ابراهيم سنجاب نائب رئيس تحرير صحيفة الاهرام المصرية
قلت لصديقى قبل ثلاثة أشهر على صالح فقد السيطرة على منتسبى حزب المؤتمر خاصة الذين يجلسون فى الصفوف الأولى فطلب منى تفسيرا وتوضيحا ورفضت . قلت له انت صحفى ابحث عن الحقيقة بنفسك فلم يبحث أو ربما بحث وفشل أو عرف الحقيقة وكتمها ولم يكن ذلك يعنيني في شئ لان ما قلته كان استنتاجا وليس معلومة فأنا لست مخبرا صحفيا .
أنا أزعم أن الرئيس على صالح تعرض للخيانة من داخل أروقة بيته ( حزب المؤتمر ) وكما قلت فى السطور السابقة أننى اعتقدت ذلك منذ عدة اشهر وذكرته لصديق . الذى سيقرأ هذه السطور عليه أن يجتهد ويعود لتصريحات الرجل منذ أن عاد إلى المشهد بعد علاجه فى السعودية بالتأكيد سيجد مشقة إذن فليعد ألى تصريحاته منذ اعلان الحرب على اليمن قبل أقل من 3 سنوات وأيضا سيجد مشقة إذن فليعد لتصريحاته منذ اليوم الذى خرج فيه المؤتمريون للاحتفال فى ميدان السبعين بمرور 39 عاما على تدشين حزب المؤتمر ولا أتوقع أن يجهد قارئ هذه السطور نفسه فتبادل التعليقات على الفيس بوك أسهل .
إذن لم يبق مطروحا إلا تصريحات الرئيس صالح خلال الايام القليلة الماضية والتى انقلبت من الدعوة لمواجهة العدوان داخل الحدود السعودية نفسها إلى الدعوة لحرق ميليشيات الحوثى وتطهير صنعاء منها وتناقل تصريحاته والترويج لها على شاشات العرب والعجم باعتبارها الفتح المبين !
يالعجب فى بلاد العجب كيف أصبح الرئيس صالح بطلا لشاشة العربية مرحبا به كقائد للمقاومة فى صنعاء بينما تلاحقه مشاهد وقوفه بين أطلال منزله الذى قصفته القاصفات وليس أقل من ذلك مشاهد قصف الجسور التي شيدها ومنصة ميدان السبعين التى كانت تظلله ويحتفل فيها ؟! ولا داعى لسرد عشرات الآلاف من المشاهد الدموية لأطفال ونساء ورجال قتلوا وذبحوا إستجابة لدعوة الداعى إلى الدفاع عن الأرض والعرض .
صالح تعرض للخيانة ( استنتاج وليس معلومة لهواة الإلحاح )
ابن الرئيس السابق يعيش فى الإمارات وكثير من قيادات الؤتمر يعيشون فى السعودية وعواصم أخرى أما زعماء الأخوان المسلمين فيتيهون فى كافة العواصم وهؤلاء وهؤلاء وغيرهم محسوبون أو كانوا محسوبون على الرئيس صالح إذن ماذا تتوقع أن يكون المشهد الختامى ؟ الرجل سيطرت على تصريحاته اشعارات الفيسبوك التى يتلقاها بنفس الدرجة التى أثرت فيها وعود من هنا ومن هناك يتلقاها عبر وسطاء بضرورة النأى بالنفس عن الحوثيين السلاليين الفرس المذهبيين وأضف إلى هذه الكلمات ما تشاء من صفات تنفى عنهم عروبتهم وإسلامهم ويمنيتهم وإنسانيتهم ووبأسهم فى القتال .
الطرفان كما قال الرئيس صالح شركاء فى الجبهات وهو قال أنه يمثل الجانب المعارض فى حكومة صنعاء التى لم يعترف بها العالم فليكن ولكن كيف تحولوا إلى ميليشيا فى عدة ساعات خلال الاحتفال بمولد النبى الأعظم ؟
في مرات سابقة ودائما كانت تحدث خلافات بين الشريكين وكانت تنتهى بحل وسط وتعليمات من جانب صالح والحوثي بعدم شق الصف وفى الحقيقة كان الصف مشقوقا من أول لحظة وكان الجميع على علم بذلك وكانوا يتحسبون للحظة التى يجرى فيها الإقرار بالصف المشقوق علنا . وهذه أيضا كان يمكن تجاوزها ففى دول كثيرة عندما يحدث عدوانا تقاومه عدة منظمات متنافرة وتتفق ضمنيا بأن يتم تحرير الأرض مثلا ثم الجلوس بعدها لحسم الخلافات واء بالمفاوضات أو بالقتال هذا طبيعي جدا وعليه مئات الأمثلة عبر التاريخ .
