الجديد برس : متابعات صحفية
كيف تحول (حسن الملصي) من بطل قومي إلى إرهابي خائن على يد (طارق صالح) “
صحيفة (لا) تدلف (ريمة حميد) وتضيء دهاليزها المعتمة وتنزع الأقنعة عن ملثميها 1-2
فيما كانت الصحيفة تسبر أغوار المؤامرة خرجت جرذانها من الجحور لتؤكد صدقية مصادر (لا)
وليتكشف جبل الجليد كاملاً وهو ما سنضعه في أعدادنا القادمة من معلومات باتت حقائق مشهودة.. المحرر
كان الإعلان عن معسكر (الشهيد حسن الملصي) الكائن في ريمة حميد بسنحان، قبل أشهر قليلة، خبراً باعثاً للتفاؤل، باعتباره مشاركة في تحمل أعباء رفد جبهات الدفاع عن حياض الوطن، وكأحد عوامل تعزيز الصف الوطني. ويقود المعسكر طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس الأسبق علي صالح.. بيد أن التصريحات الرسمية التي أدلت بها وزارة الدفاع لوسائل الإعلام بهذا الشأن، علاوة على ما رافقها من تداولات إعلامية وتسريبات؛ أضاءت على الجانب الموارب والمخيف من هوية هذا المعسكر، وكانت صادمة!.. وزارة الدفاع اليمنية، كشفت أن خريجي معسكر (الملصي) لم يلتحقوا بالجبهات، عدا مجموعة أفراد وصلت المخا، لم تبق لأكثر من يوم واحد، وبأنها اكتفت بالتقاط الصور وتسجيل تقارير إعلامية، عائدة أدراجها دون أن تصوب رصاصة واحدة في صدر العدو.
علاوة على ذلك، فقد بينت الدفاع اليمنية أن المُعسكر يعمل خارج إشراف الوزارة أو التنسيق معها، ولم ينشأ – بالأساس – بقرار منها.
وبهذا الخصوص، صرح مصدر مقرب من العميد طارق، في وقت سابق، لـ(لا)، أن الأخير (مستعد لوضع المعسكر تحت إشراف وزارة الدفاع).
من جانبها، نشرت قناة (اليمن اليوم) التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام، تقريراً قبل أسابيع عن استشهاد أحد زملاء (الشهيد أبو حرب)، باعتباره شهيداً تخرج من معسكر (الملصي)! ليتضح أنه استشهد قبل افتتاح المعسكر، وحتى قبل استشهاد القيادي البطل (أبو حرب)!
مراقبون وإعلاميون تداولوا الخبر كـ(قرصنة) لدماء الشهداء، و(تضليل) للرأي العام، فضلاً عن كونه عملاً يخفي ما هو أبعد من ذلك!
وتواصل قناة (اليمن اليوم) نشر تقارير حول إنجازات عسكرية في الجبهات، تقول إنها (للحرس الجمهوري وقوات معسكر حسن الملصي، مسنودة باللجان…)، فيما الجانب الرسمي يفيد بنقيض ذلك: هناك أفراد التحقوا بالجبهات باندفاع ذاتي دون توجيهات عسكرية!
كل ذلك يجعلنا نتساءل: إذا كان خريجو (الملصي) لا يلتحقون بالجبهات، فإلى أين يذهبون إذن؟! وإن لم يكن المعسكر يخضع لإشراف وزارة الدفاع، فلمن يخضع؟ وضمن أي سياق أنشئ؟ وبأي توجيهات؟ لا سيما مع تنامي التقارير الدعائية المتلفزة التي تبثها (اليمن اليوم) لما يفترض أنه دفعات متخرجة من المعسكر، ووجهتها جبهات القتال ضد تحالف العدوان، وهي دفعات يظهر أفرادها في الغالب ملثمين، على نحو يثير الشبهات حول هوياتهم.
صور لا أكثر
مساعد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد عزيز راشد، في تصريح لـ(لا)، نفى وجود قوات تابعة لمعسكر الملصي في الجبهات، وقال: (من ذهبوا، وهم قلة، عادوا مباشرة، ولم يتحملوا البقاء، والتقطوا صوراً هناك لا أكثر)، علاوة على كونهم غير معدين تعبوياً للقتال، ما يجعلهم متهيبين منه، بينما الدورات التعبوية التي يحصل عليها المقاتلون عموماً، يرفض القائمون على المعسكر أن يخضع لها أفراده!
