الجديد برس
كشف مصدر جنوبي في الساحل الغربي أن الأخبار التي تناقلتها مواقع إخبارية مساء الجمعة عن وقوع خيانات من الداخل في صفوف قوات طارق صالح بعد شن هجوم على مواقع الحوثيين بمعسكر خالد جنوب غرب تعز، لم تكن شائعات وكانت معلومات حقيقية.
وكشف المصدر تفاصيل وقوع الخيانات التي حدثت وتسببت بسقوط عشرات القتلى والجرحى من قوات طارق صالح التي هاجمت مواقع قوات حكومة الإنقاذ بالساحل الغربي في أول عملية عسكرية لعناصر طارق بعد أن تم تجيهزها بعتاد نوعي وتموين يفوق تموين الجيش اليمني في ذروة قوته، وبدأ الدفع بمجموعات الواحدة تلو الأخرى نحو معسكر خالد منذ الثلاثاء والأربعاء الماضيين، مشيراً أن قوات ألوية العمالقة شاركت أيضاً في العملية العسكرية عبر التغطية النارية من الخلف، مؤكداً أن “مدفعية العمالقة وجهت قذائفها ودكت بها كل شيء تراه العين وترصده العدسات بالتزامن مع تحليق الطيران ورصد تحركات مقاتلي الحوثي”.
وأكد المصدر أن العملية العسكرية ضد قوات حكومة الإنقاذ والحوثيين باتجاه مفرق الوازعية بدأت منذ صباح الخميس الماضي بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران الأباتشي، وأضاف: “تقدمت عربتان وعدد من الأفراد لايتجاوزون الفصيل من الجهة الشرقية للمعسكر لتتقدم مئات الأمتار وانحرفت عن المسار قليلاً لترتطم بعبوات ناسفة انفجرت بها واستشهد من بداخلها، وقتها كان الحوثيون قد رتّبوا مواقعهم العسكرية ونصبوا مدفعيتهم وقواعد صواريخهم وللأسف سددوا ضربات بالمدفعية والصواريخ بإتقان عسكري وحنكة نعترف بها وإن كانت مريرة على قوات العميد طارق”.
وأضاف المصدر إن قوات طارق تحركت من الاتجاه الآخر نحو موقع الخزان، وفور دخول العربات العسكرية التي كانت مسنودة بالأفراد من المشاة، “باشر الحوثيون بقصف بالمدفعية وأدت القذيفة الأولى إلى تدمير إحدى العربات على الفور ومقتل عدد من المشاة ممن كانوا بجوارها، أما العربة الثانية فقد انفجر بها لغم وضعه الحوثيون في وقت سابق وعلى إثر ذلك سقط عدد من الجرحى الذين تعرضوا لإصابات خطيرة وقاتلة”.
وأكد المصدر أن قوات ألوية العمالقة لم تكن مهمتها الهجوم والتقدم، “ولكنها ساندت بالسلاح الثقيل والإشراف من مؤخرة القوة لتنتظر سيطرة قوات طارق على أي مواقع حتى تباشر قوات العمالقة من تأمينها نارياً”.
وكشف المصدر أن ما حدث بعد ذلك هو قيام أفراد طارق صالح ببيع أسلحتهم الشخصية والهروب من مسرح العمليات، وهو ما تسبب بحدوث خيانات وكشف للمعلومات التي حصلت عليها قوات حكومة الإنقاذ وتمكنت بعدها من التعامل مع قوات طارق بكل سهولة وأوقعوا فيهم خسائر كبيرة جداً”.
وأشار المصدر إلى أن “ما تتداوله مواقع إخبارية وناشطين موالين للعميد طارق صالح ليس صحيحاً والحقيقة هي العكس تماماً وعلينا أن نعترف بالأخطاء الكارثية التي حدثت في أول معركة لتفادي وقوعها في المعارك القادمة”، مضيفاً بالقول: “صحيح أن قوات العميد طارق سيطرت على أحد المواقع وكان ذلك صباح يوم الجمعة، ولكن سرعان ما قام الحوثيون بشن هجوم معاكس وتمكنوا من استعادة الموقع على الفور، خاصة وأن قوات طارق التي كانت في الموقع لم تبذل أي جهد للدفاع عن الموقع وصد الحوثيين، حيث سارعت قوات طارق إلى الانسحاب من الموقع”.
ولفت المصدر إلى أن هذه المعلومات لا يستطيع أحد إنكارها، “لأن الحوثيين قد وثقوا بالصوت والصورة كل ما حدث في المعركة”.
هذا وكان إعلام حكومة الإنقاذ “الإعلام الحربي” قد وزع مشاهد للعمليات العسكرية التي حدثت في المخا وفي محيط معسكر خالد جنوب غرب تعز، وكشفت المشاهد عن تكبيد قوات طارق صالح خسائر كبيرة في العتاد العسكري والأرواح، فخلال خمسة أيام من الهجوم المتواصل بمحيط معسكر خالد قُتل أكثر من 93 من المسلحين المقاتلين في صفوف الإمارات بالساحل الغربي، فيما أصيب العشرات.
وحسب تلفزيون المسيرة التابع لجماعة أنصار الله فإن من بين القتلى 54 فرداً يتبعون قوات طارق صالح فيما البقية من المسلحين الجنوبيين المنتمين لألوية العمالقة، بالإضافة إلى قامت قوات حكومة الإنقاذ بتدمير وإعطاب 23 آلية عسكرية من بينها 16 مدرعة تم تدميرها بالكامل إما بالقصف المباشر بالصواريخ الحرارية أو بانفجارها بعد مرورها في كمائن العبوات الناسفة التي نصبتها قوات الإنقاذ في وقت سابق.
*المساء برس