الجديد برس : وكالات
ابتداءً بهادي وليس انتهاءً بيوسف دهباش وجنوده .. يبدو أن السعودية قائدة تحالف العدوان على اليمن ، وطبعاً معها الإمارات قد قررتا منذ وقت مبكر تطويق الشرعية المزعومة ورجالها الذين أغرتهم “المكرمات ” وحولتهم إلى “قطيع” لا يمكنه تسيير نفسه صوب الوجهة الصحيحة، لأنه سلم زمام قيادته إلى عدو يحمل عصاً غليظة، على وقع ضرباتها يساق إلى حظيرة حتى وإن بدت فاخرة فإنها تظل محاطة بأسوار تحبس الحرية وتصادر الكرامة.
ومنذ العام الفائت بدأت السعودية قائدة تحالف العدوان على اليمن في فرض إقامة جبرية على قيادات في ما يسمى بالشرعية وفي مقدمتهم الرئيس المستقيل هادي وعائلته ، ثم لحقه محافظين موالين له ووزراء وقادة عسكريين، ولم تكتفي السعودية بتلك الإجراءات العقابية المهينة بحق موالين لها، فقد راحت تسلط طيرانها الحربي على عسكريين قتلوا في مجازر إبادة لم تكلف نفسها حتى على تغطيتها .
ويبدو أن السعودية عازمة على اعتقال ما تبقى من شرعية هادي المهترئة وها هي تمضي قدماً في سبيل إنجاز ما بدأته مع هادي .. واليوم غادر صلاح الصيادي وزير الدولة في حكومة بن دغر إلى عدن بعد تلقيه أوامر من قيادة التحالف بالمغادرة، ما اعتبره ناشطون بتسريح قسري للصيادي من بلاده إلى الرياض حيث سيفرض عليه الإقامة الجبرية أسوة بمن سبقوه..وذلك عقاباً له على مطالبته للشعب اليمني بالتظاهر للمطالبة بعودة الرئيس المستقيل هادي إلى اليمن.
وقال الصيادي عبر صفحته على فيسبوك يوم أمس الأول :” يجب التظاهر والاعتصام من أجل عودة الرئيس هادي إلى اليمن”.. في إشارة منه الى أن الرجل معتقل في الرياض.. وطالب الصيادي اليمنيين للخروج والتظاهر والاعتصام من أجل عودة من وصفه بـ “الرئيس” إلى اليمن.
وحذر الصيادي من كوارث تاريخية من شأنها أن تقصم ظهور اليمنيين إذا لم يخرجوا للتظاهر، وأشار إلى أن لبنان استعاد رئيسه ببضعة أيام، وتابع: “ونحن أهل الحكمة والإيمان تائهين ثلاث سنوات”.
وكما أكدت توكل كرمان على أن هادي معتقل في الرياض، وخاطبة اليمنيين عبر صفحتها في الفيس بوك قائلة :” السعودية تعتقل سلطتكم الشرعية وتعيد مغتربيكم وتحاصركم جواً وبحرا وبراً وتقصف مدنييكم وتمضي بعيدا في تجويعكم وافقاركم وترعى احتلال جزركم وسواحلكم، وهي بذلكم عدوكم الأول، فاصطفوا بوجه عدوانها البغيض فما ثمة خيار”.
وأكد المغرد السعودي الشهير مجتهد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحتجز الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية هو وعدد من الوزراء بينهم نائب رئيس الوزراء عبد العزيز جباري.
وقال “مجتهد” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” :” بن سلمان يحتجز الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ويضعه تحت الإقامة الجبرية ويمنعه عنة اللقاءات والزيارات ويحتجز بعض من الوزراء اليمنيين الذين يسكنون فنادق الرياض بينهم نائب رئيس الوزراء جباري الذي انتقد التحالف قبل أيام”.
وذكرت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية، أواخر العام الفائت إن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يقبع تحت الإقامة الجبرية في السعودية برفقة نجليه، بالإضافة إلى وزراء وعسكريين يمنيين، وفرض على جميعهم عدم مغادرة السعودية.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين في حكومة بن دغر، تحفظت على ذكر أسماءهم، قولهم إن المنع السعودي جاء منذ أشهر وأرجعوا ذلك إلى “العداء المرير بين هادى والإمارات العربية المتحدة التي تشكل جزءا من التحالف وتهيمن على جنوب اليمن”.
وأضافت الوكالة نقلا عن مسؤول يمني أن هادي ذهب إلى مطار الرياض في أغسطس الماضي، للعودة إلى عاصمته المؤقتة عدن في جنوب اليمن إلا أنه أعيد من المطار.
وأوضح المسؤول اليمني أنه تمت مصادرة جوازات سفر هادي والعديد من المسؤولين اليمنيين في البداية ثم أعيدت لهم لاحقا لكنهم لا يزالون غير قادرين على المغادرة.