كيف تعرض صالح لمؤامرة من داخل البيت ؟
اليوم 1 12 2017 صدرت دعوة من الأمم المتحدة إلى رفع كامل للحصار الذي يضربه التحالف العربي على اليمن نظرا لخطورة الأزمة الإنسانية التي تمر بها البلاد. فهل تعتقد أن الأمم المتحدة أرحم باليمن من الرئيس صالح ؟ ويمكنك أن تستنتج التالي أولا : أن على صالح يفجر الأوضاع فى صنعاء حتى يعطى مبررا للدعوة إلى عدم رفع الحصار الذى أصبح له دعاة كثر فى المنظمات الانسانية وحكومات الدول ذات العلاقة وغير ذات العلاقة من منطلقات إنسانية هذا فرض
والفرض الآخر أن يكون خونة على صالح الذين يؤمنون أنه أصبح عبئا عليهم نظرا لعلاقته الخاصة بدولة الإمارات وعلاقاته الشخصية بالمؤتمريين الهاربين وسنوات علاقاته بزعماء القبائل والسياسيين الذين خبزهم وعجنهم على مدى 33 عاما يريدون أن يحرقوا ورقته أمام شركائه الحوثيين وجماهيره العريضة وأمام المفاوضات التى لابد وأن تجرى مرة أخرى لانهاء الحرب فيرثوهويطيحوا بأسرته فزينوا له الدعوة لتطهير صنعاء من الحوثة وهو الرجل الذى لم يقدر على هزيمة قرية فى صعدة على مدى 10 سنوات كان فيها رئيسا لليمن وقائدا أعلى لجيشها الوطنى .
على كل الأحوال فإن الذى جرى بالأمس جرى الإعداد له فى الخارج قبل احتفالكم بذكرى تأسيس حزب المؤتمر فى ميدان السبعين في اليوم الذى قال قرر محمد الحوثى تأمين محيط صنعاء باللجان الشعبية ويومها تم قصف بعض التمركزات ولا أعرف إن كنت تعرف أو أن مساعديك فى المؤتمر حجبوا عنك هذه المعلومات بحيث ظهرت وقد فقدت سيطرتك المعهودة على الحزب .
أما الفرض الثالث وهو واقع منذ بداية وقوع الظلم على اليمنيين هو عمل الخارج على شق الصف بحيث لا يجد مقاتلو الجبهات حاضنة شعبية ولا يجد فقراء اليمن وضعفاؤه من يحمل السلاح عنهم فكيف يستجاب لهذا الفرض وأنت كما يصفون أحد دهاة العصر ؟
وهناك عشرات الفروض والاستنتاجات يعلمها صحفيون فى المؤتمر وهى ليست مجالا للشد والجذب فالوقت وقت لم الشمل وليس بعثرة جهود التوافق والمصالحة على أسس جديدة تسمح بفتح باب إعادة التفاوض على وقف مسلسل الدم البارد فى صنعاء وعلى الجبهات .
ما الذى يفعله الرئيس صالح بنفسه وبتاريخه وبموقفه من الحرب على اليمن ؟ لقد ظهرت تصريحاته بالأمس غريبة ومدهشة وهو الذى مد يد المصالحة للخليج فرفضوها ومد يد العون لإيران فلم يعيروه اهتماما ودعا الروس للتدخل فتجاهلوه ولم ينقطع أبدا عن المطالب من هنا وهناك وعن التصريحات هنا وهناك ولكن لم يحدث أن رد عليه أحد مطلقا لا بالخير ولا بالشر .
يا سيادة الرئيس على صالح
كنت تعرف أن الحرب فى اليمن تقع تحت بند من يصرخ أولا ؟ ومع كل آلام اليمنيين وجوعهم ومرضهم وتشريدهم وهدم ديارهم لم يسمع العالم صراخهم وهم يتقطعون ويتمزقون بينما صرخ من يقتلهم مطالبا بمقاتلين من الخارج لحماية المقدسات وسلاح لصد هجومات العراة الحفاة وتحالفات مع المؤمن والكافر من أجل قتل طفل أو طفلة وتجويع امرأة حامل فى جنين مشوه . لقد كنت بطلا فى نظر الكثيرين عندما دافعت عن حدود بلادك مهما كانت حدود امكاناتك وعندما وفرت بشعبيتك الطمأنينة لصنعاء ويمكنك أن تظل بطلا ولو بالصمت والوقوف عند الدرجة قبل الأخيرة من كل شيء .