الجديد برس – أخبار محلية
نشرت صحيفة “لي أوكي ديلا غويرا” الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن موقع “ويكيليكس” الذي يثير قلق الغرب، والحسابات المجهولة التي تتعمد نشر أخبار وأسرار آل سعود، التي أصبحت تؤرق المملكة العربية السعودية بصفة خاصة خلال الآونة الأخيرة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إنه خلال السنوات الأخيرة ذاع صيت موقع “ويكيليكس” في الدول الغربية، بسبب تسريب وثائق مهمة وسرية من أجل لفت الانتباه لممارسات الحكومات والرؤساء.
ومؤخرا، ظهر حساب مجهول على موقع تويتر يعرف باسم “مجتهد”، أثار ضجة واسعة في جميع أنحاء العالم، وأصبح يمثل مصدر قلق بالنسبة للرياض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الناشط السعودي المتخفي وراء هذا الحساب يتعمد نشر أخبار ومؤامرات تحدث في أروقة القصر الملكي السعودي، فضلا عن فضائح آل سعود والطرائف التي تحدث لولي العهد محمد بن سلمان، ونتيجة لذلك، تحول حساب “مجتهد” إلى شوكة في حلق العائلة المالكة السعودية.
وأفادت الصحيفة أن حساب “مجتهد” ظهر خلال سنة 2011، وذلك بالتزامن مع المظاهرات التي شهدتها السعودية تأثرا بثورات الربيع العربي، وسرعان ما اكتسب الحساب شعبية كبيرة في العالم، وهو ما يعزى إلى تسريبه للحقائق والأسرار المتعلقة بآل سعود، التي لا تعتبر مجرد تخمينات أو تحليلات.
وفي سنة 2012، تحول “مجتهد” السعودي إلى مادة تحليلية لأشهر المواقع السعودية والعربية في سعي للكشف عن هويته، ولم تستطع المملكة إخفاء قلقها وتخوفها من هذا الحساب، وهو ما جعلها لا تتوانى عن توجيه انتقادات لاذعة للمسؤول عنه.
وبينت الصحيفة أنه بالنسبة للغرب، يعد مؤسس موقع “ويكيليكس”، جوليان أسانج، المسؤول عن تسريب معلومات حساسة ودقيقة عن الدول الغربية، ولم تتمكن المملكة العربية السعودية من كشف الجهة أو الشخص الذي يقف وراء هذا الحساب، والذي ينشر أخبارا وأسرارا تتعلق بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وفي الحقيقة، قد يكون “مجتهد” فردا أو مجموعة من الأشخاص القادرين على اختراق القصر الملكي السعودي بوسائلهم الخاصة والحصول على معلومات سرية ومهمة للغاية، وقد بات “مجتهد” السعودي بمثابة لغز، نظرا لأنه لا يترك أي ثغرة تسمح بالكشف عن هويته الحقيقية.
وأشارت الصحيفة إلى أبرز تغريدات حساب “مجتهد” التي تصدرت الترند العالمي، على غرار التغريدة التي نشرها في حزيران/يونيو سنة 2017، والتي قال فيها إن “الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، سيتنازل عن العرش لنجله، محمد بن سلمان”.
وقد ساهمت هذه التغريدة في جعل الملك يتراجع عن اتخاذ هذه الخطوة، وخلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كشف المغرد السعودي عن عدة حقائق تتعلق بحملة الاعتقال التي شنها ولي العهد السعودي ضد الفساد في المملكة.
من هذا المنطلق، يمكن الجزم بأن من يقف وراء حساب “مجتهد” شخص على اطلاع بما يدور داخل القصر الملكي، بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لدى المغرد السعودي علاقات وثيقة بمسؤولين سعوديين رفيعي المستوى أو أمراء سعوديين يسعون إلى الإطاحة بولي العهد السعودي.
وأكدت الصحيفة أن “الناشط السعودي كشف حقائق تتعلق بحادثة إطلاق النار التي وقعت في حي الخزامى بالرياض، حيث سعت السلطات السعودية إلى التكتم عما حدث من خلال الترويج لرواية مغايرة”.
وذكرت أنه بعد دقائق من إطلاق النار، انتشرت روايات على وسائل إعلام دولية تفيد بأن ما حدث في الرياض كان محاولة انقلاب ضد الملك، وصرحت الشرطة السعودية أنها أسقطت طائرة لا سلكية ترفيهية ذات تحكم عن بعد اقتربت من القصر الملكي في الرياض، علما وأن الملك لم يكن في القصر لحظة إسقاطها.
وأفادت الصحيفة أن هذه الحادثة كانت تهدف إلى التخلص من العاهل السعودي وولي عهده، ووفقا لحساب “مجتهد”، تم إطلاق النار، الذي تعرض له القصر الملكي، بواسطة سيارات تحمل مدفعا من عيار 50 ملم.
كما أفاد “مجتهد” أن الطائرة ربما كانت متواجدة هناك بشكل عرضي أو بهدف تصويرها للمنطقة لمساعدة المهاجمين، مضيفا أن “تبادل إطلاق النار بين الطرفين تسبب في مقتل ثلاثة رجال سعوديين وعدد من المهاجمين وإسقاط الطائرة”.
وأوضحت الصحيفة أن “الناشط السعودي أكد أن الحادثة التي وقعت في المملكة العربية السعودية دليل على أن ابن سلمان لم يحكم قبضته بعد على الحكم في المملكة”.