كما نقلت عن مسؤولين يمنيين آخرين قولهما إن هادي وأبناءه وعددا من الوزراء معه في الرياض منعوا من الذهاب إلى اليمن، وفرضت عليهم الإقامة الجبرية، وعندما يطلب هادي السفر يبلغونه، بأن عودته ليست آمنة وأن هناك متآمرين يريدون قتله وأن السعوديين يخشون على حياته.
اعتقالات المسئولين اليمنيين الموالين للتحالف لم تقتصر على المتواجدين في الرياض، بل طالت المتواجدين في عدن،وعلى رأسهم الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس حكومة هادي، الذي تم اعتقاله أولاً في قصر المعاشيق على خلفية أحداث العنف والمواجهات المسلحة
التي شهدتها عدن نهاية شهر يناير الفائت بين مسلحي ما يسمى بقوات المجلس الانتقالي الجنوبي وما تسمى بألوية الحماية الرئاسية.
لاحقاً وفي ظرف اسبوعين غادر بن دغر عدن إلى العاصمة السعودية الرياض لتؤكد الأنباء الواردة من هناك أنه ممنوع من العودة إلى اليمن أسوة بهادي.
كما أن وزير النقل في حكومة بن دغر صالح الجبواني هو الأخر مختفي بعد مؤتمره الصحفي الشهير الذي جاء عقب منع قوات النخبة الشبوانية التي تديرها وتدعمها الإمارات له من دخول ، فقام الجبواني بعقد مؤتمر صحفي هاجم فيه الإمارات بشراسة .. لكنه غاب تماماً ولا يعرف مصيره حتى الآن.
ومنذ 6ديسمبر الفائت أختفى عبدالعزيز جباري نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية بحكومة هادي، عن الأنظار وغاب حضوره عن ممارسة أي نشاط عقب هجومه اللاذع على التحالف السعودي في مقابلة تلفزيونية مع قناة يمن شباب المحسوبة على حزب الإصلاح.
وقد تم استدعاء جباري من قبل القيادة السعودية حيث تعرض لتوبيخ شديد ومنع من العودة إلى عدن أو مأرب..فيما تؤكد مصادر في حكومة بن دغر أن جباري معتقل في أحد السجون السعودية إلى جانب عدد من قادة الألوية ومسئولين يمنيين أخرين.
وكانت وكالة الصحافة اليمنية قبل اقل من اسبوعين قد أكدت خبر اعتقال قائد اللواء الخامس حرس حدود الموالي للتحالف العميد يوسف دهباش و 36 ضابطاً في اللواء، بينهم قادة كتائب تتبع اللواء لرفض قائد اللواء تنفيذ أوامر عسكرية سعودية بتحريك قواته إلى الجبهات الحدودية للقتال في الصفوف الأمامية كخط دفاع متقدم نيابة عن القوات السعودية، خاصة وأن رفضه جاء بعد عودته عن استقالة كان قدمها في اغسطس الفائت احتجاجاً على انقطاع السعودية عن صرف رواتبهم منذ مارس 2017.
وتم اعتقال دهباش ورفاقه داخل السعودية وقد نقلوا إلى أحد السجون السعودية غير المعروفة، ووجهت السلطات السعودية لدهباش تهمة التعاون مع قطر ضد السعودية وكسر الأوامر العسكرية الصادرة من قائد القوات البرية السعودي.
ويبدو مصير دهباش ورفاقه أفضل من مصير جنوده الذين قتلتهم طائرات سعودية حربية في عملية وصفت بالمجزرة ، فقد قتل 136 جندي، فيما أصيب قرابة 600 أخرين اصاباتهم بالغة جداً.
ولا يزال هباش وبقية الضباط المعتقلين داخل السجون السعودية من بداية شهر يناير الفائت، ولا يعرف مكان اعتقالهم حتى اليوم، كما ترفض السعودية الإفراج عنهم رغم تدخل وساطات كبيرة من بينهم نائب الرئيس المستقيل اللواء الفار علي محسن الأحمر الذي رفضت السعودية التجاوب مع طلبه بطريقة مهينة.
وكانت السلطات السعودية قد طردت محافظي حجة وريمة و المحويت المعيين من قبل الرئيس المستقيل هادي من أراضيها قبل قرابة ثلاثة اشهر ورفضت تجديد تأشيراتهم بعد أن احتجزتهم فترة داخل أحد سجونها.
المحافظين الثلاثة هم “عبدالكريم احمد السنيني محافظ حجة، وصالح سميع محافظ المحويت، ومحمد علي صالح الحوري”، تم نقلهم إلى مأرب حيث فرضت عليهم سلطات الرياض الإقامة في فندرق بمدينة مأرب استأجرته لنفي رجالات هادي الذين لا يمثلون أي ثقل سياسي أو عسكري.
الكرت الأحمر الذي رفعته السعودية في وجوه رجالات هادي طال أيضاً الجرحى من المسلحين الذين قاتلوا في صفوف التحالف ممن ينتمون إلى المحافظات الثلاث قبل شفاء جراحهم.
وكالة الصحافة اليمنية