الجديد برس – مقابلات
قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن “ترامب أشاع فكرة الحرب على سوريا لكنه ضرب أماكن غير مأهولة، وهو وجد أن خوض حرب عالمية مضرّ بالولايات المتحدة، والعدوان هو لإثبات الوجود ليس أكثر، وهو لم يحقق أهدافه لأنه لم يغيّر شيئاً على الأرض”، مشيراً إلى أن نتائج العدوان الثلاثي على سوريا هي ثلاثة جرحى فقط والغارات كانت على أمكنة تم قصفها سابقاً.
وأضاف قاسم في حوار خاص مع قناة الميادين أنه “قبل العدوان نُقلت معلومات إلى الروس وتبدّل موعد القصف على مناطق محددة في سوريا أكثر من مرة، وأن إعطاء الأميركيين معلومات للروس عن القصف وموعده يعني أنهم لا يريدون حرباً”، لافتاً إلى أن أميركا “لا تريد مواجهة مع روسيا وليس لدى الإدارة الأميركية أي مشروع بعد العدوان في سوريا”.
وتابع “العدوان الثلاثي على سوريا لا يستحق رداً عسكرياً ولا نرى حاجة إلى رد عسكري، فعندما يطلق 100 صاروخ والدفاعات الجوية السورية تسقط 70 منها فهذا يعني أن العدوان قد فشل، وقبله كان واضحاً أن الأميركيين ليسوا جاهزين للحل السياسي في سوريا، أمّا بعده فقد تعقّد الحل السياسي أكثر، وربما قد نحتاج إلى سنة أو أكثر للتوصل إلى حل سياسي في سوريا”.
ورأى قاسم أن الأميركيين حاولوا “من خلال العدوان تحسين شروطهم وموقعهم في المفاوضات السياسية لكن انتصار محور المقاومة فاجأهم، والعدوان الثلاثي مرتبط بتحرير الغوطة الشرقية، وهم خسروا ورقتهم في العاصمة السورية”.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله إلى “تحريض خليجي ساعد في العدوان الثلاثي، والسعودية ترغب في حرب واسعة على سوريا”.
وحول القمة العربية الـ 29 التي أقيمت في الظهران السعودية، قال قاسم “لم أتابع القمة العربية لأنها في نظري غير موجودة ولا قيمة لها أصلاً والسعودية تريدها لتغطية أفعالها”.
وخلال حديثه لفت الشيخ نعيم قاسم إلى أن “إسرائيل أرادت من خلال قصفها مطار “تي فور” إحداث معادلة جديدة أنها هي التي تتحكم بقواعد الاشتباك وهذا ما لا نقبل به”، مؤكداً على أن “القتل الإسرائيلي المتعمّد للإيرانيين في المطار سيكون له رد، حيث نتوقع رداً إيرانياً على إسرائيل في سوريا لكن لا نعرف شكله”، مشيراً إلى أن “إسرائيل ليست مستعدة لحرب شاملة لكنها تفتعل معركة بين المعارك ومحور المقاومة لن يسمح بتقييد حركته في سوريا، حيث أن حزب الله لن يقبل بقواعد اشتباك تحدّ من حركته داخل سوريا في مواجهة الإرهاب”.
وقال “لا يوجد قواعد اشتباك متفق عليها في سوريا، وروسيا قالت إنه لا علاقة لها بالصراع العربي- الإسرائيلي، وهي لا ترسم قواعد اشتباك في سوريا لكنها لا تريد التصادم مع قوى أخرى”، مشيراً إلى أن “قواعد الاشتباك في سوريا تُصنع بالدم والنار والخطوة التالية للجيش السوري وحلفائه هي تحرير الغوطة الغربية والقلمون الشرقي، وحزب الله لا يشارك في كل معارك سوريا وسنكون حيث يجب أن نكون”.
لو لم يذهب حزب الله لقتال الإرهاب في سوريا لرأيناه في جونية
وفي حديث نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم للميادين أردف قائلاً أن “حزب الله لم يذهب إلى سوريا من أجل مكسب جغرافي أو سياسي بل لحماية لبنان والمقاومة وليس لحزب الله أطماع في سوريا ويهمنا أن تبقى سوريا دولة مقاومة، والحزب ليس جزءاً من الحل السياسي في سوريا وعند الاتفاق عليه لا يعود لنا حاجة للبقاء فيها”، مؤكداً أن “كل شهيد في حزب الله يرتقي نفتخر به ونعلن عنه ولا نريد تقديم أرقام أو إحصائيات كوثيقة للخصوم”.
وحول إمكانية تقسيم سوريا قال “لم يوضع حد نهائي لمشروع تقسيم سوريا وما دام أنه لم يحصل حل سياسي فذلك يعني أن مشروع التقسيم قائم”.
كما لفت إلى أن “(الأمين الهام لحزب الله) السيد نصر الله تحدث عن مواجهة الشعوب لأي عدوان أميركي، لأن الظروف تغيّرت وسط انتصارات المقاومة، وأي عدوان أميركي لا يمكن أن يمر من دون رد الشعوب ومزاج الشعوب تغير والعدوان الثلاثي أثبت ذلك”.
