الجديد برس : متابعات
تحدثت مصادر دبلوماسية بأن الأردن تدرس تجميد مشاركتها في التحالف السعودي الذي يقاتل في اليمن تمهيداً للانسحاب منه بسبب تخلف السعودية والإمارات عن منح الأردن المساعدات المالية التي وعدت بها لتجاوز المشاكل المتفاقمة في الاقتصاد الأردني.
مصدر دبلوماسي عربي قال في حديث لـ المراسل نت إن الأردن يعيد تقييم تحالفاته مع السعودية في المنطقة وبينها اليمن، مشيراً إلى أن الأردن انخرطت في عداء جارتها سوريا رغم السلبيات الناتجة عن ذلك من أجل إرضاء السعوديين والإماراتيين الذين وعدوا بتقديم الدعم المالي ومساعدة الاقتصاد الأردني على تجاوز مشاكله لكن ذلك لم يحدث ولم يحصل الأردن على القليل من الدعم.
وأضاف المصدر أن الأردن الذي تعرض لخسائر عسكرية جراء مشاركته في حرب اليمن حيث سقطت إحدى طائراته الحربية من طراز اف 16 لكنه لم يحصل على التعويض المفترض من السعودية والإمارات وأن القيادة الأردنية باتت ترى أن انخراطها في الحرب جلب لها السمعة السيئة وأثر عليها اقتصادياً بعدما فقدت مورداً مهماً من خلال السياحة العلاجية لليمنيين في الأردن التي تراجعت بنسبة أكثر من 90% منذ بدء الحرب.
وتوقع المصدر أن تجمد الأردن مشاركتها في التحالف السعودي وفق قرار غير معلن وتبدأ بتغيير سياستها في سوريا والعراق.
وكان لافتاً أن البيان الذي أصدره الأردن يوم الثلاثاء الماضي لإدانة الصاروخ اليمني الذي استهدف قصر اليمامة بالرياض، بأنه احتوى على عبارات لم تتضمنها بيانات الدول الحليف للسعودية في الموضوع ذاته ولم تتضمنها بيانات الأردن السابقة التي تدين الصواريخ اليمنية حيث ركز البيان الأخير على دعوة الأردن للحل السياسي في اليمن وهو مالم يعجب السعودية التي دفعت بكتابها المحسوبين على النظام للهجوم على الأردن ووصف بيانها التضامني بالمحايد.
العودة إلى سوريا
كما كشف الأردن مؤشرات على التحول القادمة في سياسته عندما احتج رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطروانة بشدة على عدم دعوة سوريا لحضور اجتماع اتحاد البرلمانيين العرب الذي انعقد مؤخراً العاصمة المغربية الرباط.
الطروانة أيضاً استقبل القائم بأعمال السفير السوري في عمّان ونشرت وكالة الانباء الأردنية الخبر ونقلت عن الطراوانة أنه هنأ سوريا باستعادة السيطرة على معظم أراضيها وانتصارات الجيش السوري على الجماعات الإرهابية.
ويعزز الأردن توجهه لتغيير سياساته من خلال الإعلان عن عزم رئيس مجلس النواب زيارة العاصمة السورية دمشق وبعد ذلك المشاركة في مؤتمر للبرلمانات الإسلامية في العاصمة الإيرانية طهران دعماً لقضية القدس بعدما اتخذ الأردن مواقف جريئة ضد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وتلقى تهديد أمريكي بوقف المساعدات المالية لكن القيادة الأردنية لم تغير موقفها.
وعلق الكاتب العربي عبدالباري عطوان على التحركات الأردنية الأخيرة وكتب مقالاً في صحيفة رأي اليوم التي يرأس تحريرها قائلاً ” الأردن ارتكب خَطأً كبيرًا في رأينا عِندما راهنَ على المَشروع الأمريكيّ في سورية وباقي دُول المِنطقة، وانخرطَ فيه بقوّة طِوال السّنوات السّبع الماضية في خَندقه، ولم يَجنِ من وراء ذلك غير التّهميش والاستهداف، والعُقوق ونُكران الجَميل، خاصّةً من حُلفائِه العَرب في السعوديّة ودُول الخليج، وحانَ الوَقت لكي يُصحّح هذا الخَطأ بطَريقةٍ جَذريّة”.