الجديد برس – متابعات
قال الكاتب الإسرائيلي لدى صحيفة “معاريف” العبرية “تل ليف رام” إنّ “قرار الإغلاق الجزئي لمعبر كرم سالم في وجه عبور البضائع من وإلى قطاع غزة، وتغيير السياسة الإسرائيلية اتخذ بعد مداولات جرت في قيادة هيئة أركان الجيش في الفترة الأخيرة، بعد 100 يوم من استمرار مسيرات العودة، وانطلاقا من قرار الجيش عدم تشديد الرد في هذه المرحلة” بحسب زعمه.
وأوضح الكاتب أن قرار بنيامين نتنياهو إغلاق معبر “كرم أبو سالم” التجاري، وتشديد الحصار على قطاع غزة، يأتي محاولة إسرائيلية لاستعادة المبادرة من يد حماس، دون جدوى تذكر حتى الآن.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعي أن “حل أو وقف الطائرات الورقية لا يلوح في الأفق، حين يكون ثمن الخسارة الكفيلة بأن تلحق بحماس في هذه المرحلة لا يدفعها لتغيير طريقة عملها، وذلك حين يكون بالتوازي معبر رفح مفتوحا”.
وزعم أنّ “الجيش يمتنع عن مهاجمة أهداف لحماس في عمق القطاع ردًّا على استمرار إطلاق الطائرات الورقية، وإضافة إلى ذلك، فإن الحلول الدفاعية هي الأخرى تتأخر”، لافتا إلى أن “الفهم الآن في جهاز الأمن؛ أننا وصلنا إلى طريق مسدودة، ليس فيها عمليا أي ضغط حقيقي على حماس يضعها أمام معضلة التوقف عن إطلاق الطائرات الورقية”.
وعن مسيرات العودة والطائرات الورقية، تابع: “قيد القيادة السياسية في “إسرائيل” ورفع مرة أخرى موضوع غزة لجدول الأعمال العالمي”، عادًّا أن الوضع الحالي، “يعبر بقدر كبير عن أن المبادرة كانت حتى الآن بيد حماس، فيما كانت “إسرائيل” بالأساس ترد في ضوء الوضع الآخذ في التصعيد”.
وأضاف: “في الأشهر الأخيرة، اتسعت واقتربت المواجهة في قطاع غزة، ولكن بخطى صغيرة، فيما كان واضحا للطرفين بأنه دون حل ذي مغزى أكبر للوضع، فإن المواجهة في غزة هي مسألة وقت فقط”، مؤكدا أن “حماس و”إسرائيل” تستعدان للمواجهة”.
وذكر الكاتب أنه “لأول مرة منذ بدء الأحداث، تحاول “إسرائيل” استعادة المبادرة أمام حماس”، منبها أنه بين اختيار المبادرة بعمليات عسكرية كالهجمات في القطاع، وإحباط (اغتيال) مركز لكبار المسئولين أو ضرب الخلايا التي تطلق البالونات، تختار “إسرائيل” في هذه المرحلة تفعيل الضغط الاقتصادي، دون الوصول لمواجهة عسكرية”.
وعدّ أنه “من الصعب توقع ماذا ستكون عليه نتائج الخطوة، لكن تجربة الماضي تفيد بأنه عندما اتخذت إسرائيل سياسة مشابهة، وأغلقت المعابر ردا على الصواريخ، فإن هذا لم يؤدِّ إلى وقفها”.
وفي “إسرائيل” يأخذون بالحسبان بأن هذه الخطوة “كفيلة بأن تسرع سياقات التصعيد الزاحف قبيل المواجهة في القطاع”، وفق رام الذي بين أن “الجيش في الأسابيع الأخيرة يستعد لمواجهة محتملة، بما في ذلك على المستوى الدفاعي، حيث نشرت منظومة القبة الحديدية”.
وتابع: “تأخر الجيش في فهم أنه لا يمكن مواصلة الوضع الحالي في الجنوب، وفي كل الأحوال، هذا الوضع كفيل بأن يؤدي لمواجهة على أي حال”.
ولفت إلى أن الجيش لو عمل بحزم في المراحل الأولية لإطلاق الطائرات الورقية، لتمكن من وقفها في مراحل مبكرة أكثر، أما الآن، فقد “بات أصعب وقفها، وفي كل الأحوال فإن الطائرات الورقية هي فقط أداة ووسيلة، وفي حال غيابها ستأتي أداة أخرى”، بحسب الكاتب الذي أوضح أن “عمل إسرائيل الآن يستهدف وقف الانجراف، ودفع حماس للتوقف والتفكير”.
وختم الكاتب: “هذا المنطق قد يكون واضحا في عيون الإسرائيليين، ولكن ليس لحماس أي طريق خاص بها لتحليل الأمور”، مضيفا: “في هذه اللحظة على الأقل يبدو أننا أقرب لجولة العنف التالية من حل آخر سياسي لا يلوح في الأفق” كما قال.