الجديد برس : رأي
صلاح الدكاك
هل ثمة (كتكوت يساري) يجرؤ اليوم على الهتاف: (حزبك باقي يا فتاح)، بعد أن صادرت (كتاكيت الاحتلال) في عدن منزله وجنسيته وهويته وأوراق أرقه الحالم؟!
الحزب الذي كان يوتوبيا أمنيات عدالة يجدف المسحوقون صوب ضفافها منذ 3 عقود ونصف العقد، ولم يبلغوا ضفافها بعد، أصبح مجرد تواليت سفري يتأبطه تاجر شنطة اسمه ياسين سعود السقاف، ويدور به على علوج وأوغاد الغزو الامبريالي في مخيمات تحالف العدوان، ليؤجره بالمياومة تيسيراً لحاجاتهم، وتصريفاً لاحتقاناتهم وصديد أطماعهم القذرة.
الحزب الذي لم يكن إلا سيرة متخيلة من وحي غيبوبة تقديس مديدة، انتهى به الحال ختماً رخيصاً في جوارب طويل العمر، يمهر به صك السطو على وسادة (فتاح)، ويسحل ببياناته المبوبة وفق شهواته جثمان (عبود)، ويعاود اغتيال (مدرم)، ويشهره على هيئة كاتم صوت شديد الجلبة يخرس به خرس المناهضين لفجور تحالفه، وساطوراً يحز بشفرته الرخيصة المشحوذة بالدراهم عنقاء الجزر اليمنية (سقطرى)، ويغمسه أنبوباً في طشت مذابحه يحسو بلدانة خوائه المبتذل (دم الأخوين) شمالاً وجنوباً..
ما أشهق سقف العهر السياسي الذي بلغه الحزب على أيدي أكثر أمنائه قزامةً وأوطأهم جبهة وأذلهم عنقاً وأحطهم قدراً..
من سوى الرفاق أطاح بالرفاق… من سوى الحزب تآمر على الحزب… من سوى (البيض) سحل نجمة فتاح من رابعة الأممية إلى مخنق المناطقية المقيتة…
من سوى (ياسين) لف البيرق خرقةً على أفخاذ الإقطاع الديني والسياسي والقبلي، ومسح به بصمات الجريمة عن مسدس قاتل (جار الله وعسكر العمراني وابنه شافيز وعلي جميل وابنه)، واغتال بنصل ترشيد الخطاب (خالد سلمان) الذي قض بقلمه الثائر الصقيل الناصع مضاجع سلطة الإقطاع والعمالة، وألقى بالرفيق (أيوب الصالحي) في غيابة جب داعش!
ولو قُدّرَ لـ(فتاح) أن يعود إلى الحياة لأفرغ ذخيرة كفاحه في صدر الحزب بوصفه حصان طروادة للاستعمار، ومظلة للانتهازيين، ولسارع الرفاق من فصيلة الرمميات – في المقابل- وصبيان ياسين لتزويد طائرات التحالف بإحداثيات عن مكان تواجد (فتاح) بوصفه (مجوسياً رافضياً متحوثاً) يمثل بقاؤه على قيد الحياة خطراً داهماً على (الدولة المدنية الاتحادية).
إن الطريق الوحيد لاستعادة منزل فتاح المنهوب يبدأ من تأسيس التشكيلات الطليعية الأولى للقطاعات الفدائية، مروراً بالكفاح الشعبي المسلح ضد تحالف الاحتلال، ووصولاً إلى تحرير كامل التراب المحتل… عدا ذلك فإنه ما من سبيل سوى تحرير المناشدات بذل لقاتل فتاح (دمية التحالف العميل هادي)، وتدشين حملة هاشتاجات عقيمة تبدأ من فراغ الواقع الافتراضي وتنتهي فيه بلا صدى عملي سوى صدى تزلفات المتضامنين مع رفات أسلمه معظم المتزلفين لنباش قبور بوصفه منقذاً ومحرراً.