الجديد برس – متابعات
سئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد التوقيع علنا على مذكرة مخالفة للاتفاق النووي الإيراني، عن كيف سيجعل هذا الإجراء أمريكا أكثر أمنا؟ فقال: هذا الاتفاق سيجعل أمريكا أكثر أمنا.
عدم قدرة ترامب على الإجابة عن سؤال أساسي حول قراره بالإنسحاب من الإتفاقية النووية الإيرانية يدل على سبب تشكيك العديد من الخبراء في حكمة القيام بذلك في المقام الأول، إذ أنه كان بإمكان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاقية العمل المشتركة للتعاون القيام بفحص البرنامج النووي الإيراني بشكل منظم للتأكد من أنه مخصص للأغراض السلمية. وبكل الحسابات فقد كانت هذه العملية تعمل ولكن، الآن، وبعد نجاح ترامب في اخراج الولايات المتحدة فانه من غير الواضح ما الذي سيحدث بعد ذلك.
واستخدم ترامب مرارا لهجة تهديدية خلال خطابات سابقة لتوقيع المذكرة، وفي وقت ما تعهد بأن النظام الإيراني سيواجه مشاكل أكبر من أي وقت مضى إذا استمر في تحقيق طموحاته، ولكن الرئيس الأمريكي لم يحدد خطة بديلة للإشراف على برنامج إيران النووي، ولم يفصل أية أسباب محددة تجعله مضطرا للإنسحاب في هذا الوقت، وفي الواقع، وجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران ملتزمة في 11 مرة منذ اعتماد خطة العمل المشتركة التي تم التوقيع عليها تحت إدارة أوباما في عام 2015.
وقال جيمس ماكيون المحلل السياسي في مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار، إن الأشهر القليلة المقبلة بعيدة عن الوضوح. وأضاف «لا نعرف ما هي الخطوة التالية والخبراء لا يعرفون ماذا سيحدث والبيت الأبيض، أيضا، لا يعرف ماذا سيحدث؟».
وأشار إلى أنه من غير المرجح أن تبقى الاتفاقية دون أن تكون الولايات المتحدة طرفا فيها. وقال إن فهم الإدارة الأمريكية للاتفاق معيب للغاية، وإن فكرة أن الاتفاقية تساعد إيران على امتلاك سلاح نووي هو مجرد خطأ جوهري.
وقال محللون إن الولايات المتحدة انتهكت هذه الصفقة عبر رفض تمديد التنازلات المفروضة على العقوبات في غياب أي انتهاك من جانب إيران، وستكون لدى إيران التي تحتفظ ببرنامج نووي سلمي أسباب للشكوى أمام اللجنة المشتركة التي أقيمت للفصل في المسائل المتعلقة بالصفقة.
واكد خبراء أمريكيون أن تفجير الاتفاقية كان خطأ فادحا لأن الحقيقة هي أن الاتفاقية، بأي معيار موضوعي، كانت أقوى اتفاقية يمكن التحقق منها في تاريخ السيطرة على الأسلحة النووية، وقالوا إنه من الصعب تخيل كيف يمكن لكوريا الشمالية أن تتفاوض بحسن نية مع إدارة ترامب بشأن إغلاق برنامج أسلحتها النووية.
رائد صالحة – القدس العربي