الجديد برس : سورية
حاولت الفصائل المسلحة، بدعم من تركيا، إيقاف هجوم الجيش السوري في محيط مطار أبو الضهور، عبر هجوم منسّق استهدف خطوط التماس غرب بلدة أبو دالي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وتمكن الجيش من احتواء تقدم المهاجمين هناك، فيما كان يوسّع مناطق سيطرته بين خناصر وأبو الضهور
حفّز وصول الجيش السوري السريع إلى مشارف مطار أبو الضهور، الفصائل المسلحة العاملة في إدلب ومحيطها، مدعومة بمباركة تركية، على شن هجوم معاكس يستهدف خط إمداد القوات المتقدمة نحو المطار، في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وتزامن الهجوم مع وصول تعزيزات إلى محيط أبو الضهور وأطراف جبل الحص، في محاولة لمنع الجيش من دخول المطار وتثبيت نقاط دفاعية داخله.
الهجوم الذي سوّقت له فصائل «الجيش الحر» على أنه تدارك لانسحاب «هيئة تحرير الشام» من بلدات ريف إدلب الشرقي، انقسم إلى معركتين معلنتين، الأولى في محيط المطار، والثانية تركزت على محاور بلدات عطشان وأم الخلاخيل والخوين والمشيرفة الشمالية، على طول خطوط التماس مع الجيش. وشاركت في كلتا المعركتين، فصائل «تحرير الشام» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«أحرار الشام» و«فيلق الشام» و«جيش الأحرار»، إلى جانب «جيش العزة» و«جيش النصر». وشهدت الجبهات مشاركة لمقاتلين وعربات عسكرية من تنظيم «قاعدة الجهاد في الشام»، تحت اسم «جيش البادية»، وفق ما أوضحت صور تداولتها أوساط المعارضة. كما حضر مقاتلو «الحزب التركستاني» بقوة على الجبهات الممتدة من المشيرفة حتى أبو الضهور.
كثّفت موسكو اتصالاتها أمس مع أنقرة ودمشق
وخلال ساعات الهجوم الأولى، تقدمت الفصائل المسلحة على محاور بلدات المشيرفة والخوين وعطشان وتل مرق وأرض الزرازير. وبرغم انشغال الجيش في تثبيت مواقعه المتقدمة جنوب أبو الضهور، تمكّن من التصدي للهجمة العنيفة غرب وشمال غرب أبو دالي، واستعاد السيطرة على عدد كبير من المواقع التي انسحب منها في مطلع الهجوم. وبالتوازي، تابع الجيش التقدم من غرب خناصر، باتجاه النقاط التي سيطر عليها أخيراً، جنوب شرق أبو الضهور. وسيطر على قرى علف وأم غراف وأم غبار وصبيحة وعيطة وأم سنابل، مقترباً أكثر من إحكام الطوق على جيب واسع من المناطق التي تسيطر عليها «تحرير الشام» و«داعش». ورافقت تقدم الفصائل المسلحة في البداية حملة إعلامية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت عبرها صور لاستعدادات الهجوم. وتعمّدت الفصائل نشر صور تظهر دفعات جديدة من الأسلحة التي تشمل صواريخ «غراد» وقذائف صاروخية ومضادات للدروع، إلى جانب عربات «بانثير» المدرّعة، التي سجّلت حضورها الأول المعلن في ريف إدلب، بعدما زوّدت تركيا فصائل «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي بأعداد منها. وجاء إبراز تلك الأسلحة عبر الإعلام، لإيصال رسالة اعتراض تركية واضحة على تقدم الجيش السوري وحلفائه الأخير، والذي أثار تخوّف أنقرة والفصائل التي ترعاها، لكون نجاحه يضع الجيش على بعد كيلومترات قليلة من مدن وبلدات وسط إدلب، التي تعد أهم معاقل تلك الفصائل.
التحفظ التركي على تقدم الجيش السوري، حضر أمس مجدداً على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان. إذ شدد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة وقف هجمات القوات الحكومية في إدلب وفي الغوطة الشرقية، لإنجاح محادثات «أستانا» و«سوتشي»، وفق ما نقلت مصادر رئاسية لوكالة «الأناضول». ويأتي الاتصال بين زعيمي البلدين، بعد استدعاء أنقرة السفيرين الروسي والإيراني لديها، احتجاجاً على «خرق النظام السوري» اتفاق «خفض التصعيد» الموقّع في أستانا، وعقب الهجوم الذي نفذ ضد قاعدتي حميميم وطرطوس الروسيتين، بطائرات مسيّرة، انطلاقاً من منطقة «خفض التصعيد». وبعدما حملت تصريحات وزارة الدفاع الروسية حول مسؤولية تركية غير مباشرة عن الهجوم، لكونه انطلق من منطقة فصائل تحت رعاية أنقرة، نفى الرئيس الروسي، أي مسؤولية لتركيا في استهداف القاعدتين العسكريتين. وأضاف في تصريح لوسائل إعلام روسية: «نحن نعلم الجهات التي تقف وراء الهجمات. هي ليست تركيا ولا جيشها». واعتبر أن الهجمات تهدف إلى تقويض علاقات روسيا وشركائها وعلى رأسهم تركيا. وتعليقاً على تأثير استدعاء السفير الروسي في أنقرة، على مسار التعاون في أستانا وسوتشي، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن المشاورات مع تركيا وإيران حول الاجتماعات المرتقبة في سوتشي «مستمرة على مستوى الخبراء والمسؤولين الكبار».
وتزامن النشاط الروسي ــ التركي على هامش التطورات الميدانية، مع زيارة للمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، لدمشق، حيث التقى الرئيس بشار الأسد. وتركز النقاش حول التعاون المشترك والمجريات الأخيرة في الميدان، إلى جانب تحضيرات مؤتمر «الحوار الوطني» المرتقب عقده في سوتشي. وأكد الأسد أن انتصارات الجيش السوري، بالتعاون مع روسيا والحلفاء، شكلت عاملاً حاسماً في إفشال مخططات الهيمنة والتقسيم، ومن شأنها تعزيز المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي.
الاخبار اللبنانية