المقالات

صواريخ الضعف واليأس

الجديد برس : رأي 

من جديد، الرياض في مرمى الصواريخ الباليستية اليمنية؛ ولكن هذه المرة كان التوقيت بمثابة الضربة القاضية لدول العدوان، وعلى رأسها السعودية. في ليلة الـ26 من مارس قبل 3 أعوام عاشت السعودية وشركاؤها في العدوان (حالة النشوة) وهم يقتلون الأطفال والنساء في اليمن بعمليتهم العسكرية التي سموها (عاصفة الحزم)، وحلمهم كان تدمير اليمن وقوته العسكرية الجوية والبحرية والجوية.
وفي الليلة ذاتها بعد 3 أعوام من العمليات العسكرية المتواصلة وما يزيد عن 800 ألف غارة على اليمن، أرسلت القوة الصاروخية اليمنية (درزن) صواريخ باليستية تجاوزت الدفاعات الجوية السعودية، ولعبت مع الباتريوت (رفعات)، ووصلت إلى عاصمة (الحزم) الرياض.
وبالرغم من تشكيك خبراء أمريكيين في فاعلية منظومة الدفاع الجوي الصاروخي (باتريوت) الأمريكية الصنع، بعد وصول الصواريخ الباليستية إلى الرياض، إلا أن إعلام العدوان مستمر في التضليل للتخفيف من روع السكان بادعاء اعتراض الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها. غير أن الشارع السعودي لم يستطع أن يصدق إعلام (نجوى قاسم) ويكذب ما التقطته عدسات تلفوناتهم من مكان الحدث.
أما حكاية (الباتريوت) فهي ليست أكثر من وهم. وسبق أن نشر عدد من الصحف الأجنبية، ومن بينها (النيويورك تايمز) الأمريكية، أن السعودية فشلت في تدمير الصواريخ اليمنية عبر منظومة الباتريوت التي تطلق أكثر من 5 صواريخ لاعتراض كل صاروخ قادم من خارج المملكة، وتفشل في تدمير الرأس المتفجر.
مجلة (نيوزويك) الأمريكية كشفت أن منظومة الدّفاع الجوي السعودية منيت بالفشل الذريع في اعتراض الصواريخ الباليستية اليمنية التي استهدفت مطار الملك خالد الدولي بالرياض ومطار أبها الإقليمي ومطاري نجران وجيزان.
وبحسب (نيوزويك) فإن مقاطع الفيديو التي وصفتها بالفضائحية أظهرت أن اثنين من صواريخ الباتريوت الأمريكية الصنع فشلا في التصدي للصواريخ الباليستية اليمنية، وهو ما يمكن أن يشكل إغراء للجيش واللجان الشعبية لتوجيه مزيد من الضربات، التي يمكن أن تهدد أمن السعودية.
صواريخ الباتريوت استخدمت لأول مرة في حرب الخليج الثانية، لاعتراض الصواريخ العراقية، وهي من نوع (سكود) مطورة عراقياً، وقد رافق استخدامها لاعتراض الصواريخ الباليستية تضخيم إعلامي هائل، إلا أن الواقع أثبت فشلاً ذريعاً في اعتراض تلك الصواريخ.
المهم أن السعودية شعرت بالوجع، وأدرك سكان الرياض أن الأمور (ما فيهاش مزح)، والإمارات (مراعي) لدورها وحصتها، والعالم كله (مركوض) بحكاية الصواريخ، والبيانات والإدانات لم تتوقف من واشنطن ولندن ودويلات الخليج، ومحمد بن سلمان يصرح لصحيفة (نيويورك تايمز)، بأن الصواريخ السبعة التي أطلقتها القوة الصاروخية اليمنية على المملكة السعودية (محاولة أخيرة يائسة أظهرت أنهم ضعفاء).
كيف حسبها بن سلمان؟! والله ما لي علم! أيش النظرية اللي مشى عليها؟! مدري! المهم بحسبته طلع أن هذا الخطر الذي يهدد المملكة وأمنها واقتصادها (ضعف)، واعتبر هذه الخطوة الجريئة والقوية بعد 3 سنوات من حربه الفاشلة يأساً، (كيف؟! وليش؟! محد داري!).
إلى جانب (الهبل) الذي يمارسه محمد بن سلمان، عمل إعلام العدوان على حرف مسارات الإنجاز الباليستي اليمني بتحويل الأمر إلى مشكلة حول مصدر الصواريخ، وتحول الحديث من إنجاز عسكري نوعي للجيش اليمني إلى الحديث عن استخدام (صواريخ إيرانية)، واستطاعت الماكينة الإعلامية الممولة سعودياً وإماراتياً خلق رأي عام عالمي عن نوعية الصواريخ، بعيداً عن أهمية إطلاقها بعد 3 أعوام من الحرب التي جاءت بالأساس لإزالة الخطر المحتمل على المملكة من اليمن.
لم يظلمهم أحد ولكنهم ظلموا ولعنوا أنفسهم بخيانة وطنهم والوقوف في صف العدو، وكشجرة خبيثة اجتُثت من الوطن ما لها اليوم من قرار، أصبح حال المرتزقة من الإعلاميين الملتحقين بالعدوان على مدى السنوات الثلاث السابقة، فقد تمزقوا بين الرياض، القاهرة، إسطنبول، عَمان، وهم يقتاتون على بيع الكذب وتزوير الحقائق وتلميع العدوان، ويحاولون بكل ما أوتوا من خيانة التستر على جرائم العدوان وشرعنة القتل والحصار على أبناء جلدتهم، وتعلو أصواتهم بالتأوه والتوجع عندما تتعرض السعودية أو الإمارات لضربات موجعة. ولأن شجرة الخيانة لا تثمر أو تزهر أبداً، فقد يبست وتساقطت أوراقها، وصارت أخشاباً جدباء لُعنت وحرم عليها أن ترى أو تحس بربيع الوطن حتى لو عادت إليه، ومن أبرز تلك الوجوه الإعلامية المطموسة: علي البخيتي، سام الغباري، محمد قباطي، كامل الخوداني، عادل الشجاع، توكل كرمان، راجح بادي، جميل عز الدين، نبيل الصوفي، عبدالله الحضرمي، محمد أنعم، عبدالولي المذابي، وغيرهم الكثيرون.
عبد الحافظ معجب / لا ميديا