المقالات

الصراع في تعز يتفاقم

الجديد برس : رأي 

محمد طاهر انعم 

هذا التفاقم في الصراع في تعز خلال الفترة الأخيرة، هو –في وجهة نظرنا- طبيعي وغير مستغرب.
منذ فترة طويلة وطرفا الصراع داخل مدينة تعز (الإخوان المسلمون، واستخبارات دولة الإمارات) يعملان على التحشيد والاستعداد لهذا الصراع الذي كان بارداً، ويبدو أنه سيتحول إلى مواجهات أشد ضراوة في الفترة القادمة.
الإخوان المسلمون يعتبرون مدينة تعز مقرهم الرئيسي، ويبدو أن فيها معظم قيادات التنظيم السري للجماعة، وهي الملجأ الرئيسي لهم في بداية أحداث ثورة سبتمبر 2014، حيث فر إليها عشرات القيادات الإخوانية من صنعاء وعدن ومناطق أخرى.
كما أنها المنطقة التي أصر التنظيم على تسليح العديد من الميليشيات فيها من أجل مقاومة الجيش اليمني واللجان الشعبية، ورفض دخولهم إليها، ويشاهد التنظيم حالة الفوضى التي آلت إليها مدينة تعز مقارنة بالمدن الأخرى مثل صنعاء وإب والحديدة، ولكنهم يصرون على استمرار تسليح الميليشيا وحالة الفوضى، لأن هذا قرار خاص بالجماعة، ومن أجل أمن قياداتها في تنظيمها السري، المنتشرين داخل المدينة.
بينما ترى استخبارات دولة الإمارات العربية المتحدة أن استئصال تنظيم الإخوان المسلمين هو أحد أهم أهدافها الرئيسية في اليمن –إن لم يكن أهمها- وقد عملت وبذلت الكثير من أجل تحقيق هذا الهدف في عدن والجنوب، وأفشلت كثيراً من التحركات للقوات الموالية لهذا التنظيم في مناطق متعددة أخرى، وعينها الآن على مدينة تعز لإضعاف واستئصال هذا التنظيم، وهي جادة في مساعيها.
تعيين المحافظ الجديد لمدينة تعز، وهو شخص موالٍ للإمارات، كان ضربة إماراتية مهمة جداً في هذا المنصب الحساس، وقابله الإصلاحيون (الإخوان المسلمون) بنوع من البرود، ومحاولة امتصاص الصدمة لفترة من الزمن، لكنها لم تطل.
حيث أقدم مسلحون إصلاحيون، خلال الأسبوع الماضي، على اقتحام مكتب المحافظ في مقر شركة النفط، مما أدى لتوتر الوضع من جديد.
وسبق هذا عمليات اغتيال متبادلة بين ميليشيا أبو العباس السلفية الموالية للإمارات، وميليشيات الإصلاح، كما سبقه تحشيد عسكري، وهجوم إعلامي متبادل.
وكان تعيين الرئيس –المنتهية ولايته- هادي للقيادي في التنظيم السري للإخوان المسلمين المدعو عبده فرحان سالم، كمستشار لقائد محور تعز، صباً للزيت على نار المواجهة المرتقبة بين الإخوان والإمارات.
نتوقع في قادم الأيام أن تتزايد عمليات الاغتيال في مدينة تعز، ويحصل انفلات ومواجهات بينية هنا وهناك، وقد يتطور الأمر إلى مواجهة شاملة، نتمنى فيها للمدنيين في مدينة تعز السلامة والنجاة.