وأردف راشد: المعسكر حتى اللحظة لم يوضع تحت إشراف وزارة الدفاع.
ما وراء الأكمة
يبدو الأمر بالملاحظة العابرة للمجريات أنه مجرد مزايدات إعلامية و(بروبجندا سياسية) لتحسين رصيد الحضور السياسي لحزب لم يسهم منذ بدء العدوان بمجهود بشري أو مادي في مواجهته، لكن هذا النشاط المشبوه يتعدى (الدعاية السياسية) إلى ما هو أبعد وأخطر، وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة من مصدر عسكري اعتبرها (شبه مؤكدة).
تفيد المعلومات أن ما يجري في (المعسكر) يسير بالضد لمواجهة العدوان، لاسيما وأن إدارة (الملصي) تجري وفق طرق ونظم مالية وإدارية سرية يشرف عليها العميد طارق محمد عبد الله صالح مباشرة، وقيادات عسكرية أخرى موالية لهم، وثمة اعتقاد أن إحدى القيادات العسكرية الكبيرة في وزارة الدفاع، وتحديداً في (هيئة الأركان)، متورطة في توفير غطاء لما يجري في معسكر (ريمة حميد/ الملصي) من أعمال (مشبوهة) قد تؤدي إلى تفجير الموقف السياسي القائم و(الشراكة) بوصفها أحد أبرز التهديدات للجبهة الداخلية.
إزاء ذلك، اتجهت (لا) لاستكشاف الزوايا المظلمة وتتبع الخيوط بحثاً عن معلومات مؤكدة وموثوقة. فتمكنت الصحيفة من الوصول إلى قيادات مؤتمرية عليا قبلت اطلاعنا على ما لديها شريطة عدم ذكر اسمها لخطورة ما أدلت به من معلومات كمصادر مطلعة.
تقول المعلومات التي حصلت عليها (لا) من قيادي في (دائمة) المؤتمر وتنظيمية احتفال (الذكرى الـ35)، إن معسكر (ريمة حُميد) الذي أطلق عليه اسم (الملصي) كغطاء، لم يرسل أية قوة إلى الجبهات، بل يستخدم لتدريب عناصر موالية لطارق صالح وآخرين من أجل تفجير الوضع عسكرياً، والسيطرة على العاصمة، وتنتشر هذه العناصر مع مجاميع من الحرس الخاص والجمهوري في مؤسسات كـ(الصالح) وعمارات وفلل ومنازل مستأجرة أو تابعة لأقارب الرئيس الأسبق صالح وقيادات في حزب المؤتمر.
المصدر كشف أن هذا المشروع جرى ولا يزال بالتنسيق مع الإمارات، وبتمويل هائل منها، وابتدأ التحضير الميداني له قبل شهرين من احتفال أغسطس الفائت.
يقول المصدر المؤتمري: اعتمد المشروع غطاء التحشيد لاحتفال السبعين، بينما تقرر أن يكون يوم الفعالية هو موعد توجيه المحتشدين، وبمقدمتهم المجاميع المسلحة التي يقودها طارق صالح، للزحف والاستيلاء على مؤسسات الدولة والمواقع العسكرية الحيوية، وكانت الترتيبات كالآتي:
(من السبعين نحو شارع 45 مروراً بشارعي تعز وخولان نحو الاستيلاء على العرضي ومحيطه.. ومن السبعين باتجاه شارع كلية الشرطة وصولاً إلى التحرير للسيطرة على البنك المركزي، ثم التمدد نحو التحرير والاستيلاء على شارع 26 سبتمبر ورئاسة الوزراء والإذاعة).
(كما تقرر الزحف على مواقع عسكرية مثل الصباحة وعطان، وأيضاً الزحف على المطار بالتزامن مع قدوم مجاميع مسلحة من أرحب ونهم وبيت دهرة تحكم الخناق على الموقع، وتفتح المجال أمام الإنزالات الجوية التي سيقوم بها تحالف قوى العدوان الأمريكي)، وفقاً لحديث المصدر الذي يؤكد استمراراً أن (أكثر من نصف الحاضرين إلى السبعين كانت مجاميع حشدها الإصلاح وعلي محسن وسلطان العرادة، منذ أيام سبقت الحدث).
