المقالات

الغوطة الشرقية وتعز

الجديد برس : رأي 

محمد طاهر أنعم

تتشابه كثيراً الأوضاع بين منطقة الغوطة الشرقية في سوريا ومدينة تعز في اليمن.
كلاهما منطقتان مختطفتان بأيدي جماعات إرهابية وجماعات عميلة لدول خارجية يتم استخدامها لتدمير الدولة وإحياء النفس المذهبي والطائفي والمناطقي بقلة عقل وقلة دين، وتحت قيادة مجموعات من الانتهازيين والمرتزقة المستعدين لتدمير بلادهم ومناطقهم من أجل فتات الأموال من الخارج.
وكلا المنطقتين يختبئ المرتزقة والإرهابيون داخل بيوتها وأحيائها، ويتخذونها مناطق لإطلاق النار وللحرب وللقتال، ويجعلون أهلها رهائن فيها، ويرفضون أي خروج للقتال خارجها بعيداً عن المدنيين وفي مناطق لا تصل القذائف والنيران فيها إلى المناطق السكنية.
وكلما جاءت فرصة للجيش السوري أو اليمني لدخول بعض أحياء وحارات هذه المناطق المختطفة، علت أصوات البكاء والصياح والتشكي من المجازر التي تلحق بالمدنيين، والاستهداف المتعمد لهم، وينتقل التشكي من الجماعات المرتزقة المحلية ومواقعها وإعلامها وناشطيها، إلى الدول الداعمة لها والممولة.
كانت مدينتا حلب والموصل سابقاً تشبهان هذه الحالات الشاذة من اتخاذ المدينة ومدنييها دروعاً لجماعات الإرهاب والمرتزقة، ومحاولة الصراخ كلما اقترب تحريرها، ولكن قامت الجيوش المحلية في العراق وسوريا هناك بتحرير تلك المدن، وإخراج تلك الجماعات المتطرفة منها، متغافلة الحملات الإعلامية التي تُشن ضدها، مما أدى لاستقرار الحياة فيها لاحقاً، وصارت مثلاً يحتذى في الأمان والاستقرار والتخلص من الفوضى وجماعات العنف، سواء الموصل في العراق أو حلب في سوريا.
نرجو أن يتم تطهير الغوطة في سوريا قريباً بهذه العمليات الكبيرة التي يقوم بها الجيش السوري، وفي أقرب فرصة ممكنة، وألا يتعرض المدنيون للمزيد من المعاناة، ونرجو أن يأتي يوم قريب يتم فيه تطهير تعز من جماعات المرتزقة والإرهاب، وما ذلك على الله بعزيز.