الجديد برس : رأي
محمد طاهر أنعم
تتنامى الاغتيالات في المحافظات المحتلة في اليمن، سواء في الجنوب أو تعز، وتستهدف رموزاً لجماعات دينية وسياسية، كثير منها لا تشارك في مليشيات القتال.
الأسبوع الماضي تم اغتيال إمام أحد المساجد السلفيين في حي إنماء بعدن، وهو يتبع تياراً سلفياً معتدلاً ليس مشاركاً في الحرب، ومخالفاً للإمارات وتوجهاتها.
ويوم الخميس الماضي تم اغتيال عالم صوفي (ابن سميط) في مدينة تريم بحضرموت الداخل، والصوفية كذلك ممن لم يشارك في الحروب الجارية في اليمن.
ويبدو حسب تحليلنا أن الاستخبارات الإماراتية هي من تقف خلف هذه الاغتيالات، والهدف هو دفع هذه التيارات لحمل السلاح وتشكيل مليشيا خاصة بها، حتى تكبر الفوضى في اليمن، وتمسي فوضى السلاح في كل يد، والجماعات المسلحة كثيرة متعددة، تنمو طلباتها وتتعدد أهدافها، ولا يمكن أن تتوصل لحلول بسبب كثرة التعقيدات والتداخلات.
الواجب هو أن تقوم الدولة، ممثلة بأجهزتها الأمنية والاستخبارية، بإيقاف هذه الاغتيالات والتصدي لاستمرارها، ولكن دولة هادي هي دولة ضعيفة مهترئة لا تقدر على حل ولا ربط، ولا تستطيع أن تمنع اغتيالاً ولا جريمة، ويبدو أن الإمارات حريصة على استمرار إضعاف هذه الحكومة في مناطق تواجدها وسلطتها واحتلالها، حتى تحقق أهدافها في خلق الفوضى الشاملة والعامة في كل مكان باليمن، لاستمرار احتلالها وسيطرتها على الموانئ التي ترغب في إضعافها لصالح ميناء دبي.
يجب عمل حل لهذه الاغتيالات الخطيرة، وإلا فإن تلك الجماعات لن يطول الوقت قبل حملها السلاح، ودخولها في فوضى تعدد المليشيات، والمزيد من تعقيد المشهد اليمني، ولا حل إلا بمناهضة العدوان وقواته واستهدافه.