يفيد المصدر أن أهم العناصر التي حضَّرت لهذا المشروع الدموي، هي طارق صالح (قائد معسكر الملصي) و(ياسر العواضي وسلطان البركاني) – عضوان في أمانة المؤتمر يقيم الأخير في الخارج ويتردد على الإمارات، فيما تربط الأول صلات وثيقة بالسعودية – مبيناً أن انكشاف المشروع لقيادة البلد والقوى الوطنية ويقظتها العالية، اضطر قيادة المؤتمر للموافقة على الاتفاقية الأمنية التي اقترحها المجلس السياسي الأعلى لتنظيم مسار الحفل، الأمر الذي أغضب طارق والعواضي، ودفعهما لمحاولة تفجير الموقف مجدداً في الـ26 من أغسطس، من خلال افتعال الاشتباك المسلح المعروف في جولة المصباحي مع النقاط الأمنية.
بالتزامن، كانت (عصابات طارق) متأهبة في نقاط متفرقة محيطة بالمكان وشوارع حيوية مثل السبعين وحدة والزبيري، تنتظر الأوامر للخروج إلى الشوارع، والشروع في مسلسل الفوضى المبيت، طبقاً للمصدر الذي عزا فشل ذلك لسرعة المجلس السياسي والقوى الثورية في احتواء الموقف، فضلاً عن سرعة انتشار القوى الأمنية والعسكرية الكثيف في شوارع العاصمة، وقطع الطريق أمام أي تحركٍ لـ(العصابات)..وبانقضاء نحو الساعة على الحدث، كان ناشطون محسوبون على إعلام المؤتمر قد أطلقوا حملة في مواقع التواصل تدعو قواعد المؤتمر (لحمل السلاح والنزول للشوارع) بحجة أن (الحوثيين يعتدون على منزل السفير أحمد علي ويقتلون عدداً من حراسته)، في شحن فاضح للشارع المؤتمري البسيط، وتزييف للمجريات الفعلية.
وفي زمن أقل، أذاعت (سكاي نيوز) الإماراتية وغيرها الخبر بالرواية ذاتها، على الرغم من التكتم الشديد للأجهزة الرسمية على مجريات الواقعة!
ولا يزال طارق والعواضي مستمرين في الإعداد لسيناريو آخر لإسقاط العاصمة والسيطرة عليها إلى جانب تحالف العدوان، فيما يبدو أن استمرار الجدل حول معسكر (الملصي) لا يعدو حرباً نفسية دعائية لصرف الأنظار عما يدور في الظل، طبقاً للمصدر المؤتمري ذاته.
إرهاصات المخطط
في ضوء المعلومات السابقة، يمكن للذاكرة استرجاع العديد من إرهاصات المشروع المبيت والقرائن المعززة لما ذكر.
كان من اللافت أن قنوات (سكاي نيوز) الإماراتية و(العربية و(الحدث) نقلت على الهواء مباشرة فعالية 24 أغسطس كاملة. فيما الأيام القليلة التي سبقتها صعدت (سكاي نيوز) – على غير العادة- الملف اليمني على رأس تناول (أخبار الساعة)، جاعلة محورها الأساسي مع ضيوفها هو الفعالية ونتائجها المتوقعة.
من جهة أخرى، قاد عشرات الإعلاميين البارزين المحسوبين على حزب المؤتمر وتحالف قوى العدوان، حملة مسعورة مشتركة في مواقع التواصل ووسائل الإعلام المختلفة، مضمونها: أن صنعاء على موعد مع (ثورة ضد الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة والجمهورية)، وبأن (المؤتمريين سيخرجون من طوق العبودية للحوثيين)، علاوة على الطرح القائل بأن صنعاء (أفاقت أخيراً ومدت يدها للتحالف من أجل التحرر).. وقبيل الفعالية بأيام كانت قيادات في حزب المؤتمر تردد أن (ما بعد احتفال السبعين لن يكون كما قبله)، فيما أبلغت المكون الآخر في المجلس السياسي الأعلى بأنها ستعلن في فعالية السبعين عن (خارطة طريق خاصة بها)..
