الجديد برس
بث الإعلام المناهض للعدوان في اليمن مشاهد فديو لاقتحام موقع الضبعة العسكري السعودي في نجران واستخدام المقاتلين اليمنيين السلالم خلال عملية الاقتحام بسبب وعوورة المكان وتمكنوا من الوصول إلى ثكنات الجيش السعودي وقتل جميع من كان في الموقع في وضح النهار .
هذه المشاهد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وحظيت بآلاف التعليقات التي تتندر من هشاشة الجيش السعودي وعدم استعداد الجنود للمواجهة حتى وهم في معسكرات محصنة والطيران الحربي والحوامات لا تغادر سماء المنطقة
مشهد اقتحام المعسكرات السعودية بالسلالم والوصول إلى عمق المعسكر وإلى حيث يقيم الجنود السعوديين دون مقاومة ومقتلهم خلف المتارس بأسلحة الكلاشنكوف بينما يمتلكون أسلحة ثقيلة ومتوسطة ونواظير متطورة، وتوثيق هذه العملية أمر مزلزل وينطوي على الكثير من الحقائق العسكرية ، تكشف الوضع الميداني في هذه المناطق التي تشهد استنزافا كبيرا للجيش السعودي، وتسبب في مقتل ما يقارب 4000 جندي سعودي طوال السنوات الماصية بحسب احصاءات متواترة ، والمثير للغرابة أن التعتيم السعودي لا يزال مستمر
السعودية لا تريد أن تعترف أنها تخوض حرب قاسية واستنزاف مهول في مساحة كبيرة كل جغرافيتها التي تمتد على طول أكثر من ألف كيلو متر ابتداء من صحراء الربع الخالي عند محافظة الجوف اليمنية التي تعتبر شرقية بالنسبة لليمن مرورا بالحددود الجنوبية للسعودية المحاذية لمحافظة صعدة وصولا إلى سواحل البحر الأحمر في منطقة ميدي التي تتبع محافظة حجة، هذه الجغرافيا تخدم عمليا الجيش واللجان الشعبية التابعين لحكومة الانقاذ والقوى الوطنية المناهضة للعدوان ، وهذا يعني أن كل الحلول التي اتخذتها السعودية للحد من كلفة هذه المواجهات في صفوف الجنود السعوديين لم تكن مجدية ولن تمنع من سقوط مزيد من الجنود مستقبلا
العلاوات المالية والمكافئات التي تمنح لهولاء الجنود وأعلنتها السلطات السعودية أكثر من مرة كجزء من التشجيع ورفع المعنويات لا تغير من المعادلة العسكرية الميدانية فطول أمد الحرب في هذه المناطق لما يقارب ثلاث سنوات ودون انقطاع عملية مرهقة خاصة اذا ما أضفنا إلى ذلك أنها أول مواجهات يخوضها الجيش السعودي
التواجد المكشوف للجنود السعوديين ووتحركاتهم داخل المواقع والتنقل بين المعسكرات في مناطق مترامية الأطراف والتي من غير الممكن أن تاخذ شكلا آخر يجعلهم فريسة سهلة للمقاتلين اليمنيين الذين يعتمدون على عنصر المباغتة والتسلل وتجهيز الكمائن والإنقضاض والعودة والمناورة ، وهذا يضاعف من مازق الجيش السعودي ويضاعف من أعداد الجنود الذين يقتلون بشكل يومي ، عدا عن تعرض مواقعهم للقصف بالقذائف والصواريخ قصيرة المدى المصنعة محليا بحسب القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية التي كشفت عن أكثر من منظومة من بينها ،الزلزال ، والصرخة ، والتى يصل مداها بين 150- 70 كيلو ومخصصة لضرب الثكنات والأبنية والتجمعات ،وهذا النوع من الصواريخ لا تتعامل معه الباتريوت كون ارتفاعه محدود، وبالتالي فإن تفادي الخسائر المادية وفي الأرواح الناتجة عنه غير ممكنة إلا بالإنسحاب ، وعملية الإنسحاب تعني سقوط مزيد من المناطق في أيدي الجيش واللجان الشعبية اليمنية
أنصار الله الحوثيين والجيش اليمني الحليف يولون هذه الجبهة اهتماما كبيرا وسبق أن زارها رئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس صالح الصماد ووزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء اللواء الركن محمد ناصر العاطفي وأعلنوا من هناك تصعيد العمليات العسكرية في هذه الجبهات بإعتبارها الجبهة الأمامية التي توجع السعودية بشكل مباشر وتلتحم مع جنودها من جهة ، ومن جهة أخرى فهي المنطقة الرخوة التي تدفع بالسعودية إلى التفكير الجدي بالجلوس للحوار المباشر وهذا بالفعل ما ظهرت بوادره خلال المفاوضات السابقة إذ ان السعودية طرحت موضوع المواجهات في هذه المناطق في سلم أولويات المفاوضات وعزلته عن المواجهات في الداخل ودعت إلى مفاوضات مباشرة مع أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام في العام 2016 وجرت ما يسمى مفاوضات ظهران الجنوب بمنطقة عسير وخصصت لمناقشة الوضع العسكري في جبهات الحدود ، ولكن المفاوضين اليمنيين أكدوا للسعودية أن العمليات العسكرية في هذه المناطق لن تتوقف دون توقف العدوان على اليمن بشكل عام ورفع الحصار
المعالجات السعودية لمحاولة تخفيف خسائرها في الحدود مع اليمن ونقل مجموعات كبيرة من المجندين اليمنيين ومعظمهم من المحافظات الجنوبية دربتهم طوال أشهر وتعزيزهم بأكثر من لواء من الجنود السودانيين بالاضافة إلى أعداد بسيطة من المدربين الباكستانيين ومن عدد من الدول المشاركة في التحالف ، ويبدو واضحا أنها هي الأخرى وصلت إلى طريق مسدود فحرب من هذا النوع لاتعالج بتكثيف أعداد المقاتلين والتعتيم على الخسائر وانتظار معجزة لتغيير المعادلة ، بل بمراجعة هذه الحرب العدوانية العبثية من أساسها وحقن دماء السعوديين واليمنيين على السواء .
طالب الحسني – كاتب يمني