الجديد برس : عربي
أعلنت مصر رفضها القاطع للعملية العسكرية التركية التي انطلقت امس السبت في سوريا فيما جددت الحكومة السورية التأكيد على أن العملية عدوان تركي سافر.
وقالت الخارجية المصرية في بيان اليوم الأحد، حصل المراسل نت على نسخة منه، إن “مصر تعرب عن رفضها للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية ضد مدينة عفرين في شمال غرب سوريا، باعتبارها تمثل انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا.”.
وجدد البيان “التأكيد على موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري الشقيق، مطالباً بانخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية”.
الاندفاع الذي أبدته مصر رغم المسافة التي تبقيها بينها وبين دمشق إلا أنها جاءت ترجمة عملية للاحتقان المتصاعد بين القاهرة وأنقرة حيث تنامى القلق المصري بعد إعلان تركيا والسودان قيام الأخيرة بمنح الأولى جزيرة سواكن السودانية في البحر الأحمر لإقامة قاعدة عسكرية.
وفيما تقول تركيا إن العملية التي تشنها تستهدف الإرهابيين ولا تسعى لاحتلال أراض سورية، جدد الرئيس السوري بشار الأسد إدانة العملية ووصفها بأنها “عدوان لا يمكن فصله عن السياسة التركية تجاه سوريا”.
وقال الأسد خلال استقباله في دمشق رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي، إن “العدوان التركي الغاشم على عفرين لا يمكن فصله عن السياسة التركية التي بنيت أساسا على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها”.
وكانت تركيا أعلنت أمس السبت انطلاق عملياتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أمريكياً في منطقة عفرين شمالي سوريا حيث يلف الغموض العملية خصوصاً فيما يتعلق بالموقف الروسي والإيراني وكذلك موقف الحكومة السورية رغم إدانتها للعملية ووصفها بالعدوان، حيث تقول مصادر أن هناك توافق غير معلن على العملية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن عملية عسكرية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد بسوريا بدأت بعد قصف عبر الحدود نفذه الجيش التركي. كما قالت الحكومة التركية أن العملية أطلق عليها اسم “غصن الزيتون” ويشرف عليها رئيس أركان الجيش التركي، وتؤكد أنها تستهدف القوات الكردية التي تصنفها تركيا كجماعة إرهابية.
وأفادت وكالة الانباء التركية أن الخارجية استدعت سفيري روسيا وإيران في أنقرة للتباحث بشأن العملية.
ورغم أن العملية تستهدف حلفاء واشنطن إلا أن الأخيرة ما تزال تلتزم الصمت لحد الآن.
وقال بيان للجيش التركي اطلع عليه المراسل نت إن عملية غصن الزيتون التي انطلقت اليوم إن الطيران التركي أغار على 108 أهداف للقوات الكردية في عفرين السورية فيما قالت مصادر محلية هناك ان القصف طال مناطق سكنية وأوقع ضحايا مدنيين.
الحكومة التركية زعمت أنها أبلغت نظيرتها السورية بانطلاق العملية غير ان الخارجية السورية ردت عبر بيان حصل المراسل نت على نسخة منه أفاد بأن “الجمهورية العربية السورية تدين بشدة العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين التي هي جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية” مضيفة أن “هذا العدوان يمثل الخطوة الأحدث في الاعتداءات التركية على السيادة السورية”.
كما نفت الخارجية السورية بشكل قاطع إبلاغ سوريا بالعملية وقال البيان إن “سوريا تنفي جملة وتفصيلاً ادعاءات النظام التركي بإبلاغها بهذه العملية العسكرية وتطالب المجتمع الدولي بإدانة هذا العدوان واتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فوراً”.
أما وحدات الحماية الكردية التي يبدو أنها تتعرض لخذلان أمريكي جديد فقالت إنه ليس بوسعها إلا مواجهة التدخل التركي.