وفي يوليو الفائت قبل حوالي شهر ونصف الشهر من فعالية 24 أغسطس، تقدم مجلس النواب – خارج مهامه المحكومة ببنود اتفاقية الشراكة التوافقية – تقدم بمبادرة إلى الأمم المتحدة تضمنت بنوداً استسلامية لم يحصل عليها العدو بالحرب، ووردت في مبادرة ولد الشيخ المرفوضة من صنعاء، أبرزها الموافقة على تسليم موانئ ومنافذ البلاد للأمم المتحدة ووضعها تحت إشرافها.
في الأثناء، صرح السفير الأمريكي لدى اليمن أن البيت الأبيض تلقي إشارات إيجابية متفهمة من قيادة المؤتمر الشعبي العام حول تسوية مرضية؛ وهو ما أثار سخطاً كبيراً في الشارع اليمني، واكتفى الحزب إزاء تصريحات ماثيو تويلر بالنفي على استحياء، وعلى لسان (مصدر مسؤول)!
(الحسينية).. مزرعة أم رأس جسر إنزالات بحرية؟
المصدر، وفي معرض حديثه للصحيفة، أفاد أن طارق نجل شقيق الرئيس الأسبق صالح، قام بنقل جزء من حراسته وحراسة عمه إلى مزرعة لهم في منطقة (الحسينية) بمحافظة الحديدة، وهناك التقطت وتلتقط صوراً يتم تداولها على أنها من جبهة المخا.
تقع الحسينية غرب صنعاء على مقربة من منطقة باجل و(الكيلو 16) بوابة الحديدة الجنوبية، بينما تحاذي ساحل الدريهمي. وتتموضع في جغرافيا حساسة حيث بمقدورها التحكم بالطرق الواصلة بين الحديدة وتعز وصنعاء.
وبحديثنا إلى محلل استراتيجي حول إذا ما كانت هناك دلالات لاختيار منطقة الحسينية كموقع لتواجد طارق صالح وقوات تابعة له، أفاد أن العدو في سياق جهوده للسيطرة على محافظة الحديدة من المرجح كثيراً أن يعتمد (الحسينية) كموقع رأس جسر يؤمن بالضرورة أي إنزال بحري، بحكم تموضع المنطقة (الجيواستراتيجي) المتحكم بالطرق المؤدية للحديدة.
وأضاف أن الحسينية توفر للعدو إمكانية الالتفاف على المحافظة عبر الكثيب وباجل، وتمكن العدو من إنجاز المهمة التي فشل في إنجازها لقرابة العام ونصف العام عبر إسقاط تعز والساحل الغربي.
لم ينتهِ التحقيق بعد، إذ تقودنا المعلومات إلى أخرى بما يكفل الإحاطة بسيناريو طويل من… طالعوا الجزء الثاني من التحقيق في العدد القادم من (لا)، حيث تزيح الصحيفة الستار عن نشاطات سرية خطيرة، بينها الصلات اللوجستية والعسكرية التي تربط شخوص السيناريو التآمري الآنفين بغرف عمليات تحالف العدوان مباشرة..
النخبة الصنعانية
ترددت في بعض وسائل الإعلام، خلال الأسابيع الماضية، أخبار عن توجهات لتكوين ما سمي (النخبة الصنعانية)، على غرار تلك التي أنشأتها الإمارات في المناطق المحتلة.
المصدر أكد لـ(لا)، أن هذا التوجه حقيقي، ويقوده طارق صالح، بالتنسيق مع الإمارات، لكن من بوابة التفافية أطلقت مسمى (النخبة الجمهورية) التي سبق التهيئة لها عبر المزايدة على الجمهورية، التي شهدناها ضمن الحملات الإعلامية التشويهية في الفترة السابقة.. ويحيل المصدر ذلك، إلى أن طارق يتحرج الآن من ظهور (نخبة صنعانية) ستؤكد فيما إذا أعلن عنها مدى التطابق مع مشاريع العدوان التمزيقية.
وفق (اتفاق نقل السلطة) الموقع في العام 2011م، بقي معسكر (ريمة حُميد) المسمى حالياً معسكر (الشهيد حسن الملصي)، بيد رئيس المؤتمر الشعبي العام علي صالح، لإيواء حرسه الخاص البالغين وفق (قانون الحصانة) غير المتاح للتداول، 3 آلاف جندي، وبحسب مصادر صحفية خاصة، فإن الملك السعودي المتوفى عبد الله تكفل لصالح في 2011م بنفقات 3 آلاف شخص كحراسة خاصة تعمل بالمعية له خارج القوات النظامية.