المقالات

أمريكا.. استعراض حطام هزيمة سعودية

الجديد|| مقالات  بقلم طالب الحسني

يبدو أن الجُعبة الأمريكية القديمة لا تزالُ بوابةً مهمةً لقادة البيت الأمريكي عندما يتعلق الأمر باختلاق كذبة سوداء لافتعال أزمة دولية ـ فوزيرُ الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول تحمّل مهمة كذبة السلاح النووي العراقي، ذريعةَ الحرب الأمريكية المشؤومة على العراق 2003.

لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لمندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأُمَــم المتحدة نيكي هيلي التي بدت أمام منصة لحُطام صاروخ باليستي تم تجميعُه؛ باعتباره صاروخاً إيرانياً تم استهدافُ الرياض به من اليمن، تحضر الجعبةُ الأمريكية في هذه الأثناء ككذبة كبيرة مشابهة لكذبة كولن باول تحاول الإدَارَة الأمريكية تمريرَها في سياق تحريضها المستمر على إيران بمعزل عن الواقعية وإن كانت هذه الذريعة تُشبِهُ ذريعةُ النووي العراقي، يقول وزير الخارجية الإيراني ظريف.

لا يسير عدوانُ التحالف الذي تقودهُ السعودية بتمويل أمريكي إسرائيلي وبريطاني كما تريد العربة الأمريكية، فهذا الانحرافُ والتعثر الكبير بعد قرابة ثلاثة أعوم كابوس مؤرق لهذا الطابور الطويل من الدول المعتدية، وأكثر شماعة يمكن أن تخفف من نزيف الهزيمة هي اللجوء لجعبة الكذب الأمريكية.

يسأل مراقبون: إن كان هذا الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار خالد في العاصمة السعودية الرياض قد أحدث كُلّ هذه الضجة فلما لا يثار هامش بسيطٍ من هذا الاهتمام عندما تسقط أطنان من الأسلحة على اليمن، جزء كبير من هذه الأسلحة محرمة دولياً، المقارنة لا تبدو تخدُمُ مسارَ التبريرات السعودية الأمريكية، وتحضر إيران كشماعة هنا بادّعاء صلتها بالصاروخ الباليستي رغم انعدام الأدلة، ذلك ما تؤكده الأُمَــم المتحدة التي عقّبت سريعاً بعد تصريحات المندوبة الأمريكية.

الصاروخُ ليس معجزةً، لكن المشكلة التي تتعزّز تباعاً أن الباتريوت الأمريكي التي باعته واشنطن للرياض فشل في حماية السعودية وتركها عاريةً تماماً أمام قصف صاروخي مستمر، تدّعي السعودية تباعاً أنها تتصدى له.

الصحُفُ الأمريكية والغربية التي ذهبت لتتحسس الوجعَ السعودي عن كثب بعد أيام من استهداف القوة الصاروخية لمطار خالد الدولي، تؤكّد أن عجزاً كبيراً اعترى منظومةَ الدفاع الجوي السعودي، أعطت هذه الصحف تفسيراً معلوماتياً للقلق الأمريكي والفضيحة السعودية.

الفضيحةُ الأكبر كانت عند نيكي هيلي وهي أمام منصة وعليها أطلال صاروخ أُطلق قبل أشهر للرد على حرب عدوانية سعودية أمريكية مستمرة على اليمن، حشر الجُمَل والأكاذيب بجوار هذا الحطام فضيحةٌ شنيعة أيضاً.