الجديد برس: المراسل نت
تعرضت العاصمة السعودية الرياض ومنطقتي جيزان ونجران، اليوم الأربعاء، لدفعة صواريخ باليستية قصيرة وطويلة المدى أطلقت من اليمن على أهداف عسكرية واقتصادية، عززت مأزق القيادة السعودية خصوصاً بعد الكشف عن وجود قوات أمريكية تساعد في التعامل مع الصواريخ اليمنية.
وأعلنت القوة الصاروخية في أوقات متفرقة من اليوم الأربعاء استهداف معسكر القوات الدفاعات الجوية في جيزان بصاروخ بدر1 الباليستي قصير المدى وبعد ذلك أعلنت إطلاق دفعة صواريخ طويلة المدى من طراز بركان 2H على ميناء الرياض الجاف وعدة أهداف اقتصادية لم تسمها في العاصمة السعودية قبل أن تعلن في المساء إطلاق صاروخ بدر1 آخر على مركز المعلومات والحرب الالكترونية في نجران.
وأكدت القوة الصاروخية أن الصواريخ التي استهدفت الرياض أصابت أهدافها بدقة عالية.
وفيما نقلت وكالة رويترز عن سكان بالعاصمة السعودية الرياض أنهم سمعوا صوت أربعة انفجارات عنيفة دوت هزت عاصمتهم، إلا أن القيادة السعودية وللمرة الثانية خلال أيام بدت أكثر يأساً من إمكانية تقبل مزاعمها، فأعلنت في بيان للناطق الرسمي باسم التحالف تركي المالكي، حصل عليه المراسل نت، أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخاً باليستياً استهدف الرياض وأن صاروخاً آخر سقط في منطقة صحراوية وتجاهلت بقية الصواريخ الأخرى.
من جانب آخر، قال خبير عسكري لـ المراسل نت إن القوة الصاروخية اليمنية نجحت في إرباك القيادة السعودية من خلال عدم إفصاحها عن عدد الصواريخ التي أطلقتها على الرياض، ودفعت ناطق التحالف للإعلان عشوائياً عن صاروخين أحدهما زعم سقوطه في منطقة صحراوية، موضحاً أن القوة الصاروخية أرادت أن تجعل السعودية تزعم ما تشاء كي تكشف لاحقاً عبر الإعلام الحربي عن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها لتضع مصداقية الدفاعات السعودية في المحك بعدما دأبت الرياض أن تعلن اعتراض نفس عدد الصواريخ التي يعلن الجانب اليمني إطلاقها.
وكان خبراء أمريكيون كشفوا عقب المرات السابقة التي تعرضت الرياض لقصف صاروخي أن الدفاعات الجوية (الباتريوت) فشلت في التصدي لتلك الصواريخ معتمدين على مقاطع الفيديو التي نشرها النشطاء لحظة وصول الصواريخ اليمنية ومحاولة الصواريخ الدفاعية اعتراضها.
ورأى الخبير العسكري في حديثه لـ المراسل نت أن إعلان البنتاغون الأمريكي قبل أيام وجود قوات أمريكية الخاصة (القبعات الخضراء) في الحدود السعودية تساعد في التعامل مع الصواريخ اليمنية وتحديد مخابئها لاستهدافها، رأي في ذلك محاولة أمريكية لرفع معنويات الجانب السعودي في ظل تنامي الهجمات الصاروخية اليمنية وخصوصاً أن التحالف زعم قبل أكثر من ثلاثة أعوام، أي بعد أيام من بدء الحرب، أنه تمكن من تدمير الصواريخ اليمنية.
وأضاف أن القوة الصاروخية أرادت أن تزيل شعور السعوديين بإيجابية وجود القوات الأمريكية من خلال تكثيف إطلاق الصواريخ أولاً وكذلك اختيارها اليوم الأربعاء ثلاثة أوقات متفاوتة فجراً وظهراً ومساءً لإطلاق الصواريخ على جيزان ونجران والرياض، وبالتالي أوصلت رسالة بأنها تمتلك آلية ناجحة لمنع الأمريكيين من تقييد هجماتها الصاروخية وكذلك إحراج الأمريكيين أنفسهم وإظهارهم في موقف العاجز عن الحد من استهداف السعودية بالصواريخ الباليستية.
وفيما تحاول الرياض أن تقلل من خطورة الهجمات الصاروخية على اقتصادها، إلا أن تقارير غربية أكدت أن السعودية قررت تأجيل طرح شركة أرامكو النفطية في البورصة العالمية إلى أجل غير مسمى، بعدما كان مقرراً لها أن تطرح في يونيو المقبل، مشيرة إلى أن التأجيل جاء بسبب انخفاض القيمة التقديرية للشركة بسبب خطورة الهجمات الصاروخية التي أثرت أيضاً على إقبال المستثمرين والشركات الأجنبية على الاستثمار في السعودية.