الجديد برس : رأي
أحمد الحسني
رغم أن كل ما قالته لا يخرج -من حيث صلاحيته لتبرير العدوان الإماراتي على سقطرى- عن دائرة الهذيان الخلفاني والقرقاشي؛ إلا أن الخالة (ابتسام الكتبي)، رئيسة مركز الدراسات السياسية الإماراتي، التي ظهرت من على شاشة (بي بي سي) وهي تركل وتخمش وتسدد اللكمات بكلتا يديها وتبصق في وجه حكومة المرتزقة، كانت محقة في إهانتهم وصادقة في الأوصاف التي وصفتهم بها. ويمكن القول بأن حديثها وإن كان ضرباً من الهذيان في تبرير العدوان على الجزيرة اليمنية، إلا أنه كان بمنتهى الموضوعية في تبرير الامتهان الإماراتي لحكومة المرتزقة، التي لم تجد ما تقوله في بيانها بعد كل ذلك غير أنها حريصة كل الحرص على علاقة متينة وأخوية بينها وبين القيادة والشعب في الإمارات الشقيقة والحليفة في مواجهة الانقلاب الحوثي والأطماع الإيرانية في المنطقة. صحيح ما قاله الزميل صلاح الدكاك من أنه لا يعوزنا السلاح بقدر ما تعوزنا المرادفات التي نستطيع بها توصيف هؤلاء الحثالات.
لا بأس أن تقول الخالة ابتسام إن الإمارات موجودة في سقطرى من زمااان؛ فـ(زمااااان) هذه هي بمقياس عمر الإمارات بضعة أشهر، ولو مطتها الخالة أكثر فلن تكون الإمارات موجودة أصلاً، لا في سقطرى ولا في الخريطة. والمهم في حديث الخالة كتبي ليس إهانة المرتزقة، فلا يسرنا أن يُهان يمني، وليست هذه هي المرة الأولى التي يهانون فيها، ولم تكشف لنا سراً بقولها إن حكومة المرتزقة غير شرعية وأنه لا يوجد رئيس يحكم من فندق؛ فهذا نعرفه جيداً ونعرف أن تحالف العدوان وأسيادهم والعالم كله يعرف ذلك. أهم ما قالته ابتسام الكتبي هو أن الإمارات ذهبت إلى سقطرى بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة السعودية، ما يعني أن ما حدث لم يكن خلافاً طارئاً بين الإمارات وحكومة المرتزقة، وإنما كانت الإمارات تنفذ مخططاً مدروساً لصالح السيد الأكبر، وأن بن دغر الذي يصرخ من تحت بيادة العسكري الإماراتي خوفاً من الأطماع الإيرانية في المنطقة، وشاكراً بن سلمان، هو في أحسن أحواله حمار، وفي أسوئها… اللهم إني صائم! وشكراً للخالة كتبي.