وفي السياق منفصل، كشف قاسم أن “اتصالات بين حزب الله وقطر حصلت عبر صلة وصل من باب التواصل وحل بعض القضايا، ولكن لم يحصل حتى الآن إعادة العلاقات بين حزب الله وقطر ولكن هناك تواصل غير مباشر”.
وتحدث نائب الأمين العام لحزب الله أنه في “المرحلة السابقة عمل حزب الله على دعم المقاومة الفلسطينية عسكرياً ومالياً” وأكد “البقاء إلى جانب الفلسطينيين، فدعم المقاومة الفلسطينية ليس فقط بالاستعراضات ونحن نراكم القوة والقدرة لدى الفلسطينيين لمعركة التحرير”.
وتابع “حزب الله جزء من مسيرة العودة ولو أنفق العرب ما دفعوه لترامب أو صرفوه في سوريا لكانت تحررت فلسطين، والتظاهرات الأخيرة في فلسطين تؤيد سوريا وإيران وحزب الله وهو ما يشير إلى التعاون بيننا”.
قاسم أكد في حديثه عل أن “ما جرى في سوريا منذ عام 2011 حتى الآن هدفه مشروع الشرق الأوسط الجديد وتصفية القضية الفلسطينية”.
وعن الساحة اللبنانية قال الشيخ قاسم إن “السعودية احتجزت الرئيس سعد الحريري لأنه لم ينفّذ سياساتها فالرياض تعتبر لبنان منصة لها”.
وأضاف “لو لم يذهب حزب الله لقتال الإرهاب في سوريا لرأيناه في جونية والحزب ليس بديلاً عن الدولة أو الجيش اللبناني، وعندما يكون الجيش اللبناني قادراً على حماية لبنان لن يجدوا من حزب الله أي عمل قتالي”، متابعاً “هل يستطيع لبنان أن يتحمّل حزب الله داخل أطر الجيش اللبناني ضمن أي استراتيجية دفاعية؟”.
كما أكد على أن “حزب الله لم يعتبر يوماً أن شهداءه هم فقط من حموا البلاد إنما كل شهداء لبنان والجيش اللبناني”.
السعودية والإمارات تتدخلان في الانتخابات وزيارة السفيرين إلى بعلبك دليل على ذلك
وحول الانتخابات البرلمانية اللبنانية قال قاسم إن “شعار نحمي ونبني” رفعناه لأننا معنيون بحماية لبنان وبنائه وأنجزنا في الفترة الأخيرة الكثير من الخدمات للناس”.
وأشار إلى أن حزب الله “صرف 900 مليون دولار خلال السنوات السابقة في بعلبك الهرمل من أجل البنى التحتية والأمور الخدماتية لكن الحزب لديه مشكلة في إظهار ذلك، ومشكلة بعلبك الهرمل في البطالة وسنعمل على ملف الصناعة والزراعة وضبط الأمن، مؤكداً أن “حزب الله دائماً وعد ووفى وكل من يتهمه بالتقصير لا يفرقون بين دوره ودور الدولة اللبنانية”.
كما تابع قوله إن “منافسي حزب الله في الانتخابات أشاعوا بأنهم سيخترقون لوائح حزب الله وحركة أمل وهذا غير صحيح، وإذا فاز أي منافس في دائرة بعلبك الهرمل فسيكون ذلك بسبب قانون الانتخابات لا بسبب شعبية المنافسين، ولدينا تحدٍ انتخابي في دائرتي جبيل وبعلبك ونعمل على تحشيد الناخبين لأن التصويت استفتاء شعبي، كما اتفقنا مع حركة أمل على التحالف معًا في كل الدوائر وذلك مفيد لنا وتركنا حرية التحالفات لحلفائنا، لكن التحالف الانتخابي ليس له علاقة بالتحالف السياسي ومتفقون استراتيجياً مع التيار الوطني الحر”.
وأكد قاسم على أن “الرئيس عون هو الرقم واحد بالنسبة إلينا والوزير باسيل منسجم معنا ولدينا بعض الملاحظات على بعض مواقفه”.
قاسم لفت إلى أن “السعودية والإمارات تتدخلان في الانتخابات وزيارة السفيرين إلى بعلبك دليل على ذلك”.
كما جاء في في حديثه “لم نضع هدف الثلث المعطل أو الغالبية البرلمانية في الانتخابات إنما هدفنا تمثيل حلفائنا ومعارضي الخط الآخر، وبعد الانتخابات يبقى حلفاؤنا هم أنفسهم لو اختلفنا في الانتخابات النيابية”.
وأشار إلى أن حزب الله “سيضع آلية لمكافحة الفساد بصرف النظر عن الشخصيات المتورطة في الفساد”، ولفت إلى أن “قرار العفو العام نؤيده بشروط وتأخر إقرار قانون العفو هو بسبب بعض الإجراءات القانونية”.
وختم قائلاً “من المبكر الحديث عن شخصية رئيس الوزراء(اللبناني) المقبل ونترك ذلك لما بعد الانتخابات النيابية”.