الجديد برس : خاص
نشرت صحيفة “ديفينس ون” الدفاعية الأمريكية التي تعتبر الصحيفة المختصة بالشؤون الدفاعية الأولى في أمريكا تقريراً أعده الصحفي الأمريكي “جون غامبيل”، والذي يعمل في منصب المراسل الصحفي الأول لوكالة أسوشييتد برس في دبي – الإمارات، التقرير نُشر تحت عنوان :
(مقاطع فيديو تثير أسئلة وجدل حول المزاعم السعودية باعتراض الصواريخ)
ترجمة / أجمد عبدالرحمن
كما هو الحال مع كل الصواريخ الباليستية التي أطلقها المتمردون الشيعة في اليمن والتي تستهدف المملكة العربية السعودية ، قالت المملكة إنها اعترضت جميع الصواريخ السبعة التي تم إطلاقها بالأمس، لكن مقاطع الفيديو على الإنترنت تثير تساؤلات جديدة حول هذه المزاعم.
وتظهر مقاطع الفيديو بأن عملية إطلاق صواريخ الباتريوت مساء يوم الأحد سارت بشكل خاطئ تماماً، مع تغير المسار المفترض لهذه الصواريخ ، باتجاه حي سكني في الرياض وانفجاره هناك. ويبدو بأن صاروخ آخر أنفجر بعد وقت قصير من إطلاقه من العاصمة السعودية.
هذا ولم ترد وزارة الإعلام السعودية على طلبات للتعليق يوم الاثنين من وكالة أسوشيتد برس. ومع ذلك ، يبدو بأن أشرطة الفيديو قد أظهرت المملكة كونها دولة أخرى بالغت في تقدير قدرات نظام الدفاع الصاروخي “باتريوت”، الأمر الذي يكاد أن يكون تقليداً قديماً يعود إلى حرب الخليج عام 1991.
السيد “جيفري لويس” ، خبير الصواريخ في معهد “ميدلبيري للدراسات الدولية” في مونتيري بكاليفورنيا ، والذي شاهد مقاطع الفيديو في سابق قال بأنه : “من المرجح أكثر بأنه لم يتم اعتراض أي من هذه الصواريخ فضلاً عن القول بأن السعوديين أسقطوا أيًا منها”.
وقد كان السيد “لويس” قد درس من قبل عمليات إطلاق صواريخ الباتريوت السعودية. وتقول السعودية بأنها قد استهدفت بنحو 90 صاروخا باليستيا أطلقها المتمردون الشيعة في اليمن، وتسببت عملية ليلة الأحد بمصرع شخص وإصابة اثنين آخرين في الرياض بشظية صاروخية، وهو أول الضحايا في العاصمة السعودية منذ بدء الحرب.
وقد تسببت الصواريخ السابقة التي أطلقها المتمردون اليمنيون في حدوث وفيات في أجزاء أخرى من المملكة.
وقال الجيش السعودي إنه اعترض سبعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون في المملكة، حيث استهدفت ثلاثة منها الرياض ، واستهدف اثنان منها جازان، وواحد استهدف نجران والأخير خميس مشيط.
ونشرت قناة العربية التلفزيونية الفضائية المملوكة للسعودية لقطات قالت إنها تظهر بطاريات صواريخ باتريوت تنطلق باتجاه صواريخ الحوثيين القادمة باتجاه الرياض.
ويبدو أن صاروخ باتريوت واحد أنفجر بعد ثوان من إطلاقه ، وهو ما تسبب في صراخ أحد المارة ، بينما انهمرت الشظايا الملتهبة على الأرض.
وفي مقطع فيديو آخر جرى تداوله على الإنترنت ، غيّر صاروخ باتريوت الذي انطلق صاعداً، غير مساره فجأة ، وتحطم في الأرض بالقرب من حي سكني.
هذا ولم يعترف الجيش السعودي بهذه الأعطال الظاهرة في الصواريخ، ولم يقل العقيد السعودي ، تركي المالكي ، في بيان التحالف سوى أنه : “تم اعتراض وتدمير كل الصواريخ الباليستية السبعة”.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتساءل فيها الخبراء عن ادعاءات السعودية بشأن اعتراض الصواريخ. ويقول محللون عسكريون إن قوات الدفاع الجوي السعودية الملكية تعتمد إلى حد كبير على صواريخ باتريوت باك -2 ، وهو نظام تم تطويره في أواخر الثمانينات، وهذه الصواريخ تعتمد على ما يسمى “تجزئة الانفجار” والتي تهدف الى تدمير الصواريخ القادمة بالتشظي فوق المنطقة المستهدفة كقصاصات نارية.
ويقول محللون ان الحطام الذي تم العثور عليه من خلال اطلاق صواريخ الحوثيين الاخيرة لم يولد أي علامات تشير الى انه تضرر من مثل هذه الصواريخ الدفاعية.
كما يمتلك صاروخ “بركان” المستخدم في الهجمات على الرياض رؤوساً حربية تنفصل عن جسم الصاروخ، ما يجعل ضربها أكثر صعوبة.
“جيريمي بيني” ، وهو محلل في معهد جينز ديفنس، كتب في يناير “صُمم صاروخ باتريوت PAC-2 الذي كان موجودًا في المخزونات السعودية منذ تسعينيات القرن الماضي بهدف اعتراض الصواريخ الباليستية البطيئة والقصيرة المدى غير الانفصالية – اي التي لا ينفصل رأسها الحربي عن بدن الصاروخ – ، ومن المرجح بأن هذه المنظومات قد عانت صعوبات كبيرة لاستهداف وتدمير صاروخ البركان … بعد انفصال رأسه الحربي عن بدن الصاروخ”.
خبير الصواريخ “جيفري لويس” أيضاً لديه شكوك مماثلة، حيث قال: “إن أنظمة باتريوت مبالغ فيها في الحقيقة – فالصواريخ التي يطلقها الحوثيون في الرياض يبلغ مداها ألف كيلومتر (620 ميلاً) وهي ذات رأس حربي منفصل”.
مضيفاً “وأنا لم أكن أتوقع أن تنجح أي من عملات الإعتراض ضد صاروخ كهذا”.
المملكة العربية السعودية تمتلك أيضاً صواريخ باتريوت PAC-3 ، التي صممت لمواجهة الصواريخ القادمة بصورة مباشرة على عكس صواريخ PAC-2.
وقد أشاد الرئيس دونالد ترامب ببيع تلك الصواريخ لهم، في صفقة قُدرت في عام 2015 بمبلغ 5.4 مليار دولار.