الجديد برس : رأي
علي أحمد جاحز
بعد مرور ثلاث سنوات من العدوان الامريكي السعودي على اليمن ، هل يجوز أن نقول لازلنا صامدين وثابتين؟ أم أن المفترض أن نقول ، صرنا اكثر صمودا وثباتا؟
هل يجوز أن نقول لازلنا قادرين على المواجهة ، أم أن المفترض ان نقول: صرنا اكثر قدرة على المواجهة؟
هل يجوز أن نقول لاتزال لدينا خيارات وامكانات ، أم أن المفترض ان نقول ، صرنا نمتلك خيارات وامكانات أكثر بكثير مما كنا نمتلك قبل ثلاث سنوات؟
في الواقع لا يجوز ان نقيس ونقيم مستوى وضع جبهة الصمود والمواجهة اليمنية بوجه أبشع عدوان يقوده أكبر تحالف عربي ودولي ويموله ويسلحه أعتى عتاولة الارض ، بمقاييس عادية ونمطية ، فما حصل ليس اعتياديا وما جسده الشعب اليمني وجيشه ولجانه وقيادته السياسية والامنية والعسكرية والاجتماعية ليس اعتياديا ، بل يكن أن نصفه بكونه حالة فنتازية فوق المألوف.
نعم ، نقولها وافواهنا ممتلئة بالثقة والفخار ، بكوننا نمتلك مالا يمتلكون وننطلق من منطلقات لا يؤمنون بها ونتحرك بروحية لا يفهمونها ونتكيء على اسباب وعوامل لا يرونها ، فهل ثمة من هو أقوى وأعظم وأقدر من الله الذي بيده مقاليد كل شيء يمكن من يشاء وينزع التمكين ممن يشاء.
في الواقع ، إيمان الشعب اليمني وثقته في النصر الذي لا يمنح للطغاة والظلمة والمستكبرين ، هو سر ثباته وصموده وتماسكه ، والعمل الدؤوب في كل الاتجاهات بجدية وحماس هو سر الابداع وتوفير الامكانات ، وحكمة القيادة وبعد نظرها واتزانها هي أهم أسرار القوة والهيبة التي يتمتع بها شعب اليمن وابطاله.
ولذلك ، سنرى ونسمع من الان الكثير من المواقف والتحركات السياسية والدبلوماسية التي ترمي في مجملها الى فهم طبيعة وأسرار فشل العدوان والحصار وخروج الحرب بهذه النتيجة غير المتوقعة ووصولها الى طريق موحل لا أفق له ، ولن يكون ضمن اهدافها ومراميها الخروج بحلول تنهي الحرب كما يحاول البعض تصويره.
ثمة مطابخ سياسية دولية كبرى تدرس وتحلل المشهد اليمني والملف اليمني وتحاول أن تقرأ وتستوعب المتغير الخفي في اللعبة التي اتسعت فاصبحت صحراء لا افق ولا حدود ولا مخارج منها ، والمستنقع اللزج الذي لا يترك فرصة للرجوع ولا التقدم.
بعد ثلاث سنوات صمود وثبات ، هذه هي اليمن في أنصع صورها ، وهذا هو الشعب اليمني في ابهى تجلياته ، وهذا هو المشروع الثوري التحرري القرآني المتصل بقواعد وثوابت الفطرة البشرية السوية ، وهذه هي كينونة الانسان بإبائه ورفضه ونزعته للحرية والاستقلال والعدالة والكرامة.
وبرغم كل ما حاول ويحاول ذئاب وثعالب النظام العالمي فعله والتخطيط له على المستوى السياسي والدبلوماسي ، لن يفطنوا الى ثغرة يعبرون منها الى سر الانسان اليمني العظيم الذي تجلى وتجسد في هذه اللوحة الواضحة بعد ثلاث سنوات من العدوان والحصار ، ليحولها الى ثلاث سنوات من الصمود والثبات والتعلم والتدريب والابداع والخطى الخلاقة البناءة التي تحمل اليمن والشعب اليمني كل يوم الى لحظة الانتصار الكبير بإذن الله.