وأماكن الثروة والجزر الحيوية بشكل كامل
مراقبون لم يستبعدوا أن صراع اليوم في عدن لا يعدو كونه عن لعبة للكبار بأدوات جنوبية وأن حادث التفجير اليوم واقتحام مبنى البحث الجنائي جاء في سياق هذا الصراع المحتدم بين آلـ سعود وآلـ زايد في الجنوب إلا أنه يظل صراع بين الأدوات لم يتبلور بعد إلى مواقف عدائية بينهما ولو بتصريح واحد أو تراشق إعلامي بين الدولتين وهذا يدل كما يرى مراقبون على رخص الدم الجنوبي الذي تتلاعب به قوى الغزو والاحتلال بما يخدم أجندتها واطماعها الاستعمارية
